هافينغتون بوست- ترجمة وتحرير فتحي التريكي - الخليج الجديد
إنها قصة مألوفة. قبل مائة عام، كان مصير المناضلتين البريطانيتين «سيلفيا» و«كريستابل بانكورت» هو السجن بسبب مناصرتهما لحق المرأة في التصويت. تم سجن الأختين «منيرفا» و«ماريا تيريسا ميرابل من الدومينيكان، ثم اغتيالهما في النهاية بصحبة شقيقتهما الثالثة «باتريشيا» في عام 1960 بسبب معارضتهم لديكتاتورية التروخيو العنيفة في الدومينيكان. في السنوات القليلة الماضية تم سجن الأختين «زينب» و«مريم الخواجة» في البحرين بسبب معارضتهما السلمية للإجراءات القمعية للحكومة، وأرسلت الأختان الإيرانيتان «ليلى» و«سارة توسلي» إلى السجن من من قبل نظام طهران بتهم تتعلق بالتعبير عن وجهات النظر.
في فبراير/ شباط الماضي، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، اختفت الشقيقات الثلاثة «أسماء» و«مريم» و«اليازيه السويدي» أثناء احتجازهما بعد استدعائهما في مركز الشرطة في أبو ظبي. وكانت الفتيات قد قمن بالتغريد حول اعتقال شقيقهن الدكتور «عيسى السويدي»، الرئيس السابق لجمعية الهلال الأحمر لدولة الإمارات، وهو واحد من العديدين من السجناء السياسيين في دولة الإمارات العربية. وقد تم الإفراج عن الفتيات بعد 3 أشهر من الاختفاء.
قبل بضعة أيام فقط، جاءت الأنباء بالقبض على أختين أخريين في دولة الإمارات العربية المتحدة. وهما محتجزتان الآن من قبل جهاز أمن الدولة الإمارتي، حيث تشير تقارير موثوقة عن تعرض المحتجزين خلاله للتعذيب. وتشير تقارير محلية أن الأختين «أمينة» و«موزة العبدولي» قد تم اقتيادهما إلى مكان مجهول من قبل الشرطة في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني بعد مداهمة منزلهما. وهناك مخاوف بشأن ما سوف يحدث للأختين وأخيهما «مصعب» الذين تم اقتياده بصحبتها.
وأتت واقعة إلقاء القبض على الفتيات قبل أيام فقط من اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي تم اختياره ليوافق يوم 25 نوفمبر/ تشرين الثاني وهو ذكرى اغتيال الأخوات «ميرابال» في الدومينيكان.
عقاب عائلات المعتقلين
ومن غير الواضح لماذا تم اقتياد الفتيات، على الرغم من أن بعض التقارير تشير إلى أن والدهما الراحل كان سجينا سياسيا قبل عقد من الزمن. قيام جهاز أمن الدولة الإماراتي بعقاب عائلات المعتقلين السياسيين ليس أمرا نادر الحدوث. زرت دولة الإمارات العربية المتحدة في وقت سابق من هذا العام، حيث أخبرني عدد من أسر السجناء أنهم كانوا يخضعون لحظر السفر التعسفي حيث تمنعهم السلطات من مغادرة البلاد. بينما يجد آخرون أن الملفات الرقمية الحكومية التي تحوي هوياتهم وبياناتهم قد تم العبث بمحتوياتها بما يشمل بياناتهم الخاصة مما يجعل من المستحيل عليهم، على سبيل المثال، الحصول على رخصة قيادة. حتى إن بعضهم قد تعرض للتعقب والتعذيب ومنع أبنائهم من الالتحاق بالجامعات.
دولة الإمارات العربية المتحدة هي حليف عسكري رئيسي للولايات المتحدة، وقد كان وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» في زيارة هناك هذا الأسبوع حيث التقى ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، الذي يشرف على جهاز أمن الدولة في البلاد، وهو أحد المسؤولين المفضلين لدى واشنطن. كان «بن زايد» في واشنطن في وقت سابق من هذا العام حيث التقى الرئيس «أوباما» ونائب الرئيس «جو بايدن» ووزير الدفاع «أشتون كارتر» وقال إنه يهدف إلى تطوير «خطوات جديدة لتعزيز التعاون الأمني العميق بالفعل بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة».
كما مثل «بن زايد» بلاده في قمة قادة دول الخليج التي استضافها الرئيس «أوباما» في كامب ديفيد في مايو/ أيار من هذا العام. حيث تركزت المناقشة ليس على حقوق الإنسان، بل على كيفية قيام واشنطن بتقديم مساعدات عسكرية أكبر لدولة الإمارات العربية المتحدة وحلفائها من الدول القمعية الأخرى في الخليج. وتشير التقارير الواردة من دولة الإمارات العربية المتحدة، أنه منذ بضعة أسابيع تم تركيب مكبرات صوت في سجن الرزين سيء السمعة حيث يحتجز العديد من المعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان، حيث تبث الأناشيد التي تشيد بولي العهد على مسامعهم على مدار الساعة.
الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه واشنطن لـ«بن زايد» ولحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة يصب في صالح استمرار أعمال القمع في الإمارة الخليجية. يجب أن يقوم المسؤولون في الولايات المتحدة علنا بإدانة مهاجمة واحتجاز بنات «العبدولي» في دولة الإمارات العربية المتحدة وأن يدينوا علنا التعذيب الذي يمارسه جهاز أمن الدولة الذي يشرف عليه مباشرة ولي العهد الأمير «محمد بن زايد آل نهيان».