متابعات-
ألقت صحف سعودية، اليوم الجمعة، الضوء على الموقف الدولي من التطور الأخير للأزمة الروسية الأوكرانية، الذي قالت إنه لم يكن على قدر الأحداث، وأكدت ضرورة أن يعيد النظر في كيفية التعامل مع التحديات التي قد تهدد الاقتصاد العالمي.
وجاء حديث الصحف السعودية عن المقاربات التي يجب النظر فيها خلال الأزمة الأوكرانية، رغم عدم صدور موقف سعودي رسمي بشأن التطورات العسكرية في أوكرانيا حتى الآن.
وركزت الصحف بقوة على الموقف الأمريكي خصوصاً والغربي عموماً، الذي لم يتجاوز منطقة فرض العقوبات إلى منطقة الدفاع الخشن عن بلد يتعرض لغزو عسكري علني من بلد آخر.
وفي افتتاحيتها، قالت صحيفة "اليوم" إن الموقف الدولي لم يكن بالفاعلية المطلوبة بعد الهجوم الروسي العسكري على الأراضي الأوكرانية، مشيرة إلى أن الحرب لم تكن وليدة لحظة واحدة، وإنما تم التمهيد لها قبل أسابيع.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا التطور في الأزمة سينعكس على الاقتصاد العالمي، فضلاً عما سيلحقه من ضرر بآلاف الأبرياء، معتبرة أن على المجتمع الدولي إعادة النظر في كيفية التعاطي مع التحديات المشابهة.
وقالت "اليوم" إن أبرز ما يمكن رصده في الوضع الأوكراني هو الموقف الأوروبي "الفوضوي"، الذي لم يختلف عن موقف القارة العجوز في العديد من الملفات المهمة المرتبطة بالأمن الدولي.
في السياق، قالت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها أيضاً، إن ما يجري في أوكرانيا اليوم من غزو عسكري مباشر، كان ثمرة تحرك بدأته موسكو قبل سنوات للحد من التمدد الجيوسياسي الأوروبي على حدودها.
وقالت الصحيفة إن الوضع الذي ستتجاوز تبعاته طرفي النزاع إلى دول أخرى، يكشف أن موسكو قررت تحمل التبعات الاقتصادية الصعبة لإنهاء مخاطر جيوسياسية كبيرة تتمثل في انضمام أوكرانيا إلى الناتو، أو تحولها إلى المعسكر الأوروبي.
أما الكاتب محمد مفتي، فكان أكثر وضوحاً، حيث كتب مقالاً في صحيفة "عكاظ"، يوم الجمعة، قال فيه إن ما يجري على الأراضي الأوكرانية حالياً هو جزء من معركة بدأت منذ نهاية الحرب الباردة.
وقال الكاتب، في مقال بعنوان "المنطق السعودي والمنطق الروسي"، إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) هو أحد مفاتيح هذه الأزمة، بالنظر إلى خوف موسكو الواضح من انضمام كييف إليه بما يمنح الأمريكيين والأوروبيين حق وضع قواعد عسكرية على حدود روسيا.
ولفت الكاتب إلى أن الموقف الروسي الرافض لوجود الخصوم التاريخيين العسكري على حدود البلاد بما يضعه في مرمى نيرانهم، يتماشى مع موقف كل دولة ذات سيادة.
وقال مفتي إن المنطق الأمني الأول لأي بلد هو منع وجود أي تهديد عسكري على حدوده، مشيراً إلى أن "المخاوف الروسية من التواجد الأمريكي الأوروبي على حدودها لا تختلف أبداً عن الموقف السعودي، التي ترفض وجود إيران عسكرياً على حدودها، سواء في اليمن أو في غيره من الدول".
كما لفت مفتي إلى أن موقف الرياض من الملف النووي الإيراني والذي يمكن تلخيصه في أنه يحاول كبح جماح هذا البرنامج بكل الطرق، سيظل ثابتاً ولن يتغير بأي حال من الأحوال.
وأشار الكاتب إلى أن اللهجة الأمريكية تجاه ما تقوم به روسيا عبر فرض عقوبات صارمة، والتهديد بمزيد من العقوبات التي لا تبقي ولا تذر في اقتصاد روسيا، "يتناقض مع موقفها من السلوك الإيراني في المنطقة".
واعتبر مفتي أن الولايات المتحدة تكتفي في التعامل مع تهديدات إيران "بالتصريحات الجوفاء الخالية من المضمون والتي لا تتجاوز منطق ذر الرماد في العيون".
وختم بالقول إن الولايات المتحدة "تكشر عن أنيابها فوراً عندما تتعرض مصالحها أو أمنها للخطر"، وذلك في إشارة إلى حق المملكة أيضاً في حماية أمنها ومصالحها من أي خطر بغض النظر عن مواقف الآخرين.