متابعات-
صرح وزير الخارجية القطري الشيخ "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني"، بأن زيارته لموسكو تأتي في مرحلة حرجة يمر بها العالم، وفي ظل وتصعيد دوري، قائلا: "نتابع مستجدات الوضع في الأزمة الأوكرانية خاصة على الأصعدة الإنسانية".
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي "سيرجي لافروف"، الإثنين، أنه "أكد خلال اجتماعهما أهمية تغليب صوت الحكمة، وحل الأزمة عبر الحوار، والطرق الدبلوماسية"، مشيرا إلى ضرورة تواصل الجهود الخارجية للخروج بحل سلمي للأزمة.
وتابع: "دولة قطر لن تألو جهدا في تقديم كل ما هو من شأنه دعم الحل السلمي للأزمة، ونؤمن في دولة قطر بالحلول السلمية، واحترام ميثاق الأمم المتحدة".
من جانبه، قال "لافروف" إن روسيا وقطر اتفقتا على خطوات لتعزيز التجارة بينهما.
وفي وقت سابق، انطلق لقاء بين"لافروف" و"بن عبدالرحمن" الذي يجري زيارة للعاصمة الروسية موسكو ضمن الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية وبحث خفض التصعيد وضمان سلامة المدنيين.
وقبل اللقاء قال وزير الخارجية القطري إنه يتطلع "لمناقشة مسارات المفاوضات في أوكرانيا ونتمنى اللجوء للحلول السلمية في أسرع وقت ممكن".
ومن جانبه، قال "لافروف" لـ"بن عبدالرحمن": "سعداء بالتطور الملحوظ في العلاقات الثنائية بين روسيا وقطر".
وأكد أن "هذه الزيارة جاءت في وقت مناسب لمناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الدولية".
وتأتي وساطة قطر في وقت تعقد فيه جولة جديدة من المحادثات بين كييف وموسكو.
وانطلقت الجولة الرابعة من المفاوضات عند الساعة الـ08:30 ت.ج عبر تقنية الفيديو كونفرنس.
وذكر "ميخائيلو بودولياك" أحد المفاوضين الأوكرانيين في المحادثات مع روسيا أن الجولة الرابعة من المحادثات ستركز على التوصل لوقف إطلاق النار وسحب القوات والضمانات الأمنية التي تطلبها كييف.
وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن موقف أوكرانيا لم يتغير في الإصرار على وقف إطلاق النار قبل إجراء محادثات بشأن العلاقات المستقبلية.
وكتب: "المفاوضات، الجولة الرابعة، حول السلام ووقف إطلاق النار والانسحاب الفوري للقوات والضمانات الأمنية. نقاش صعب".
وأضاف أنه يعتقد أن روسيا "لا تزال تعيش في وهم بأن 19 يوما من العنف ضد المدن (الأوكرانية) السلمية هو الاستراتيجية الصحيحة".
تنسيق تركي قطري
ويبدو أن هناك تنسيقا قطريا تركيا يجرى في الكواليس بشأن مساعي وقف الحرب على أوكرانيا.
إذ أجرى "بن عبدالرحمن" اتصالا هاتفيا، اليوم، مع نظيره التركي "مولود جاويش أوغلو، الإثنين، بحسب ما أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية "ماجد بن محمد الأنصاري" إن بلاده تسعى لدعم الجهود الدولية القائمة لتوفير الظروف اللازمة لحل سلمي للأزمة الأوكرانية؛ لتنضم بذلك إلى جهود الوساطة في تلك الأزمة، بعد تركيا وإسرائيل وفرنسا وألمانيا.
ووفق المتحدث، تتضمن الزيارة "مناقشة تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية وبحث جهود حلها".
وفي السياق، نقلت شبكة "بلومبرج" الأمريكية عن مصدر مطلع أن الوزير القطري قد يلتقي أيضا بالرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".
وأوضحت الشبكة أن وزير الخارجية القطري سيبحث مع المسؤولين الروس تطورات الحرب في أوكرانيا، وكذلك ملف إيران والاتفاق النووي.
وترتبط قطر بعلاقات طيبة مع روسيا ولها استثمارات ضخمة هناك، كما أنها حليفا قويا للولايات المتحدة، وسبق لها أن لعبت دور الوساطة في أكثر من قضية كانت واشنطن طرفا فيها، وهو ما يؤهلها للوساطة بالأزمة الأوكرانية.
وخلال الأيام الأخيرة، لعبت كل من تركيا وإسرائيل وفرنسا وألمانيا أدوار وساطة في الأزمة الأوكرانية، في محاولة لوقف الحرب.
وعزز غزو أوكرانيا دائرة الضوء العالمية حول قطر، باعتبارها طوق نجاة محتمل لإمدادات الطاقة، لاسيما بالنسبة لأوروبا، التي تستعد لإمكانية انقطاع الإمدادات من روسيا بأي وقت، وهو ما قد يتسبب بأزمة طاقة عنيفة في القارة العجوز واضطرابات بالعالم.
وتعد قطر دولة مؤثرة في سوق الغاز عالميا، وتحل رابعا بعد أمريكا وروسيا والصين بحجم إنتاج يبلغ 171 مليار متر مكعب، وفق التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2021.
أما بالنسبة للاحتياطيات الكبرى من الغاز، فتحل روسيا في المقدمة بحصة 47.2 تريليون متر مكعب، ثم قطر 23.8 تريليونات متر مكعب، وأمريكا بـ12.8 تريليونات متر مكعب، ثم الصين بـ6.5 تريليون متر مكعب.