بلومبرج- ترجمة الخليج الجديد-
سلط الكاتب الصحفي، ألبرتو نارديلي، الضوء على سعي المملكة العربية السعودية إلى تعزيز جهود أوكرانيا وحلفائها لكسب دعم الجنوب العالمي من خلال استضافة محادثات في جدة نهاية الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن حكومة المملكة دعت مستشارين للأمن القومي ودبلوماسيين من أوكرانيا والعديد من حلفاء كييف الرئيسيين وغيرهم في مجموعة العشرين مثل الهند والبرازيل والصين.
ونقل نارديلي عن مصدر، وصفه بالمطلع، أن السعودية طلبت من أكثر من 20 دولة حضور المحادثات، بما في ذلك أيضًا تركيا واليابان والمملكة المتحدة وجنوب إفريقيا والاتحاد الأوروبي، فيما لم تشمل الدعوة روسيا، وفقا لتقرير نشرته وكالة "بلومبرج" وترجمه "الخليج الجديد".
ومن المتوقع أن يحضر المحادثات مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، بحسب المصدر المطلع، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، قد أعلن الإثنين، دعم المحادثات، قائلا: "قلنا منذ فترة طويلة إنه من المهم أن تكون أوكرانيا في مقعد القيادة".
وظلت الاقتصادات النامية الكبرى محايدة في الغالب بمواجهة الغزو الروسي لجارتها، وتحاول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إقناع تلك الدول بعدم تقديم المساعدة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
ومن المتوقع أن تناقش المحادثات، التي يأتي بعد اجتماع مماثل في كوبنهاجن في يونيو/حزيران، صيغة سلام يقترحها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وجهوده لعقد قمة عالمية بشأن تلك الصيغة في وقت لاحق من هذا العام.
ويشير نارديلي، في هذا الصدد، إلى أن السعودية وجهت الدعوة إلى الصين لحضور اجتماع الدنمارك لكنها لم تحضر.
خطة زيلينسكي
وتدعو خطة زيلينسكي، المكونة من 10 نقاط، إلى انسحاب القوات الروسية الكامل من أوكرانيا، والإفراج عن جميع أسرى الحرب والمبعدين وضمان أمن الغذاء والطاقة.
وتشمل الخطة أيضًا ضمانات أمنية لأوكرانيا بمجرد انتهاء القتال واستعادة الأمان حول محطة الطاقة النووية المحتلة في زابوريجيه، التي يقول زيلينسكي إنها معرضة لخطر التخريب الروسي.
ويحاول حلفاء كييف الرئيسيون تأمين دعم واسع النطاق لخطة زيلينسكي قبل أي قمة سلام محتملة.
وكان التواصل مع الجنوب العالمي هدفًا رئيسيًا لقمة مجموعة السبعة التي عقدت في اليابان في مايو/أيار الماضي، والتي التقى زيلينسكي فيها برئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.
وقال رئيس أركان الجيش الأوكراني، أندريه يرماك، الأحد، إن أوكرانيا تناقش خطتها مع أكثر من 50 دولة وتهدف إلى الاتفاق على صياغة مسودة يمكن للقادة الوطنيين دراستها قبل نهاية العام.
الصين وروسيا
كما طرحت الصين وآخرون مقترحاتهم ومبادراتهم الدبلوماسية لإنهاء الحرب، على الرغم من تناقضها مع مطلب انسحاب روسيا من أوكرانيا، فيما أبدى بوتين اهتمامًا ضئيلًا بالمحادثات القائمة على فكرة مغادرة قواته لأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الإثنين، إن روسيا ستراقب المحادثات المزمعة في السعودية، على الرغم من أنه لم يتضح بعد ما يعتزم المنظمون مناقشته.
وحافظت السعودية على علاقات قوية مع روسيا منذ غزو أوكرانيا، إذ تعتبر موسكو حليفاً أساسياً للرياض في تحقيق التوازن بسوق النفط العالمية، ويترأس البلدان معًا تحالف "أوبك+".
وفي الوقت نفسه، تحاول السعودية، في عهد ولي العهد الأمير، محمد بن سلمان، وضع نفسها كقوة دبلوماسية عبر التوسط بين أوكرانيا وروسيا.
وفي هذا الإطار، استضافت السعودية زيلينسكي، في مايو/أيار الماضي، تزامنا مع عقد القمة العربية في جدة.
وفي وقت سابق من العام، زار وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، كييف، وتعهد بتقديم 400 مليون دولار من الدعم الإنساني لأوكرانيا.