علاقات » روسي

العاهل السعودي يؤكد لقيادة الجيش عزمه شراء "إس-400"

في 2018/09/15

وكالات-

أكد العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز" عزم بلاده المضي قدما في خطط شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "إس-400"، خلال لقاء عقده، مؤخرا، مع قادة القوات المسلحة وكبار الضباط في الجيش السعودي.

وكشفت تقارير أن الصفقة -التي لا تحظى بترحيب أمريكي- ستكون على أجندة اجتماع العاهل السعودي مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" خلال قمتهما المرتقبة في المملكة (لم يتم تحديد موعدها بعد)، حسب ما أفاد موقع "تاكتيكال ريبورت" الاستخباراتي.

وحذر مسؤولون أمريكيون بارزين في وقت سابق كلا من الرياض والدوحة من المضي قدما في خطط الحصول على "إس-400"، لافتين إلى أن ذلك قد يضع البلدين تحت طائلة العقوبات الأمريكية

كانت روسيا والسعودية أعلنتا، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، توصلهما إلى اتفاق بشأن صفقة لبيع المملكة منظومة "إس-400"، وأنواعا أخرى من الأسلحة منها منظومات مضادة للدروع وراجمات قنابل وصواريخ.

لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مارست ضغوطا سريعة على حليفها السعودي للتخلي عن الأسلحة الروسية، قبل أن توافق واشنطن في الشهر نفسه على بيع الرياض نظام الدفاع الجوي الصاروخي "ثاد"، في خطوة هدفت -على ما يبدو- لإثناء المملكة عن التوجه للغريم الروسي.

لكن الملك "سلمان" لا يزال مصرا على الحصول على المنظومة الروسية، وأكد أنه لن يسمح لأي معارضة من أي جهة بأن تثنيه عن إتمام الصفقة.

ويحمل إصرار الملك رسالة ضمنية إلى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أنه لن يكون بمقدروه إثناء المملكة عن إبرام أي اتفاق أسلحة مع روسيا بما في ذلك الاتفاق حول "إس-400".

وتعد المنظومة الروسية واحدة من منظومات الدفاع الجوي الأكثر تقدما من نوعها في العالم في الوقت الحاضر.

وتزعم الشركة الروسية المصنعة لها للمنظومة أنه يمكنها هزيمة مجموعة واسعة من التهديدات المحتملة، بما في ذلك صواريخ كروز التي تحلق على ارتفاع منخفض وطائرات "إف-35" الأمريكية.

وتشير التقارير إلى أن الملك التقى مؤخرا مع نجله وزير الدفاع ولي العهد، "محمد بن سلمان"؛ حيث ناقش معه الأبعاد الاستراتيجية لحصول المملكة على أسلحة روسية.

وفي أعقاب اجتماعه مع والده، عقد "بن سلمان" اجتماعا مع رئيس أركانه الجنرال "فياض الرويلي" بحضور "أحمد الخطيب"، رئيس الشركة السعودية للصناعات الدفاعية (sami)، وعدد من مستشاري وزارة الدفاع السعودية وشركة الصناعات الدفاعية.

وتشير مصادر إلى أن الملك "سلمان" يرغب في تنويع محفظة التسليح الخاصة ببلاده بإبرام عقود مع دول روسيا والصين وباكستان للاستفادة من الصناعات الدفاعية المتقدمة في هذه البلدان.

وتتعرض صفقات الأسلحة السعودية مع الدول الغربية إلى ضغوط كبيرة من وسائل الإعلام والمشرعين في هذه الدول بسبب اتهامات للسعودية باستهداف المدنيين خلال حربها المستمرة في اليمن.

ويرى الملك مؤخرا أنه من الخطورة أن تعتمد المملكة بشكل حصري على صفقات الأسلحة مع الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية.

وتشير مصادر من داخل قوات الدفاع الجوي الملكي إلى أن هناك انطباعات حول جدية الملك "سلمان" في المضي قدما للحصول على "إس-400".

وأشارت تقارير سابقة إلى رغبة الملك "سلمان" في الحصول على صواريخ "إسكندر" الروسية قصيرة المدى أيضا ضمن حزمة "إس-400".

ووفقا للمصادر، فإن الرئيس الروسي "بوتين" لا يمانع في نقل تكنولوجيا الدفاع الصاروخي الروسي إلى المملكة بما في ذلك "إس- 400".

وتسببت منظومة "إس-400" مؤخرا في تعميق الأزمة بين السعودية وقطر؛ حيث تحدثت تقارير صحفية عن صدور تهديدات من الرياض بغزو قطر عسكريا حال مضت الأخيرة قدما في خططها للحصول على المنظومة الروسية.

من جانبها رفضت الدوحة تهديدات الرياض، ووصفتها بأنها مجرد "ترهات" ومحاولات يائسة لفرض الوصاية على قرارها الوطني.