شؤون خليجية -
تحدث نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن ضغوط أمريكية تمارس على المملكة السعودية لوقف إطلاق النار في اليمن قبل 15 نوفمبر الحالي، وهي المعلومات التي جاءت بعد أيام من إعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قرب انتهاء العمليات العسكرية التي تشنها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة في اليمن ضد جماعة الحوثي "الشيعية المسلحة"، التي استولت على السلطة بدعم الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.
وكان المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد توقع أن تتم مباحثات جنيف بين الأطراف اليمنية منتصف شهر نوفمبر الحالي، مؤكدًا أن ما توفر لديه من معلومات يكشف نية الطرفين التوصل لحل سياسي، وهو الأمر الذي يأتي متوافقًا إلى حد كبير مع ما قاله النشطاء بشأن وقف الحرب، إلا أنهم أضافوا أنها تأتي بضغوط أمريكية.
وهو الأمر الذي أرجعه مراقبون إلى أن أمريكا فعليًا خائفة من تفوق المقاومة الشعبية باليمن، خاصة مع ضعف جماعة الحوثي في الفترة الأخيرة، مشيرين إلى أنها تسعى طوال المعركة لعدم تفوق طرف على الآخر. ولفتوا إلى أن تفوق المقاومة بمساعدة التحالف يمكن أن يخلق نوعًا من الغرور عند المملكة السعودية، خاصة مع موقف السعودية ودعمها للمعارضة السورية وهو نفس الموقف التركي، خاصة بعد تقدم حزب أردوغان في الانتخابات وتمكنه من تشكيل الحكومة منفردًا، والحديث عن "تحالف سني قوي" في المنطقة لمواجهة التمدد الإيراني.
وأكد المراقبون أن أمريكا تسعى لضمان بقاء الوضع كما هو عليه في اليمن، حتى تظل كل الجبهات مفتوحة وغير محسومة، مشيرين إلى أن وقف الحرب يعطي وقتًا للحوثي لترتيب أوراقه أو مشاركة الحكومة في المكاسب.
الشريف: الضغوط على المملكة كبيره منذ البداية
من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني على الشريف: "لا أستبعد وجود دوافع أمريكية من هذا النوع، فالتحالف العربي وقدراته الكبيرة وتدخله المباشر الحاسم دون الحاجة للرجوع لأمريكا، ربما يثير حفيظة الأمريكان، ولا أستبعد خلافًا من هذا القبيل، خاصة في ظل ظهور مقاومة يمنية قوية تأهلت سريعًا، وهي حليف قوي للتحالف وللمملكة السعودية بالدرجة الأساسية".
وأضاف "الشريف"، في تصريحات خاصة لـ"شؤون خليجية": إنه "في ذات الوقت لا يتوقع أن الخلاف بين الأمريكان والسعودية يصل إلى درجة العداء والمواجهة، أو السماح بتهديد أمن المملكة"، مؤكدًا أن الأمر بدون شك لا يخدم المصلحة الأمريكية، حيث تمثل المملكة حليفًا قويًا في المنطقة من وجهة النظر الأمريكية لا يمكن التضحية بهذا الحليف بسهولة.
وتابع: "الضغوط على المملكة بلا شك كبيره منذ البداية وليس من الآن، ولكن من خلال قراءتي للوضع أستبعد أن تكون هناك ضغوط أمريكية لأسباب كثيرة، أهمها أن السعودية تدافع عن الأخطار التي تهدد أمنها في ظل ميليشيات تقصف الداخل السعودي عبر الشريط الحدودي المجاور لليمن.. وما أعلمه هو أن هناك علاقة استراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة، ولا يمكن للأخيرة أن تتجاهل المخاطر التي تهدد آمن المملكة".
وواصل، قائلًا: "لا أتوقع مطلقًا أن تتخلى المملكة عن اليمن، لأن علاقة المملكة باليمن علاقة مصير مشترك لا يمكن بأي حال تركه لأي تهديدات مهما كان الثمن، لأن أمن المملكة من أمن اليمن ليس في ذلك أدنى شك".
وعن توافق تصريحات الجبير بقرب انتهاء العمليات العسكرية في اليمن مع هذه الأنباء، قال "الشريف": العمليات فعلًا قد تتوقف، خاصة مع حدوث تقدم في عملية التشاور القادمة التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي التزم الحوثيون والمخلوع بها وفق رسالة بان كي مون، للرئيس عبدربه هادي بأنهم ملتزمون بتطبيق القرار الدولي 2216 وكل ما ينطوي عليه من وقف الميليشيات للعنف، والانسحاب من المدن، وتسليم السلاح، وإطلاق السجناء السياسيين ...إلخ".
وفسر ذلك قائلًا: "بمعنى أن تصريحات الجبير أتوقع أنها تندرج في إطار إبداء حسن النية، والرغبة في وقف الحرب، والعودة للاستقرار واستئناف العملية السياسية في اليمن.. لكن في حال تنصل الحوثيون والمخلوع من تعهداتهم وخرقوا الاتفاقات واستمروا في شن الحرب، فإن الأمر قطعًا سيكون مختلفًا".
الباهلي: المملكة تريد تطبيق القرار 2216 لإقرار السلام
بدوره، ذكر الكاتب والمحلل السياسي السعودي عقل الباهلي، بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث بعد شهر من عمليات التحالف العربي، عن ضرورة التوجه إلى الحل السياسي، مشيرًا إلى أن أمريكا أعلنت بمجرد بدء العمليات مساندتها لعاصفة الحزم لوجستيًا واستخباريًا.
وقال "الباهلي"، في تصريحات خاصة لـ"شؤون خليجية": "إن السعودية تركت لليمنيين حقهم في حوارهم الوطني وتقرير مصيرهم، وآخر فرصة كانت حسب التسريبات، حينما حذرت المجموعات الانقلابية من احتلال عدن، لكن كانت نواياهم انقلابية وكانت إيران تدعم مشروعهم، وأعلنت حينما استولوا على صنعاء بأن العاصمة العربية الرابعة في قبضتهم".
وأضاف: "في اعتقادي أن السعودية تدعم مشروع القرار 2216 والتوجه الآن إلى انطلاق المفاوضات لتطبيق مشروع السلام".
وفيما يتعلق بأن حديث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير جاء نتيجة ضغوط أمريكية، قال: "بالتأكيد السعودية تتشاور مع حلفائها في كل القضايا الإقليمية العالقة، لكن أعتقد أن الإعلان عن قرب توقف العمليات العسكرية تزامن مع تصريح ممثل المبعوث الأممي إلى اليمن، بأن 15 نوفمبر هو الموعد المتوقع لانطلاق العملية السياسية".
وتابع: "لكني أعتقد أن حماية الشرعية من قبل التحالف ستظل قائمة، وفي حالة جرى استغلال وقف إطلاق النار للتمدد العسكري للحوثيين والمخلوع، فإن التحالف سيقوم بما يلزم في هذا الشأن والخاص بحماية الشرعية والدفاع عنها، وإذا كانت النوايا صادقه نحو السلام فإن توقف العمليات العسكرية سيكون في صالح الجميع، وستتمكن الجهات الإغاثية من تقديم المساعدات للشعب اليمني، وتعود الشراكة السياسية وينجح أهل اليمن في حمايته من المخاطر".