صحيفة "ساينس مونيتور"- ترجمة منال حميد -
تساءلت صحيفة "ساينس مونيتور" الأمريكية عما إذا كان قد تم تسديد فاتورة الاستراتيجية الروسية في سوريا من قِبل المملكة العربية السعودية، وذلك خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز الأخيرة إلى موسكو.
ونقلت الصحيفة عن محللين، أن زيارة الملك سلمان لموسكو هي أوضح علامة حتى الآن على أن تكلفة استراتيجية روسيا في الشرق الأوسط، ومن ضمنها استخدامها الشديد للقوة العسكرية في سوريا، قد سُدِّدت.
وأشارت الصحيفة إلى أن كبار مسؤولي الطاقة السعوديين قد شاركوا في المحادثات بين البلدين، كما أن الرئيس التنفيذى لشركة أرامكو العملاقة للنفط سيزور موسكو هذا الأسبوع.
وقد كان من المتوقع أن تعلن روسيا والسعودية استثمارات كبيرة ومشاريع مشتركة لتعزيز العلاقات، حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين 2.8 مليار دولار العام الماضي، وفقاً للصحافة السعودية الرسمية.
كما أعلن صندوق الاستثمارات العامة في السعودية، وهو صندوق الثروة السيادية بالمملكة، خططه لاستثمار 10 مليارات دولار في روسيا خلال السنوات الخمس المقبلة، على الرغم من أنه لم يُطرح سوى جزء صغير من هذا المبلغ حتى الآن.
وذكرت الصحيفة أن السعودية تتطلع إلى تكنولوجيا الطاقة النووية الروسية، كما تبدي استعداداً لتوسيع الواردات الغذائية من روسيا، التي من المقرر أن تبقى أكبر مُصدِّر للقمح في العالم هذا العام.
ويشكِّل الأمن الغذائي مصدر قلق كبير للمملكة؛ الأمر الذي أدى إلى إيقاف الإنتاج المحلي من علف الماشية والقمح؛ بسبب ندرة المياه، بحسب الصحيفة.
ويُذكر أن زيارة الملك سلمان سبقها عدد من الزيارات لروسيا على مدى العامين الماضيين من قِبل زعماء الخليج، من ضمن ذلك زيارة ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف، إضافة إلى زيارة ولي العهد الحالي، الأمير محمد بن سلمان.
ويعزو بريان كاتوليس، وهو عضو في مركز التقدم الأمريكي، الزيارات المتكررة من قِبل زعماء الخليج لموسكو إلى سببٍ وصفه بالبسيط؛ وهو أن "روسيا جعلت من نفسها أكثر بكثير من مجرد عنصر فاعل في أجزاء رئيسة من الشرق الأوسط، حيث إن الولايات المتحدة قد اتخذت خطوة إلى الوراء في بعض النواحي، لا سيما في سوريا".
وتأتي زيارة العاهل السعودي بعد عقود من العلاقات المتوترة، منذ تأسيس الدولة السعودية، حيث كانت المملكة وروسيا على جانبين من الصراعات الرئيسة؛ إذ وقفت الرياض مع واشنطن في الحرب الباردة، وساعدت على تسليح مقاتلي المجاهدين ضد القوات السوفييتية بأفغانستان في 1979 إلى 1989.
وفي الآونة الأخيرة، كانت التوترات عالية خلال الحرب بسوريا؛ ففي حين دعمت روسيا وإيران بشدةٍ رئيس النظام السوري، دعمت السعودية المعارضين السنّة الذين يقاتلون للإطاحة به.
وعلى الرغم من أن زيارة الملك سلمان تشير إلى علاقات روسية أوثق مع دول الخليج العربية السنّية، فإنه من غير المتوقع أن يتغير دعم روسيا لإيران، بحسب الصحيفة.