DW- عربية-
رغم ضغوط واشنطن لزيارة إنتاج النفط، يتجه تحالف "أوبك بلس"، الذي يضم السعودية وروسيا أيضًا، إلى إجراء "أكبر خفض للإنتاج منذ بدء جائحة كورونا"، في قرار "من المرجح أن يثير ذلك غضب إدارة بايدن قبل الانتخابات" النصفية.
يستعد تحالف أوبك بلس فيما يبدو لتخفيضات كبيرة في إنتاج النفط عندما يجتمع اليوم الأربعاء (الخامس من تشرين الأول/أكتوبر 2022)، ما يحد من الإمدادات في سوق تعاني شحًا بالفعل على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة وغيرها من الدول لضخ المزيد.
وقد يؤدي خفض أوبك بلس المحتمل للإنتاج إلى تعافي أسعار النفط التي هبطت إلى نحو 90 دولارًا بعدما كانت 120 دولارًا قبل ثلاثة أشهر بسبب مخاوف من ركود اقتصادي عالمي ورفع أسعار الفائدة الأمريكية وارتفاع الدولار.
وقالت مصادر لرويترز هذا الأسبوع إن التحالف، الذي يضم السعودية وروسيا، يعمل على تخفيضات تتجاوز المليون برميل يوميًا، فيما قالت مصادر أخرى إن التخفيضات قد تقترب من مليوني برميل يوميًا. وقالت فيونا سينكوتا، كبيرة محللي الأسواق في سيتي إنديكس، إن أسعار النفط ترتفع حتى الآن هذا الأسبوع بفعل التوقعات باتفاق أوبك بلس على أكبر خفض للإنتاج منذ المستويات المتدنية إبان تفشي كوفيد-19 في 2020.
وقال مصدر مطلع إن الولايات المتحدة تضغط على منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) حتى لا تمضي في خفض الإنتاج وتقول إن أساسيات السوق لا تدعم الخفض. وذكرت مصادر أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت التخفيضات قد تشمل تخفيضات طوعية إضافية من قبل أعضاء مثل السعودية أو ما إذا كانت قد تتضمن النقص القائم فعلًا في إنتاج الدول المنتجة. وجاء إنتاج أوبك بلس في آب/أغسطس دون المستهدف بنحو 3.6 مليون برميل يوميًا.
وقال محللو سيتي بنك في مذكرة: "إذا ارتفعت أسعار النفط بفعل تخفيضات كبيرة في الإنتاج، فمن المرجح أن يثير ذلك غضب إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن قبل انتخابات التجديد النصفي الأمريكية"، وأضافوا: "قد يكون هناك مزيد من ردود الفعل السياسية من جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك سحب إضافي من المخزونات الاستراتيجية". كما توقع جيه.بي مورغان أن تتخذ واشنطن إجراءات مضادة عن طريق الإفراج عن المزيد من الكميات من المخزونات.
اتهامات متبادلة
وتقول السعودية وأعضاء آخرون في أوبك بلس، الذي يضم دول أوبك ومنتجين من خارجها من بينهم روسيا، إنهم يسعون لمنع التقلبات وليس استهداف سعر معين للنفط. ويجري تداول خام برنت القياسي العالمي على استقرار اليوم الأربعاء عند 92 دولارًا للبرميل، بعد ارتفاعه يوم أمس.
ويتهم الغرب روسيا باستغلال الطاقة كسلاح، وخلق أزمة في أوروبا قد تضطر معها إلى تقنين الغاز والكهرباء هذا الشتاء. وفي المقابل تتهم موسكو الغرب باتخاذ الدولار والأنظمة المالية مثل سويفت سلاحًا، ردًا على غزو أوكرانيا بينما تصفها روسيا بأنها عملية عسكرية خاصة.
ومن بين الأسباب الذي تجعل واشنطن ترغب في أسعار نفط منخفضة هو سعيها لحرمان موسكو من عائدات بيع النفط. ولم تستنكر السعودية تصرفات موسكو. والعلاقات متوترة بين المملكة وإدارة بايدن، الذي زار الرياض هذا العام لكنه فشل في الحصول على أي التزامات تعاون مؤكدة في مجال الطاقة.
وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي للصحفيين إن "القرار سيكون فنيًا، وليس سياسيًا"، وأضاف: "لن نحولها لمنظمة سياسية"، موضحًا أن المخاوف من حدوث ركود عالمي ستكون من بين الموضوعات الرئيسية المطروحة على طاولة النقاش.