كشفت قناة «إم إن إس بي سي» الإخبارية الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن ولي عهد أبوظبي، «محمد بن زايد»، كان الشخص الذي رتب اجتماعاً غامضاً في جزيرة سيشل، في يناير/كانون الثاني الماضي، لإنشاء قناة اتّصال بين الرئيس الروسي «فلادمير بوتين» والرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» (قبل تنصيبه رئيساً).
ولم تكشف القناة عن الشخصين الذين شاركا في الاجتماع مكتفية بوصفهما بـ«ثعلب ترامب» و«ثعلب بوتين»، كما لم تذكر تاريخ الاجتماع تحديدا.
لكن تقريراً لصحيفة «واشنطن بوست» كشفت في وقت سابق أن الاجتماع انعقد في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، قبل 9 أيام من تنصيب «ترامب» رئيساً بصفة رسمية، وشارك فيه مؤسّس شركة «بلاك ووتر» الأمنية الأمريكية «إيريك برنس»، وروسيًا (لم تكشف هويته) مقرّب من «بوتين».
ولفتت قناة «إم إن إس بي سي» إلى أنه في إطار التنسيق لخلق تلك القناة الخلفية بين إدارة «ترامب» و«بوتين»، على ما يبدو، أجرى «بن زايد» زيارات عدة إلى روسيا،، في العام الماضي، للقاء الرئيس الروسي بشكل شخصي.
وأشارت في هذا الصدد إلى زيارة أجراها «بن زايد» إلى الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الثاني الماضي، بدون إبلاغ إدارة «باراك أوباما» بها، معتبرة ذلك أمر نادر؛ لأن زيارات القادة والأمراء إلى أمريكا عادة ما يتم إخبار الإدارة الأمريكية بدوافعها.
وكشفت أن «بن زايد» خلال زيارته إلى أمريكا، آنذاك، ذهب إلى نيويورك، وعقد اجتماعات مع «مايكل فلين» (مستشار ترامب للأمن القومي/أقاله لاحقاً)، و«جاريد كوشنر» صهر «ترامب» وأحد مستشاريه، و«ستيفن ك. بانون» الذي يشغل حالياً منصب كبير الاستراتيجيين وكبير مستشاري «ترامب».
وكان «فلين» استدعى للشهادة أمام «الكونغرس» في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لكنه رفض الرد على الأسئلة، متذرعاً بحقه في أن يلزم الصمت.
أما «إيريك برنس»، الذي رتب «بن زايد» لقاءً بينه وبين شخصية روسية مقربة من «بوتين» في سيشل، في يناير/كانون الثاني الماضي، فهو مؤيد متعطش «ترامب»، وساهم بمبلغ 250 ألف دولار لحملته الانتخابية.
ولديه علاقاتٍ مع أفرادٍ في دائرة «ترامب»، بما في ذلك «ستيفن ك. بانون». وتعمل شقيقته «بيتسي ديفوس» وزيرةً للتعليم في إدارة «ترامب». وقد شوهد «برنس» في مكاتب «ترامب» الانتقالية في نيويورك في ديسمبر/كانون الأوّل الماضي.
وقال مسؤولون أمريكيّون إنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي يدقّق في اجتماع سيشل كجزءٍ من تحقيقٍ أوسع حول التدخّل الرّوسيّ في انتخابات الولايات المتّحدة عام 2016 والاتّصالات المزعومة بين أشخاصٍ مرتبطين بـ«بوتين» و«ترامب».
وأضاف أحد المسؤولين أنّ لقاء «سيشل» الذي امتدّ ليومين، يضاف إلى شبكة واسعة من الاتّصالات بين روسيا وأمريكيين لديهم علاقاتٌ مع «ترامب»، وهي الاتّصالات التي كان البيت الأبيض مترددًا في الاعتراف بها أو تفسيرها حتّى عرضتها منظّماتٍ إعلامية.
الخليج الجديد + ترجمة عن قناة «إم إن إس بي سي»-