القدس العربي-
«سياسي وقح وجرئ، ولا يتردد في إطلاق أقذع الألفاظ بحق خصومه، وقد سمع في 2015 وهو يقول هامسا عن السعوديين أنهم أولاد حرام حمقى»، ما سبق كان جزءا من تقرير نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية، لمراسلها في موسكو، «توم بارفيت»، متحدثا عن وزير الخارجية الروسيـ «سيرغي لافروف».
وقال «بارفيت» إن قمة هلنسكي، التي ستعقد الإثنين، جعلت الخبراء والمسؤولين يتدفقون على أروقة السلطة في موسكو، وفي مركز الاهتمام «لافروف» الذي تسلم منصب الخارجية عام 2004، وتعامل مع خمس وزراء خارجية أمريكيين، وستة بريطانيين، ونجا من تعديلات وزارية عدة في روسيا.
ويضيف أن التعب لا يظهر على «لافروف» البالغ من العمر 68 عاما.
ويستشهد «بارفيت» بتصريحات للسفير الأمريكي السابق في موسكو، «مايكل كفول»، يقول فيها إن القمة المرتقبة بين «ترامب» و«بوتين» في هلسنكي ستحدد مصير الغرب؛ حيث ستضع التحالف بين الأوروبيين والبيت الأبيض على المحك، ورغم أن السياسات الخارجية لروسيا يصنعها «بوتين» ودائرته المقربة، إلا أنه لا يمكن القول إن «لافروف» مجرد متحدث للحكومة الروسية، حيث يعترف الأعداء بأنه «شخصية قوية ونسيج بمفرده».
وفي مذكراته التي نشرها «ماكفول» قال إن «لافروف ممتاز في عمله ويلعب أوراقه التي بيده للحد الأقصى».
وتذكر الدبلوماسي الأمريكي السابق كيف عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة «هيلاري كلينتون» عن تضايقها من وضعها الضعيف عندما كانت تقابل «لافروف» وجهاً لوجه في محادثات سوريا عام 2012؛ لأن الأخير «يجمع ما بين الإقناع والعناد بشكل ينهك الجانب الآخر».
بدوره، نقل المراسل عن السفير البريطاني السابق في موسكو، السير «أنطوني برينتون»، قوله عن «لافروف»: «هو رجل داهية وقادر، وبعد سنوات من بناء الثقة مع بوتين خارج دائرته المقربة سيلعب لافروف دورا مهما في قمة هلنسكي».
ومضى «توم بارفيت» إلى القول بأن «الدبلوماسية ليست هي كل ملامح لافروف؛ حيث يعرف أيضا بتوبيخاته الغاضبة والغمزات المهينة، وعادة ما يتحدث بوجه عابس عندما يكتشف نوعا من النفاق في المواقف الغربية، خاصة عندما ينتقدون الموقف الروسي في جورجيا، وكأنه يقول لمحدثه: (من أنت حتى تحاضر علي يا ابن الحرام)».
ويضيف أنه في عام 2015 سُمع «لافروف» وهو يقول بهمس «أولاد حرام حمقى»، عندما التقى مسؤولين سعوديين في لقاء ناقش مخاطر تنظيم «الدولة الإسلامية».
ويعتقد السفير البريطاني السابق في موسكو أن «لافروف» ربما يعتقد بوجود أخطاء يقوم بها رجال المخابرات حول «بوتين»، مثل التدخل في الانتخابات الأمريكية، وتسميم العميل المزدوج «سيرغي سكريبال» في سالزبوري البريطانية، لكنه لا يعبر عن مواقفه علنا، ومهمته هي الدفاع المصالح الروسية، ولم يحد عن هذا قيد أنملة.