علاقات » اميركي

بشراكة مع "ترامب الصيني".. بن سلمان أكثر حزما مع الإمارات ومصر

في 2023/04/05

ديفيد إغناتيوس / واشنطن بوست - ترجمة الخليج الجديد- 

اعتبر الكاتب ديفيد إغناتيوس، أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يمثل "ترامب الجديد" بالنسبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مضيفا أن الشراكة الجديدة بينهما تجعل الأخير "أكثر حزما" مع الإمارات ومصر، ومصدر "مخاطر" على إسرائيل.  

إغناتيوس تابع، في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) الأمريكية وترجمه "الخليج الجديد"، أن السعودية بقرارها "البراجماتي البارد نهاية الأسبوع الماضي خفض إنتاج النفط ورفع الأسعار، بعثت برسالة بسيطة، مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد تتخذ القرار في الخليج أو سوق النفط، وانتهى عصر الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط".

وأضاف أن "بن سلمان ضغط على منتجي أوبك (منظمة الدول المصدر للنفط) الأحد لخفض الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا؛ مما رفع سعر النفط الخام بأكثر من 6% إلى نحو 85 دولارا للبرميل. وبالنسبة لإدارة (الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو) بايدن، التي تكافح لاحتواء التضخم وتجنب الركود، كانت زيادة الأسعار مثل الوخز في العين".

ورأى أن "السعودية والولايات المتحدة تتحوطان في رهاناتها ولا تريدان قطع العلاقات (الثنائية)، لكن القادة في العاصمتين يشعرون بعدم الاحترام. وهذا ليس توازنا سهلا أو مستقرا، خاصة بالنسبة لإسرائيل، التي تريد علاقات أفضل مع الرياض، ولكنها تعتمد على موثوقية القوة الأمريكية بالمنطقة".

ولا ترتبط السعودية بعلاقات معلنة مع إسرائيل، وتطالب بانسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

ترامب الجديد

و"يُعرف عن ولي العهد السعودي تأييده للرئيس (الأمريكي الجمهوري) السابق دونالد ترامب (2017-2021)، ومن المؤكد أنه يفضل الجمهوريين"، بحسب إغناتيوس، الذي أضاف أن بن سلمان لا يزال مخلصا في طريقه لترامب الذي أنقذه بعد مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في 2018.

واستدرك: "لكنني أظن أنه بالنسبة لبن سلمان، فإن الرئيس شي هو ترامب الجديد، الرجل الكبير الذي ينغمس في طموحات الزعيم السعودي كقوة إقليمية، وعندما زار شي السعودية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نظم بن سلمان قمة خليجية -صينية تعهدت الدول المشاركة فيها بالتعاون في القضايا الاقتصادية والطاقة والأمن".

وأردف: "أخبر بن سلمان المقربين السعوديين منه أن الولايات المتحدة لا تزال شريك المملكة، لكنها ليست الشريك الوحيد لها، وأنه في حين أن أسلافه كانوا ليوافقون على الطلبات الأمريكية فورا، فإنه كسر هذا الوضع لأنه يريد أشياءً في المقابل".

وتابع: "بينما يستكشف بن سلمان الشراكة مع صديقه الجديد، شي، يصبح أكثر حزما مع جيرانه مثل الإمارات ومصر، وقال لمقربين سعوديين العام الماضي إنه طلب تنازلات من البلدين بنهاية 2023".

وأضاف إغناتيوس أن "الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سافر هذا الأسبوع إلى الرياض، ويقال إن التوترات لا تزال قائمة بين السعودية والإمارات، لكن الإماراتيين اتبعوا خطى بن سلمان في خفض إنتاج النفط".

وبين القاهرة والرياض ملفات خلافية معلقة أبرزها الدعم المالي السعودي لمصر التي تعاني أزمة اقتصاية متفاقمة، بالإضافة إلى استكمال نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر من مصر إلى المملكة.

ومنذ فترة تتردد أنباء عن خلافات مكتومة بين السعودية والإمارات في ظل تنافسهما على النفوذ السياسي والمصالح الاقتصادية، وكان لافتا غياب المملكة عن قمة استضافتها أبوظبي، في 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، وضمت قادة كل من الإمارات ومصر وقطر والبحرين وسلطنة عمان والأردن.

إسرائيل وإيران

وبالنسبة لإسرائيل، بحسب إغناتيوس، "يحمل بن سلمان القوي مخاطر خاصة، حيث تسعى تل أبيب إلى تطبيع العلاقات مع السعوديين، لكن ولي العهد عقد للتو صفقة مع إيران، العدو اللدود لإسرائيل، بطريقة دبلوماسية".

وبوساطة صينية، وقَّعت السعودية وإيران في 10 مارس/ آذار الماضي اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية خلال شهرين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يتصارعان على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول بينها اليمن وسوريا ولبنان والعراق.

وختم إغناتيوس بأن "الولايات المتحدة دللت السعودية الضعيفة لأكثر من نصف قرن لأننا بحاجة إلى نفطها.. لكن ما نريده الآن هو المملكة التي تتصرف كشريك مسؤول، حتى في الوقت الذي تضع فيه حتما المصالح السعودية في المقام الأول".