ترجمة وتحرير أسامة محمد - الخليج الجديد-
بينما كان وزير الدفاع الأميركي «أشتون كارتر» يقول كلمات مطمئنة لـ(إسرائيل) عندما قابلته الأسبوع الماضي في مكتبه في وزارة الدفاع، كان أيضا يوجه انتقادات حادة لحلفاء الولايات المتحدة الآخرين في الشرق الأوسط، دول الخليج العربية، الذين، كما يقول، في بعض الأحيان يبدون غير راغبين في الانخراط بشكل فعال ضد أعدائهم. وقال «كارتر» أن هذه الدول، أعضاء مجلس التعاون الخليجي الست، ومصر كذلك، يفضلون بناء القوات الجوية عن القيام بعمل خطير لمكافحة «داعش» وإيران التي تعتبر بعبع الدول العربية المعتدلة.
وقال «كارتر»: «على أرض الواقع، إذا نظرتم على أرض الواقع فإن الإيرانيين يمتلكون النفوذ، فهم في داخل اللعبة»، في إشارة إلى الأنشطة العسكرية الإيرانية في سوريا والعراق ولبنان، واليمن. «نحن لا نرغب في ذلك لكن هم في اللعبة على أرض الواقع. هناك شعور بأن بعض دول الخليج أكثر اهتماما في الحصول على طائرات مقاتلة متطورة على ارتفاع 30 ألف قدم من اهتمامها بنشر القوات، والعمليات الخاصة».
وقد ذهب «كارتر» إلى أنه «من الواضح لنا، ونحن نحاول جعلها واضحة بالنسبة إلى دول الخليج، ومنهم من فهم هذا مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، هو أن السبب في شعور دول الخليج بافتقارها إلى النفوذ في ظروف مثل العراق وسوريا، ومع «الدولة الإسلامية»، يكمن في أنهم يعطون أهمية لمقاتلات سلاح الجو الراقية أكثر من تدريب وتأهيل القوات البرية والعمليات الخاصة القوات.
في اجتماع خلال قمة في كامب ديفيد في مايو/أيار مع الدول الأعضاء في دول مجلس التعاون الخليجي، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والبحرين وعمان، وعد الرئيس «باراك أوباما» علنا هذه الدول بالدعم الأمريكي «الصارم»، ولكن في الوقت نفسه فإنه وبخهم سرا على سلبيتهم وقال لهم إنه لا يقع تحت أي ضغط ليرهق الشعب الأمريكي في نزاعات الشرق الأوسط الإقليمية.
الشكوى الثابتة من إدارة «أوباما» هي أن العديد من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط الكبير، لاسيما تركيا، ودول الخليج، يتوقعون من الولايات المتحدة القيام بأصعب أنواع القتال ضد أعدائهم الإقليميين الذين يشكلون تهديدات مباشرة لمصالحهم.
وأضاف «كارتر» قائلا: «لقد قلت نفس الأشياء لهم».، «يا رفاق، جئتم وشكوتم لنا ولكن أنتم لستم في اللعبة. عليكم الدخول في اللعبة. تريدون طائرات متطورة وهذه لا تحقق لكم بالنسبة الحوثيين واجتياح اليمن أي تقدم». وقال «كارتر» إن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي خسرت مؤخرا 45 جنديا في يوم واحد في اليمن، هي البلد أكثر اكتمالا للمحاربة بالأصالة عن نفسه. «إن الإماراتيين لديهم قوة صغيرة لكنها قادرة، ولكن دول الخليج الأخرى، ومصر، وغيرها، لم يفعلوا ذلك». مصر لا يزال لديها فقط طرق المواجهة التقليدية، الحرب العسكرية مع إسرائيل، وهو أمر غريب، نظرا لتغير تركيبة المشكلات من حولهم.
وجاءت تصريحات كارتر خلال مناقشة أمام البنتاغون، ذات صلة متعلقة بالسياسة المحافظة، أو ما يسمى التفوق العسكري النوعي لـ(إسرائيل). لسنوات، وعدت الولايات المتحدة (إسرائيل) أنها لن تساعد على توفير أسلحة من شأنها أن تهد تفوقها العسكري. في السنوات الأخيرة، تخشى (إسرائيل) أن دولا مثل المملكة العربية السعودية سوف تستخدم الأاسلحة الأمريكية ضدها بعد كل شيء في الوقت الراهن، فإن (إسرائيل) والسعودية في اتفاق تام بأن إيران تمثل تهديدا وجوديا، وأن هذه الأسلحة لن تقع في أيدي السنة «المتطرفين».
على الرغم من الشكوك حول إن كانت دولا مثل المملكة العربية السعودية تحتاج حقا إلى أنظمة الأسلحة التي تطلبها من الولايات المتحدة، لكن «كارتر» اعترف أيضا أنه سيكون من الأفضل بالنسبة للولايات المتحدة، و(إسرائيل)، إذا قامت دول الخليج بتسوق الأسلحة من أمريكا.
وحتى الآن، في عام 2015 فقط، وافقت الحكومة الأمريكية على بيع ما قيمته 115 مليون دولار من الأسلحة إلى الكويت، 150 مليون دولار إلى البحرين، 845 مليون دولار لدولة الإمارات العربية المتحدة، و19.5 مليار دولار إلى المملكة العربية السعودية
«القصة ليست مجرد أن لدينا علاقات مع حلفائنا في الخليج، ، وليست مجرد أننا نريد بيع الأسلحة، وهو أمر طبيعي في الاقتصاد السياسي. ولكن أيضا، من الناحية الأمنية، فإن لدينا المزيد من التأثير على الأطراف التي تتلقى منظومات الأسلحة، حيث يتم الإشراف على العمليات من قبلنا».
رسالة «كارتر» جاءت معقدة إلى حد كبير حيث قال: «يجب على قيادات وزارة الدفاع الإسرائيلية أن يفهموا أنه من الأفضل لهم أن تبقى أميركا المزود الرئيسي لأنظمة الأسلحة المتطورة لدول الخليج. لكن قادة دول الخليج يجب أن يفهموا أيضا أنهم لا يحتاجون بعض الأسلحة التي يسعون لشرائها».
وأضاف إن «الاشياء التي يريدها هؤلاء الرجال ليست الأشياء التي يحتاجونها». وقال «كارتر»، «إذا كانت تريد الأشياء التي تحميها، فقد أخطأت الطريق، أنت لن تحمي نفسك من التسلل من الخارج، من خلال وجود مجموعة تجهيزات متطورة».