الحياة السعودية-
عرضـت وزارة الخارجيــة الأميركية أمس، 5 ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى كشف موقع رئيس ما يعرف «حدود داعش»، السعودي طراد محمد الجربا، المكنى «أبو محمد الشمالي»، الذي وصفته أميركا بأنه «مسؤول رئيس في لجنة الهجرة والخدمات اللوجستية في التنظيم»، التي تشرف على حركة المقاتلين الأجانب. وفرضت وزارة الخزانة الأميركية قبل شهر، حظراً على أموال 15 شخصاً من جنسيات مختلفة، يدعمون تنظيم «داعش»، من بينهم سعوديان، أحدهما الجربا، إضافة إلى ناصر محمد الحربي.
وأصدرت وزارة الخزانة في أيلول (سبتمبر) الماضي، أوامر بحجز أصول الـ15، بناءً على أمر تنفيذي رقم 13224، يستهدف الإرهابيين والأشخاص الذين يقدِّمون الدعم إلى الإرهابيين، أو الأعمال الإرهابية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني أمس: «إن طراد الجربا هو المسؤول عن تسهيل سفر المقاتلين الإرهابيين الأجانب من طريق بلدة غازي عنتاب التركية، ومنها إلى مدينة جرابلس السورية الواقعة على الحدود، التي تسيطر عليها «داعش» في سورية، وهو يتولى ما يعرف بـ«لجنة الهجرة والخدمات اللوجستية»، والتي تهتم بتنسيق أنشطة التهريب، والتحويلات المالية، وحركة النقل والإمداد إلى سورية والعراق من أوروبا، وشمال أفريقيا، وشبه الجزيرة العربية.
وبحسب الوزارة، فإن السعودي الجربا ولد 1979 في العراق، وانتظم في صفوف تنظيم «القاعدة» هناك منذ عام 2005، وفي نيسان (أبريل) 2015، أصبح من كبار قادة تنظيم «داعش»، ومسؤولاً عن الحدود السورية-التركية والخدمات اللوجستية. وسهَّل الجربا العام الماضي سفر جهاديين محتملين لـ«داعش» من تركيا إلى سورية، وكانوا قادمين من أستراليا وأوروبا والشرق الأوسط. وأدار مركز التنظيم للمجندين الجدد في مدينة أعزاز السورية. وقاد كذلك عملياته خارج سورية والعراق. كما سهَّل عام 2013 أعضاء أوروبيين عدة في «داعش» إلى سورية.
ولاحظت «الحياة» منشورات الجربا على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر «فيسبوك»، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، والتي تحوي تناقضات كثيرة، ففي بداية تسجيلة في الموقع عام ٢٠١٢ كان مناصراً للثورة السورية، والجيش السوري الحر، على رغم أنه يقاتل تحت لواء «جبهة النصرة»، والتي تعتبر فرعاً لتنظيم «القاعدة» في سورية. وكان يستشهد بفتاوى رجال دين حول وجوب نصرة الجيش السوري الحر والفصائل المقاتلة ضد نظام بشار الأسد، وهو الهدف الذي اعتبر أنه «يحقق النصر للثورة السورية العادلة، التي تسعى إلى تحرير سورية من نظامها الطاغية، لتعود وطناً يعيش فيه جميع أبنائه، وتتألف فيه كل طوائفه، في حياة كريمة، تجمع بين رقي حضارة الإسلام العادلة، وهويّته المميّزة، وإنجازات الحضارة البشرية المعاصرة»، بحسب قوله.
إلا أنه بعد عام من الغياب عن صفحته، عاود الظهور العام الماضي، ولكن كان ظهوراً مغايراً، إذ بدأ نشاطه «الفيسبوكي»، بمبايعة قائد تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، واستفتح منشوراته بعدد من الصور لرؤوس فصلت عن أجسادها، لجنود قال إنهم من «جيش النظام السوري». كما نعى عدداً من رفاقه الذين قُتلوا في سورية، ومنهم ابن عمه سعد الجربا، والسعودي محمد السعيد، الذي سبق إيقافه في سجن الحائر لأكثر من 9 أعوام، قبل أن يطلق سراحه، ويلحق بابنه معاذ، الذي أرسله أثناء سجنه إلى سورية وقتل فيما بعدُ.
يذكر أن السعودي ناصر محمد الحربي، الذي فرضت وزارة الخزانة الأميركية حظراً على أمواله مع الجربا، يعد أحد قادة «داعش» في اليمن، ويعمل على تجنيد عناصر للقتال هناك، وتسلم تمويلاً مالياً كبيراً لتنفيذ استراتيجية «داعش» في اليمن. كما سهَّل الحربي أواخر 2014 نقل أشخاص ومواد لعمليات «داعش» في السعودية، وهو ضمن مجموعة في اليمن بايعوا التنظيم، وتلقوا تمويلاً كبيراً، سواءً من «داعش»، أو من طريق متبرع مجهول. أما في أيلول (سبتمبر) 2014، فأجرى الحربي وآخرون اتصالات مع «داعش» وسعوا إلى جمع عهود الولاء لمصلحة التنظيم، إذ تم تفويض الحربي من «داعش» في سورية لجمع عهود الولاء في اليمن.
ورفض الحربي تجنيد وتسهيل الجهود المبذولة لمصلحة تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، وفي المقابل نسَّق مبايعة 4 آلاف من مقاتلي «القاعدة في المغرب الإسلامي» لتنظيم «داعش»، بالتعاون مع زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، المصنف «إرهابياً عالمياً» من الولايات المتحدة والأمم المتحدة.