متابعات-

انطلقت، اليوم الخميس، في العاصمة مسقط أعمال الحوار الاستراتيجي الأول بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية، جرى على هامشه توقيع اتفاقية تتعلق بتمويل التجارة والبضائع والخدمات.

ترأس الجانب العُماني وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية، خليفة بن علي الحارثي، فيما ترأس الجانب الأمريكي وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة، خوسيه دبليو فرنانديز، بحسب وكالة الأنباء العُمانية.

وتم خلال الحوار الاستراتيجي مناقشة محاور تتعلق بتعظيم الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين الصديقين، وزيادة الاستثمارات الأمريكية في قطاعات ذات أولوية لسلطنة عُمان، والتعاون في مجال الاقتصاد الرقمي.

وتطرق الحوار إلى التعاون في مجالات الطاقة البديلة، والهيدروجين الأخضر، والتعليم والثقافة وخاصة البرامج التعليمية، والاستثمار في مجال الابتكار والبحث العلمي وتطوير المناهج وتدريب المعلمين، إلى جانب التعاون في مجال المتاحف والترويج للإصدارات العُمانية.

وأكد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية العُماني أن الحوار يركز على عدة قطاعات؛ تتمثل في الطاقة المتجددة والتعليم والثقافة والتجارة والاستثمار، ومن المؤمل أن يسهم في تفعيل العلاقات الاقتصادية والفنية والثقافية بين البلدين.

وتخلل الحوار توقيع مذكرة تفاهم بين السلطنة والولايات المتحدة لتعزيز التجارة والاستثمار في المجالات الاستراتيجية للاقتصاد العُماني.

وقع على المذكرة من الجانب العُماني وكيل وزارة المالية عبد الله بن سالم الحارثي، فيما وقعتها من الجانب الأمريكي رئيسة بنك التصدير والاستيراد الأمريكي "إكسيم"، ريتا جو لويس.

وشدد الحارثي على أن المذكرة من شأنها تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، مشيراً إلى أن حجم التجارة بين البلدين ارتفع إلى 4.2 مليارات دولار لعام 2022، بالإضافة إلى نمو وتقدم ملحوظ خلال السنوات الماضية في مختلف مجالات التعاون بين الجانبين.

وتهدف المذكرة إلى تقديم تسهيلات مالية لإقامة مشاريع في قطاع الصناعة في مجالات متعددة، من بينها معدات الاتصالات اللاسلكية، بما في ذلك شبكة الجيل الخامس والتكنولوجيا الحيوية والطاقة المتجددة والزراعة ومعالجة المياه والصرف الصحي والتعدين والتصنيع.

كما تضمنت المذكرة خطة أولية للعمل المشترك بين حكومة السلطنة وبنك التصدير والاستيراد الأمريكي لاستكشاف خيارات استخدام التمويل، مثل: القروض، والضمانات والتأمين لتمويل صادرات الولايات المتحدة.

وترتبط عُمان وأمريكا بعلاقات تاريخية استراتيجية تعود لنحو 200 عام، كما تستمد أهميتها بالنسبة للولايات المتحدة من حيث موقع السلطنة كمركز متعدد المهام لخدمات دعم الجسر الجوي، وأنشأت واشنطن قاعدة جوية فيها، تتمركز بها قاذفات من طراز (B1) وطائرات التزود بالوقود.

وتوجد في عُمان خمس قواعد أمريكية تتبع مباشرةً القيادة الوسطى، ومخازن ضخمة للأسلحة والعتاد والذخائر.

ومنذ دخول اتفاقية التجارة الحرة الثنائية بين البلدين حيز التنفيذ، في عام 2009، نمت التجارة بشكل كبير في كلا الاتجاهين، ومن أهم مزايا الاتفاقية معاملة السلع المعفاة من الرسوم الجمركية، وعدم وجود حد أدنى لمتطلبات الاستثمار للشركات الجديدة.