سعيد السريحي- عكاظ السعودية-
من الأرجح ألا يكون سيف الدين مصطفى مختطف الطائرة المصرية قد أقدم على فعلته تلك لدوافع شخصية بحتة، ومن المؤكد، إن لم تثبت التحقيقات التي لا زالت جارية عكس ذلك، أن لا علاقة له بالجماعات الإرهابية التي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في مصر، ورغم أن الحادثة انتهت باستسلام الخاطف إلا أن السؤال الذي يبقى معلقا : هل يمكن أن يعتبر هذا الحادث حادثا إرهابيا؟
للإجابة عن هذا السؤال ينبغي لنا أن نحدد مفهوم الحدث الإرهابي، ذلك أن الإرهاب ليس هو الحدث في حد ذاته كما أنه ليس في حجم ما يترتب عليه من آثار وضحايا، وإنما في مقدار ما يسببه من رعب وما ينشره من خوف، ولما كان ضحايا الإرهاب ليسوا مقصودين بشخوصهم وإنما بانتماءاتهم الوطنية أو الدينية أو المذهبية وهذا يعني أن كل من ينتمي لهذا الوطن أو ذاك وهذا الدين أو ذاك وهذا المذهب أو ذاك هو عرضة لأن يكون ضحية قادمة لحدث إرهابي قادم، ومن هنا فإن ما يحدد مفهوم الإرهاب إنما هو ما يترتب عليه من خوف ورعب.
وبناء على ذلك يكون بإمكاننا أن ننظر إلى حادث اختطاف الطائرة المصرية يوم أمس الأول على أنه حادث إرهابي لسببين الأول يتصل بالسياق الذي جاء فيه وهو سياق ما يشهده العالم من حوادث إرهابية، ولذلك سارع المراقبون لربط اختطاف الطائرة يوم أول أمس الأول الثلاثاء بحدث التفجير الذي حدث في مطار بروكسل يوم الثلاثاء الذي سبقه، أما السبب الثاني فحسبنا شاهدا عليه أن حبس العالم أنفاسه طوال ساعات خشية أن يقدم الخاطف على تفجير الطائرة وقتل جميع من هم فيها أو من تبقى على متنها، وهو خوف أفضى إلى التشكك في الاحتياطات الأمنية التي تتخذها المطارات لحماية الطائرات والمسافرين من أي حوادث إرهابية، وتلك غاية من غايات الجماعات الإرهابية سواء كان من يقدم على العمل الإرهابي منتميا إليها ومتبعا لتوجهاتها أو ليست له صلة بها وما قام به إنما هو نتاج دوافع شخصية كما تشير التقارير التي تعرضت لحادث اختطاف الطائرة المصرية.