أتلانتك-
قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي كان أسوأ شيء حصل له على الاطلاق؛ لأنه كاد ان يحبط كل خططه للإصلاح.
وأضاف محمد بن سلمان في حوارة اجرته معه مجلة "أتلانتيك" الامريكية أنه يتفهم " الغضب وخصوصا بين الصحفيين على مقتل خاشقجي لكننا لدينا مشاعر وغضب أيضا"، بحسب قوله.
وزعم أن السعودية عاقبت المسؤولين عن جريمة قتل خاشقجي. لكن الفظائع المماثلة، مثل تفجير حفلات الزفاف في أفغانستان وتعذيب السجناء في غوانتنامو، لم يعاقب عليها احد.
ودافع ولي العهد السعودي عن نفسه جزئيًا من خلال التأكيد على أن خاشقجي لم يكن مهمًا بما يكفي لقتله.
وقال محمد بن سلمان:"لم أقرأ قط مقالاً عن خاشقجي في حياتي". وأضاف أنه إذا أرسل فرقة قتل، "فسيختار هدفًا أكثر قيمة، وقتلة أكثر كفاءة".
وتابع ولي العهد السعودي قائلا: "إذا كانت هذه هي الطريقة التي ندير بها الامور قتل مؤلفي مقالات الرأي الناقدة. لن يكون خاشقجي حتى من بين اول الف شخص في القائمة. إذا كنت ستقوم بعملية أخرى من هذا القبيل، يجب أن تكون محترفًا ويجب أن يكون واحدا من اهم الف لديك".
ولي العهد يرد على تجاهل بايدن ونائبه له
ورد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على تجاهل الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبه كاميلا هاريس له وعدم الاتصال به باعتباره ليس نظيرا لهما.
وقال محمد بن سلمان: "أين هي الإمكانات في العالم اليوم.. انها في السعودية. وإذا كنت تريد تفويتها، أعتقد أن الناس الآخرين في الشرق سيكونون سعداء للغاية".
وفي رده على سؤال ما إذا كان بايدن يسيء فهم شيء ما عنه فأجاب: "ببساطة، أنا لا أهتم". واقترح أن التسبب بنفور النظام الملكي السعودي من شأنه أن يضر بموقف بايدن. "الأمر متروك له للتفكير في مصالح أمريكا".
وحاول ابن سلمان استعراض أوراق السعودية لمواجهة السياسة الامريكية الجديدة وابرزها تقليص استثمارات بلاده في الولايات المتحدة والتي تصل إلى 800 مليار دولار، مقابل تعزيزها مع الصين العدو اللدود للولايات المتحدة والتي قال بان بلاده لم تستثمر فيها سوى 100 مليار دولار فقط.
اعتقالات الريتز
ووفقا للمجلة، فإنه حينما سألوا ولي العهد السعودي انه اذا انتقدناه في الاسئلة قد ينتهي الامر بنا في فندق الريتز فرد قائلا: "على الاقل الريتز فندق خمس نجوم".
وأشارت المجلة إلى ان ما أثار دهشة ولي العهد السعودي أيضاً فكرة أن مواطنيه يخشون التحدث ضده، قائلا: "إننا بحاجة إلى معارضة"، "إذا كانت كتابة موضوعية، دون أي أجندة أيديولوجية".
وتحدث ولي العهد في لقاء المجلة عن حملته ضد الفساد، قائلا: " إن عملية فندق ريتز كانت حربا خاطفة ضد الفساد، وحققت نجاحا كبيرا وشعبية لأنها بدأت من القمة ولم تتوقف عند هذا الحد".
وأقر محمد بن سلمان بأن عملية فندق ريتز ربما بدت اجرامية بالنسبة للغرباء. لكن بالنسبة له كان ذلك حلاً أنيقًا، مضيفا: "بالمناسبة غير عنيف، لمشكلة مصاصي الدماء الذين يتغذون على الميزانية السنوية للمملكة."
وقال "معركتنا مع الفساد لا تتسامح مع أي متجاوز حتى وإن سرق 100 دولار". واوضح بانه "لولا تصدينا للفساد لما كان هناك نمو ولا وزراء أكفاء ولا استثمار أجنبي". وشدد على أن القانون في المملكة يطبق على الجميع ولا يوجد مفهوم "الدماء الملكية".
إيران
وفي الملف الإيراني، أشار إلى أن المملكة وإيران جارتان لا يمكن لاحداهما التخلص من الأخرى، لذا فإن الحل يكمن بالتعايش.
وعن المحادثات النووية وامكانية إعادة احياء الاتفاق الموقع بين طهران والغرب عام 2015، فرأي أن أي اتفاق نووي ضعيف سيؤدي لنفس نتيجة امتلاك قنبلة نووية وهو ما لا ترغب به السعودية والعالم، أما في ما يتعلق بمجلس التعاون الخليجي، فشدد على أنه جسم واحد ودولة واحدة تواجه نفس المخاطر والتحديات والفرص ايضا.
الإخوان
واكد بن سلمان أن الدين الإسلامي يحث الناس على احترام الديانات والثقافات أيا كانت. وقال إن المملكة تحتوي سنةوشيعة بمختلف مذاهبهم، ولا يوجد احتكار للرأي الديني.
كذلك، أعلن أن مشروع توثيق الأحاديث النبوية المثبتة سيرى النور خلال عامين. وشدد على أن جماعة الإخوان لعبت دورا ضخما في صناعة التطرف وأنتجت زعيم القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري.
وأضاف أن المتطرفين سنة وشيعة اختطفوا الإسلام ولم يجدوا من يوقفهم عند حدودهم.
واعتبر أن أميركا بخوضها حربا في العراق، أعطت المتطرفين فرصة سانحة. ولفت إلى أن حركة الإخوان شكلت وسيلة قوية لصنع التطرف على مدى عقود. وقال :"عندما تتحدث مع جماعة الإخوان لا يبدون كمتطرفين لكنهم يأخذونك إلى التطرف".
حصار قطر
ووصف ولي العهد السعودي حصار قطر، بأنه "شجار عائلي بين الأشقاء"، واصفاً أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بأنه قائد رائع.
وأضاف ولي العهد: "بالتأكيد، العائلة تظل عائلة، والأمر مثل شجار بين الأشقاء، مما يعني أنهم حتمًا سيتجاوزونه، وحتمًا سوف نصبح أفضل الأصدقاء".
وتابع: "لدى دول مجلس التعاون الخليجي نفس النظام، ولدينا نفس الآراء السياسية بنسبة 90% على ما أعتقد، ونواجه نفس المخاطر الأمنية، ونفس التحديات والفرص الاقتصادية، ولدينا كذلك نفس المجتمع والنسيج الاجتماعي".
وقال: "نحن كلنا كدول مجلس التعاون الخليجي مثل دولة واحدة، وهذا ما دفعنا لتأسيس مجلس التعاون والعمل معًا؛ لأن عملنا معًا سيضمن أمننا، ويضمن نجاح خطتنا الاقتصادية، وسيُظهر أن أجندتنا السياسية يمكنها أن تنجح أيضًا، ومن المؤكد أن هناك بضعة اختلافات، لكن دورنا يتمثل في تعزيز المصالح، وحل الاختلافات".
وأضاف أنه لا يرغب في الحديث عن أشياء سلبية، "لقد تجاوزنا الأمر، واليوم باتت لدينا علاقات رائعة ومذهلة مع قطر، والشيخ تميم شخص رائع، وقائد رائع، وكذلك الحال لبقية قادة دول الخليج، وهدفنا وتركيزنا منصب على كيفية بناء مستقبل رائع، فهم قريبين منا جدًّا الآن، وأصبحنا أفضل من أي وقت آخر على مر التاريخ".
وفي ما خص اسرائيل، اكد محمد بن سلمان باننا ننظر إلى إسرائيل كـ "حليف مُحتمل" ولكن قبل ذلك عليها حل مشاكلها مع الفلسطينيين.