الراي الكويتية-
دعا وزير البحرية الأميركي راي مابيوس الهيئات الحكومية الأميركية المعنية بالرقابة على مبيعات الأسلحة الأميركية إلى التحرك والموافقة على صفقة شركة «بوينغ» لبيع مقاتلات «اف - 18 سوبر هورنيت» للكويت، والتي وصفها بأنها «حساسة».
وطلبت الكويت شراء 28 طائرة من هذا النوع بقيمة 3 مليارات دولار، مع خيار بشراء 12 طائرة أخرى. وقد لا تكون هذه صفقة من النوع الضخم جداً، غير أنها كافية لابقاء خط انتاج هذه الطائرات لدى «بوينغ» ناشطا لمدة 14 إلى 20 شهراً.
وقال مابيوس للصحافيين بعد مشاركته في مناسبة للبحرية: «إنها لعملية مثيرة للإحباط بالنسبة لجميع الأطراف المعنية، وهي تؤكد الحاجة للقيام بشيء في ما يتعلق بعملية الرقابة على صادرات السلاح برمتها»، مضيفاً: «لا اعتقد ان هناك بطئاً يتعلق بهذا البرنامج بالتحديد، بل هناك فقط العملية الملتوية الطويلة التي يتعين السير فيها للقيام بأي نوع من المبيعات الدولية، سواء كانت لحليف أم لا».
وتابع ان «هناك حاجة ماسة للقيام بإصلاح، لكن ذلك لم يحصل. اعتقد انكم رأيتم جهوداً تبذل بين وقت وآخر، ولكن أيا منها لم ينجح حتى الآن».
وتحتاج العملية إلى موافقة جهات عدة بينها مكتب وزير الدفاع، ووزارتا التجارة والخارجية، والبيت الأبيض، ولكن وزارة البحرية التي لا دور لها فيها، لديها رهان مزدوج على نجاح الصفقة. فهي أولاً تزود حليفاً في موقع استراتيجي، أي الكويت، بتجهيزات مناسبة، وثانياً تبقي خط انتاج الـ «إف - 18 سوبر هورنيت» في سانت لويس بولاية ميزوري عاملاً لسنتين أخريين، وهو نوع الطائرات الذي تعتمده البحرية الأميركية.
وأرادت البحرية في وقت ما التحول عن طائرات «إف - 18 سوبر هورنيت»، وبدأت شراء طائرات «إف - 35 ستيلث» التي تنتجها شركة «لوكهيد مارتن» بدلاً منها، لكن ظهور علامات مقلقة بشأن صمود «إف - 35 ستيلث» أمام النماذج المنافسة في العالم، وتأخيرات متكررة في برنامج انتاجها، إضافة إلى بعض المشاكل في إمكانية صيانتها، أعادت الاهتمام في البحرية والكونغرس بشراء مزيد من طائرات «إف - 18 سوبر هورنيت».
وتقول «بوينغ» إنها تحتاج لصنع 24 طائرة في السنة، لإبقاء خط الانتاج مجديا من الناحية الاقتصادية.
وباعتبارها ذات تصميم قديم نسبياً، تكتسب «إف - 18 سوبر هورنيت» قدرتها التنافسية من سعرها، حسب ما يقول المحلل المتخصص ريتشارد أبولافيا.
وأشارت الناطقة باسم «بوينغ» كارولين هاتشسون إلى أن «هناك طلبات دولية قليلة أساسية بالنسبة لمستقبل خط الانتاج في سانت لويس. وأي طلب في المدى القريب على طائرات إف - 18 سوبر هورنيت سيكون جسراً يمكننا من الاستمرار في انتاج طائرات من هذا النوع للبحرية الأميركية».
وقالت هاتشسون: «بالنسبة لطائرات إف - 18 سوبر هورنيت، نحن نعمل على اتمام صفقة مع زبون من الشرق الأوسط. لا يمكنني تسمية البلد. والسوبر هورنيت مشاركة في مناقصة في الدنمارك، ولدينا مناقشات مع بلجيكا وفنلندا. وأشارت كندا أيضا إلى انها ستعيد فتح مناقصة وتدرس السوبر هورنيت».
وتابعت ان «الصفقة الشرق أوسطية ستشكل جسراً للصفقات الأخرى المحتملة عبر ابقاء خط الانتاج عاملاً، وهو ما يجعلها صفقة أساسية».
وكانت الكويت و«بوينغ» قد توصلتا إلى اتفاق في شأن الصفقة في الصيف الماضي، لكن الموافقات الحكومية الأميركية لا تبدو قريبة. وفي الوقت نفسه، تسعى الكويت لشراء طائرات مقاتلة من نوع «تايفون» من «يوروفايتر».
وقال مابيوس: «أفهم مواعيد الانتاج جيداً. وأفهم حاجتنا إلى تأمين جسر من خلال مبيعات السوبر هورنيت، للوصول إلى إف - 35. المبيعات الدولية حساسة جداً بالنسبة لأمور كثيرة، وليس فقط لخط الانتاج، مثل ان نمتلك نحن والكويتيون النوع نفسه من الطائرات وأن نتدرّب معاً».
ومابيوس ليس المسؤول الوحيد المستاء من بيروقراطية الرقابة على مبيعات السلاح. ففي نوفمبر قال المسؤول التنفيذي عن مشتريات القوات الجوية بيل لابلانت قبل تركه وزارة الدفاع بفترة وجيزة ان اصلاح هذه البيروقراطية قضية ملحّة. واذا لم تبع الولايات المتحدة اسلحة لحلفائها، ستقوم دول أخرى أقل بطئاً وأقل وسواساً، بملء الفراغ. قد تقوم دولة مثل الصين بهذا».