لوك كوفي | عرب نيوز - ترجمة الخليج الجديد-
سلط المحلل الأمريكي "لوك كوفي" الضوء على الدروس المستفادة من الحرب الروسية الأوكرانية التي يمكن لدول الخليج تعلمها فيما يتعلق بمخاوفها الأمنية مع إيران.
وقال "كوفي" وهو زميل بمعهد هودسون للأبحاث (مقرّه الولايات المتحدة)، إنه بينما تعيد أوروبا سياساتها الأمنية والدفاعية مع تهديد ناشئ من روسيا، يمكن لدول الخليج أن تتعلم الدرس الأكثر أهمية في هذا الصدد، والذي يتمثل في ضرورة الاستثمار بشكل صحيح في القوات المسلحة.
ويتبع مركز معهد "هودسون" للدراسات والأبحاث التيار المحافظ الذي يرى أن يدعم إسرائيل على طول الخط ويزعم أن ما هو في مصلحة إسرائيل هو في مصلحة أمريكا.
وأشار المحلل إلى أنه عندما تبدأ الحرب وتطلق القوات الرصاص، يكون الوقت قد فات للبدء في إجراء زيادة ميزانيات الدفاع، مؤكدا أن عملية الاستثمار في الجيش، لا سيما فيما يتعلق بالمعدات الحديثة والتدريب، يجب أن تتم على المدى الطويل.
وأضاف في مقال نشره موقع "عرب نيوز" السعودي (النسخة الإنجليزية): "رأينا في جميع أنحاء أوروبا كيف أن تأثير البخل على الإنفاق العسكري المتواصل على مر السنين لم يكن محسوسا حتى اندلعت الحرب الأوكرانية.. وعلى دول الخليج ألا تضع نفسها فى هذا الموقف".
مخزونات كافية
الدرس الثاني الذي يمكن أن تتعلمه دول الخليج وفقا لـ"كوفي" هو أهمية الحفاظ على مخزونات كافية من المعدات والذخائر.
وأوضح أنه من المهم أيضًا الحفاظ على قاعدة صناعية دفاعية قوية لأي عتاد عسكري لا يتم استيراده، أو على الأقل الوصول إلى أسواق موثوقة لشراء المعدات.
وعقب: "كما شهدنا العام الماضي، لا يمكن لمصنعي الدفاع ببساطة زيادة الإنتاج بين عشية وضحاها".
وتابع أنه "من المهم أيضًا مراعاة المكان الذي يتم شراء المعدات العسكرية منه. فقد تنتج ألمانيا دبابات جيدة، لكن إذا فرضت برلين قيودًا على كيفية استخدامها، فما هي فائدتها؟".
ولفت إلي أن تأخير برلين تسليم دبابات ليوبارد المتطورة إلى أوكرانيا، والمشاكل التي واجهت تركيا عندما أرادت استخدام الدبابات ذاتها في سوريا في عام 2018.
الدرس الثالث هو ضرورة التخلص من الأسلحة الروسية، فلا يزال عدد غير قليل من الدول في الشرق الأوسط يستخدم معدات عسكرية روسية الصنع تبين أنها غير مهمة في مواجهة الأسلحة الغربية الحديثة.
وذكر أنه يجب أن ينظر صانعو السياسات في المنطقة إلى مخزونهم عن كثب لمعرفة المعدات الجديدة المطلوبة وما هي المعدات القديمة التي يجب التخلص منها تدريجياً.
التحالفات الإقليمية
ووفق "كوفي" هناك درس رابع مستفاد من الحرب الأوكرانية يتمثل في أهمية التحالفات والشركات والعلاقات.
ولفت إلي أن أوكرانيا ليست عضوًا في حلف شمال الأطلسي "ناتو" ولا تتمتع بميزة ضمان الأمن المشترك للحلف، لكن التعاون الوثيق بين كييف والعديد من أعضاء الناتو على مر السنين كان كفيل بحصولها على مساعدات هائلة.
وذكر أنه في مواجهة العدوان الإقليمي، يتعين على دول الخليج مضاعفة جهودها للعمل معًا بشكل أوثق في القضايا الأمنية والعسكرية.
ووفق "كوفي" فإنه ينبغي النظر أيضًا في توسيع اتفاقية التطبيع وإعادة التفكير في إمكانية التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط مع الولايات المتحدة.
وعقب أنه في حين أن الحرب في أوكرانيا قد تكون على بعد آلاف الكيلومترات، فإن الدروس تنطبق محليًا. فالتهديد الإيراني لن يزول وكلما كانت المنطقة أكثر استعدادًا، كان المستقبل أكثر أمانًا.