معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى-
تتطلع القيادة الكويتية الجديدة إلى الولايات المتحدة للحصول على الدعم العسكري، في المقابل يجب أن تتمنى أمريكا التوفيق لأمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، في دوره القيادي، وتأمل أن يتمكن في النهاية من اختيار خلفاً له وربما أصغر سناً من عائلة الصباح يكون قادراً على إدارة البلاد.
هكذا يخلص تقرير لـ"معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، الذي يتساءل عن هوية الشخص الذي تفضله عشيرة الصباح الأوسع نطاقاً، ليكون الوريث الشرعي للشيخ مشعل، وما إذا كان سيتم اختيار شخص أصغر سناً بكثير وأكثر قدرة على الحكم لفترة أطول.
ويلفت التقرير إلى أن وفاة الأمير السابق نواف الأحمد الصباح (86 عاماً)، لم تكن مفاجئة، حيث تم نقله في نوفمبر/تشرين الثاني، إلى المستشفى لأسباب غير معلنة، وكان وضعه الصحي المتردي بشكل متزايد قد دفعه أساساً إلى منح ولي العهد مشعل الأحمد الصباح زمام الحكم الفعلي في عام 2021.
ولكن الأخ غير الشقيق، الشيخ مشعل، هو نفسه في 83 من عمره، الأمر الذي سيثير الكثير من التكهنات من سيخلفه في الحكم.
وفي النظام الكويتي، أمام الأمير الجديد، الذي لم يؤدِ اليمين الدستورية بعد في مجلس الأمة (البرلمان) 12 شهراً لاختيار وريثه.
ولم تظهر بعد أسماء المرشحين المحتملين علناً.
ويلفت التقرير إلى أن الكويت منخرطة حالياً في البروتوكول، بعدما أُعلن عن وفاة الأمير السابق الشيخ نواف في 16 ديسمبر/كانون الأول، ووُري الثرى بعد مراسم تشييع حضرها أفراد عائلته ورئيس مجلس الأمة الكويتي في اليوم التالي، وحاليا ويقوم القادة الإقليميون والعالميون بزيارات لتقديم التعزية.
وكان أول القادمين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأعقبه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ثم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
كما كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الزعماء الذين أعقبوهم في الوصول لتقديم التعزية.
وقد مثّل السعودية ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة الأمير محمد بن سلمان، مما يشير إلى أن والده الملك سلمان، الذي سيبلغ 88 من عمره في العام المقبل، وسيكون أكبر زعماء الخليج سناً، لم يكن في صحة جيدة بما يكفي لسفره لتقديم التعزية.
ويلفت التقرير إلى أن ذكرى غزو الكويت بقيادة الرئيس العراقي صدام حسين في عام 1990، وما تلا ذلك من تحرير البلاد على يد القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة، تستحضر موقع الكويت الهش في الطرف الشمالي للخليج العربي، بين العراق والسعودية، حيث لا تبعد إيران سوى أميال قليلة عبر المياه.
وتمتلك الكويت، العضو في منظمة "أوبك"، ما يقرب من 10% من النفط العالمي، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 4 ملايين نسمة (70% منهم من المغتربين) وأصبح اسمها مرادفاً للثروة.
لكن على الرغم من ذلك، تعاني البلاد من انقسامات في الحكم وسوء الإدارة، وكثيراً ما ينتقد أعضاء "مجلس الأمة" الـ50 الحكومة (قدمت استقالتها بعد وفاة الأمير نواف) بقيادة رئيس الوزراء الشيخ أحمد نواف، الابن الأكبر للأمير الراحل.
ونتيجة للاستجواب والمساءلة القاسيان اللذين يواجههما الوزراء في المجلس، شكّل الشيخ أحمد نواف أساساً، والذي تم تعيينه في يوليو/تموز 2022، حكومته الرابعة.
وفي هذا الصدد، وصف الإصدار الأخير للنشرة الإخبارية للطاقة التابعة "للمسح الاقتصادي للشرق الأوسط" (MEES) علاقاته مع "مجلس الأمة" بأنها "مضطربة"، وجاء فيها: "في ظل هذه العلاقة المتوترة، لا تزال الإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة بشدة غير مطبقة".
ومن الأمثلة الصارخة على ذلك هي الحاجة الناشئة إلى استئجار محطات لتوليد الكهرباء على متن السفن لأن البنية التحتية البرية الحالية بالكاد تكفي لتوفير الطاقة لأشهر الصيف، عندما يبلغ الطلب على تكييف الهواء ذروته.
ورغم كل ذلك، يرى التقرير إلى أن القيادة الكويتية الجديدة تتطلع إلى الولايات المتحدة للحصول على الدعم العسكري وتستضيف أكثر من 13000 جندي أمريكي في البلاد.
ويختتم: "يجب أن تتمنى الولايات المتحدة أيضا التوفيق للشيخ مشعل في دوره القيادي، وتأمل أن يتمكن في النهاية من اختيار خلفاً له، وربما أصغر سناً من عائلة الصباح يكون قادراً على إدارة البلاد".