الخليج الجديد-
صُدم المسؤولون العاملون في الإمارات العام الماضي، عندما طلبت الولايات المتحدة من أبوظبي، الشريك الأمريكي المقرب، دفع ثمن المساعدة العسكرية التي تلقتها في أعقاب هجوم بطائرة بدون طيار.
جاء ذلك في كتاب رافيد: "سلام ترامب.. اتفاقيات إبراهيم وإعادة تشكيل الشرق الأوسط"، الذي نُشر بالعبرية في وقت سابق، وصدر هذا الأسبوع باللغة الإنجليزية، واستعرض تقرير لموقع "أكسيوس" مقتطفات منه.
وفي يناير/كانون الثاني 2022، استهدف هجوم بطائرة مسيرة تبناها الحوثيون منشأة نفطية في أبوظبي، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص: باكستاني وهنديان.
وبعد ذلك الهجوم، عقد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أصبح الآن حاكم الإمارات، اجتماعًا طارئًا مع قادته العسكريين لمعرفة الإجراءات الفورية التي يجب اتخاذها من أجل الدفاع عن الإمارة من هجوم آخر.
قال الجيش الإماراتي، وفقًا للتقرير، إن أفضل طريقة للقيام بذلك هي أن تحلق طائرات طائرات "إف 16" و"ميراج 2000" التابعة للقوات الجوية الإماراتية في الجو في جميع الأوقات، الأمر الذي يتطلب قدرات إعادة التزود بالوقود التي تمتلكها الولايات المتحدة.
وحينها، قامت الولايات المتحدة بتزويد الطائرات المقاتلة الإماراتية بالوقود عدة مرات.
بعد عدة أيام من الهجوم الثاني على أبوظبي، وصل الملحق العسكري في السفارة الأمريكية لعقد اجتماع مع كبار المسؤولين العسكريين الإماراتيين، حيث سلموا نظرائهم الإماراتيين فاتورة إعادة التزود بالوقود.
وكانت الحادثة مسيئة للغاية للإمارات، وأخبر المسؤولون الإماراتيون موقع "أكسيوس" بأنه دليل آخر على شعور بن زايد المتزايد بأن الولايات المتحدة قد تخلت عنهم في وقت الحاجة.
أخبر مسؤولون أمريكيون في البيت الأبيض والبنتاجون موقع "أكسيوس"، أن الطلب كان خطأ، وأعربوا عن أسفهم له.
وقال مستشار وزارة الخارجية الأمريكية ديريك شوليت: "الشيخ محمد كان مستاءا لأسباب مفهومة".
وأضاف: "شعرت بالسوء لأن كثيراً من الوقت قد انقضى، دون أن نملك مؤشراً على أنه كان يشعر بالضيق. لقد أخذنا الأمر على محمل الجد بالتأكيد وشعرنا أننا استجبنا بطريقة اعتقدنا أنها تتفاعل مع حاجة أصدقائنا لكن الشيخ محمد كان شعوره مختلفاً".
ويعلق تقرير لموقع "ميدل إيست آي" على الواقعة بالقول: "وقعت الحادثة العام الماضي خلال فترة كانت العلاقات الأمريكية الإماراتية متدنية".
في العام الأول لإدارة بايدن، أعربت الإمارات عن عدم ارتياحها لما اعتبرته تراجع التزام واشنطن بأمن شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.
ولم يتم الانتهاء من صفقة "إف-35" بعد، حيث ورد أن الإمارات تظهر الإحباط بسبب الوتيرة البطيئة والظروف المتعلقة بالبيع.
في ديسمبر/كانون الأول 2021، قالت أبوظبي إنها ستعلق المناقشات بشأن البيع، مع وجود نقاط شائكة رئيسية تتعلق بعلاقة الدولة الخليجية مع الصين، بما في ذلك استخدام تقنية (Huawei 5G).
في مارس/آذار 2022، قال السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة، إن العلاقة بين البلدين تمر بـ"مرحلة اختبار".
استغرق الأمر شهورًا حتى بدء العمل على إصلاح العلاقات، وكان من بين العوامل المساعدة الرئيسية اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن مع بن زايد في مدينة جدة السعودية، في يوليو/تموز الماضي.
والولايات المتحدة حليف أمني رئيسي لدول الخليج العربية، ولكن مسؤولين إماراتيين عبروا عن عدم التيقن من التزام واشنطن تجاه المنطقة، وسعوا إلى تعزيز العلاقات مع دول مثل الصين وروسيا، لا سيما في الجانب العسكري؛ من أجل تعزيز القدرات الدفاعية للإمارات كرادع لإيران.