ذا هيل - ترجمة الخليج الجديد-
سلط موقع "ذا هيل" الضوء على تأثير جهود السعودية لوقف إطلاق النار بين الفصائل اليمنية المتحاربة على العلاقات بين واشنطن والرياض، والتي تراجعت بعد أن وعد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في وقت مبكر من حملته الانتخابية بجعل المملكة منبوذة بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وذكر تقرير نشره الموقع القريب من الكونجرس وترجمه "الخليج الجديد" أن مسؤولي إدارة بايدن يثنون حاليا على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في إشارة "تكفير" عما تعتبره المملكة انتقادات غير عادلة لحليف رئيسي للولايات المتحدة.
ويمثل ذلك تحولًا مهمًا للإدارة الأمريكية، التي أعلنت، عام 2021، أن بن سلمان وافق على جريمة اغتيال الصحفي بواشنطن بوست، جمال خاشقجي، داخل قنصلية المملكة بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وفي السياق، قال ديفيد شينكر، الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي عمل كمساعد وزير الدولة لشؤون الشرق الأدنى خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إن التفاؤل يسود بشأن جهود السعودية لإجراء محادثات بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في عدن والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في صنعاء.
وذكر شينكر أن الجهود السعودية "ستساعد في حل الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف من اليمنيين وتركت ملايين آخرين يعانون من الجوع".
تقدم المحادثات
وقال مفاوضون حوثيون، الأسبوع الماضي، إنه تم إحراز تقدم في المحادثات مع مسؤولين سعوديين وعمانيين عقدت في صنعاء، وإنه من المتوقع إجراء مزيد من المناقشات.
ورحب مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، في اتصال مع بن سلمان، الأسبوع الماضي، بالتقدم "الملحوظ" في اليمن وبـ"الجهود غير العادية" للسعودية، حسب تعبيره.
والتزم سوليفان أيضًا بـ "الاتصال المنتظم" مع ولي العهد السعودي بشأن أولويات أخرى، وهي مبادرة البيت الأبيض لدعم الاستثمارات في البنية التحتية والاتصالات في البلدان النامية والتي تعمل إلى حد كبير كبديل لجهود صينية.
كما أرسل البيت الأبيض وفدا بارزا من فريق الأمن القومي لبايدن إلى الرياض، الأسبوع الماضي، شمل المبعوث الخاص لليمن، تيم ليندركينج، ومنسق سياسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكجورك؛ والمنسق الرئاسي الخاص للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة، عاموس هوشستين.
ويشير "ذا هيل" إلى أن التقدم في اليمن يخفف من حدة الانتقادات للسعودية في الكونجرس، الذي دعا فيه المشرعون من الديمقراطيين والجمهوريين لإنهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن، والتي ترقى إلى جرائم حرب، حسب وصفهم.
وقال السيناتور الديمقراطي، كريس مورفي، وهو من أشد المنتقدين للسعودية: "كان هناك عدد من التطورات الإيجابية بشأن اليمن، واستعداد السعودية لتسهيل المناقشات المثمرة حول مستقبله".
لكن مورفي أشار إلى عدم وجود تحديث بشأن التقدم المحرز في اليمن، قائلا: "نحن بالتأكيد لا نزال نخطط لنقل هذا القرار، لكن ليس لدينا جدول زمني حتى الآن".
وغالبًا ما توصف العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية على أنها "متجذرة مصلحيا"، وأهم معادلاتها تتمثل في أهمية النفط السعودي للأمن الأمريكي.
وفي هذا الإطار، يشير مورفي إلى سياسات السعودية النفطية الأخيرة، وعدم اكتراثها بمصلحة الولايات المتحدة، قائلا: "أعتقد أننا بحاجة إلى فهم أن السعوديين مهتمون فقط بالشراكة مع الولايات المتحدة عندما يكون ذلك في مصلحتهم، وبالتالي يجب أن تعكس سياستنا أننا يجب أن نكون مهتمين بالشراكة مع السعوديين فقط عندما يكون ذلك في مصلحتنا".
وأضاف: "لقد سهلنا حربهم الكارثية في اليمن لسنوات، على الرغم من أن ذلك لم يكن في مصلحة أمننا القومي، كان ذلك خطأ فادحًا. ويجب ألا نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى".
الأمن القومي
وفي سياق متصل، يؤكد إريك بيلوفسكي، الذي شغل منصب مدير أول لشمال أفريقيا واليمن في مجلس الأمن القومي الأمريكي، على أهمية الاتجاه السعودي نحو حلحلة الأوضاع في اليمن، مشيرا إلى أن "المنطقة مهمة وصعبة والمملكة تلعب دورًا رئيسيًا فيها"، وأن احتياجات الأمن القومي الأمريكي تتطلب "إدارة مجموعة من التحديات في نفس الوقت".
ويؤكد جاريد رويل، المدير القطري للجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، أن منظمات الإغاثة تراقب عن كثب التطورات المحيطة بمحادثات السلام في اليمن، لكنه حذر من اعتبار نهاية القتال بمثابة حل للتحديات الهائلة التي تواجه مجتمع الإغاثة، والتي تشمل توفير الغذاء الضروري لليمنيين والدعم الصحي والخدمات التعليمية والعمل على مكافحة استغلال النساء والفتيات.
وقال رويل: "أعتقد أننا بحاجة فقط إلى إيصال الرسالة كمجتمع مساعدات دولي بأن الاحتياجات ستستمر طالما أن الكثير من العوامل المختلفة لا تزال قائمة".
ودعا المدير القطري للجنة الإنقاذ الدولية في اليمن الأمم المتحدة إلى القيام بدور نشط إلى جانب محادثات السلام لحماية ودعم العمل المستقل لمجموعات الإغاثة.
لكن رويل شدد على أن ذلك ليس كافيا، قائلا: "أعتقد أنه من المهم حقًا إيصال رسالة مفادها أن تقليل الصراع لا يعني تلقائيًا تحسين الظروف على الأرض، أو انخفاض مستويات الحاجة".