كينيث رابوزا | فوربس - ترجمة الخليج الجديد-
"هل ستخرج الإمارات من مدار الولايات المتحدة؟".. يطرح الكاتب كينيث رابوزا هذا التساؤل في مقال بمجلة "فوربس"، محذرا من إمكانية تدهور العلاقات بين الإمارات وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على غرار ما حدث مع السعودية التي استضافت بايدن ببرود ملحوظ في يوليو/تموز الماضي، واختارت الصين للتوسط في تقاربهم مع إيران.
هل يمكن أن تكون الإمارات هي التالية؟ يعطي رابوزا إجابة متشائمة، قياسا إلى عدم إتمام الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد زيارة للولايات المتحدة كان قد دعا إليها بايدن الصيف الماضي.
وينقل المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد" عن ثيودور كاراسيك كبير المستشارين في Gulf State Analytics قوله: "من المستبعد جدًا أن يقوم رئيس الإمارات العربية المتحدة بزيارة العاصمة بسبب التوترات السياسية بينهما، لا سيما مع العلاقات المتنامية والمتطورة بين الإمارات وكل من الصين وروسيا، والتي ظلت قيد الإعداد منذ فترة طويلة".
العقوبات على روسيا
ويتطرق المقال إلى المثال الواضح لانسحاب الإمارات من قطار القيادة الأمريكي، وهو عدم التزام أبوظبي بالعقوبات الأمريكية على روسيا بعد حربها على أوكرانيا.
فعلى مدار الأشهر العديدة الماضية، سافر كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي لسد واحدة من أكبر الثغرات في نظام العقوبات ضد روسيا.
زادت صادرات الأجزاء الإلكترونية من الإمارات إلى روسيا سبعة أضعاف في العام الماضي، وكانت صادرات الرقائق الدقيقة من الإمارات إلى روسيا أعلى 15 مرة في عام 2022 مقارنة بعام 2021.
وفي العام الماضي باعت الإمارات 158 طائرة بدون طيار إلى روسيا، وفرضت عقوبات واشنطن قيودا على كل هذه البنود.
وبين رغبة المسؤولين الإماراتيين في عدم لي ذراعهم فيما يخص بالتعاون مع روسيا كدولة تقيم علاقات طبيعية مع الإمارات، والإحباط في واشنطن جراء تنامي ذلك التعاون، يرى الكاتب أن العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة تتضرر بشكل أكبر.
الإمارات ليست وحدها في مساعدة روسيا على التهرب من العقوبات. وكانت الولايات المتحدة قد اشتكت بالفعل من تركيا والصين وبعض دول آسيا الوسطى لأنهم يرفعون الرهان على العلاقات التجارية مع روسيا.
لكن أمريكا لديها اهتمام خاص بالإمارات، كون أبوظبي مشتريا هائلا لمنتجات الدفاع الأمريكي، وينظر إليهم على أنهم شركاء رئيسيون في عدة مجالات.
ولا يريد المسؤولون الأمريكيون في الكابيتول هيل أو وزارة الخارجية مناقشة معاقبة الإمارات، بسب تصاعد دورها التجاري والاقتصادي مع روسيا، لكيلا تزيد الهوة بين أبوظبي وواشنطن.
مكانة الإمارات للولايات المتحدة
صعوبة الموقف هنا يتعلق بعدم رغبة واشنطن بتصعيد الأزمة مع أبوظبي، حيث تحتل الإمارات موقعًا مختلفًا تمامًا في ترتيب اختيار حلفاء الولايات المتحدة.
وباعتبارها أول دولة خليجية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فقد حصلت الإمارات على مكانة مميزة مع أولئك الذين يدافعون عن قبول أوسع لإسرائيل.
والأهم من ذلك بالنسبة للولايات المتحدة، سواء من الناحية التجارية أو من حيث القوة السياسية، فالإمارات هي رابع أكبر متلق لعمليات نقل الأسلحة الأمريكية بعد المملكة العربية السعودية وأستراليا وكوريا الجنوبية.
ومنذ عام 2009، كانت الإمارات سوق التصدير الأولى للسلع الأمريكية في الشرق الأوسط.
أيضا، الفائض التجاري للولايات المتحدة مع الإمارات هو سادس أكبر فائض تجاري لأمريكا على مستوى العالم، وهو أمر مثير للإعجاب بالنظر إلى أن الولايات المتحدة لديها عجز مع كل دولة تقريبًا.
في عام 2020، بلغ رأس المال الإماراتي حوالي 45 مليار دولار من التدفقات الاستثمارية إلى الولايات المتحدة.
عربة تفاح مليئة بالثمار
الأمر يشبه "عربة تفاح مليئة بالثمار" لا يجب الإخلال بها أو تركها تقع، كما ينقل كاتب المقال عن دبلوماسي أمريكي، لم يذكر اسمه، مردفا: "إذا كانت الولايات المتحدة جادة في جعل عقوبات روسيا تنجح، فلن يكون الأمر سهلاً بالنسبة للإمارات".
ومن هنا، يقول الكاتب إنه إذا أراد بايدن وفريقه يقصدون حقًا ما يقولونه حول كونهم صارمين مع روسيا، فيبدو أنهم يجب أن يكونوا مستعدين للانخراط في دبلوماسية صعبة مع الإمارات بشأن علاقتها مع روسيا.
لكن وجهة النظر الواقعية تشير إلى أن أي تحركات عامة لمعاقبة الإمارات بسبب تعاونها مع روسيا، يجب أن تتم بشكل حذر وتدريجي، بحسب الكاتب، وإلا فسيتم النظر إليها على أنها تنمر أمريكي ضد الإمارات، سيثير الغضب والقلق في مناطق أخرى بالخليج والعالم.