شؤون خليجية-
كشف موقع شركة "ستراتفور" الأمريكية للتحليل الاستخباري عن أن روسيا استغلت اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد من أجل تحذير دول الخليج من إرسال صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف إلى ثوار سوريا.
وأشار الموقع إلى أن الاجتماعات بين الرئيس الروسي والمسؤولين الخليجيين كانت أكثر مواجهة بكثير عما تداولته وسائل الإعلام.
وتحدث الموقع عن أن البيانات الرسمية والتغطية الإعلامية الخليجية للاجتماعات كانت هادئة وركزت على التعاون واستمرار المحادثات بين الخليج وروسيا من أجل الوصول إلى تسوية في سوريا.
وذكر الموقع أن روسيا تتفهم تماما أن تصرفاتها في سوريا ستدفع دول الخليج لزيادة دعمها للثوار في سوريا.
وأشارت مصادر "ستراتفور" إلى أن الاجتماع الروسي الخليجي كان أكثر مواجهة بكثير مما تناولته وسائل الإعلام، حيث كانت الرسالة الرئيسية من "بوتين" للمسؤولين الخليجيين هي أن عواقب خطيرة ستترتب على إرسالهم لصواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف للثوار.
وأضاف الموقع أن الرسالة الروسية هي نفسها التي أرسل بها الأمريكيون للسعودية والحلفاء الآخرين في الخليج، حيث أكدت واشنطن على أن الصواريخ أرض جو خط أحمر، مشيرا إلى أن أمريكا أنفقت الكثير لتدمير آلاف الصواريخ أرض جو في أفغانستان وليبيا خوفا من إمكانية استخدامها من قبل أعداء لأمريكا بهدف إسقاط طائرات أمريكية.
وتحدث الموقع عن أن السعودية تحترم حتى الآن التوجه الأمريكي في هذا الشأن مقابل إرسال كميات كبيرة من الصواريخ الأمريكية المضادة للدروع إلى الثوار.
وأشار الموقع إلى أن هناك تقارير عن قيام السعودية بإرسال 500 صاروخ جديد مضاد للدروع إلى سوريا من أجل التصدي للهجوم الحالي الذي تقوده روسيا.
وذكر الموقع أن روسيا تتذكر جيدا الدور الكبير الذي لعبته السعودية في دعم المقاومة الأفغانية ضد التدخل العسكري السوفيتي هناك في ثمانينيات القرن الماضي وإمدادها للمقاتلين بصواريخ "ستينجر" أرض جو فضلا عن إرسالها الأموال عبر الجمعيات الخيرية والمساعدات الإنسانية إلى المسلحين الشيشان خلال تسعينيات القرن الماضي، مضيفا أن روسيا متخوفة من تداعيات فتوى رجال الدين السعوديين التي طالبت بالجهاد والانضمام للمسلحين الذين يواجهون القوات الروسية في سوريا.
واختتم الموقع بأن دول الخليج ربما لا تكون راضية عن الولايات المتحدة، إلا أن البيئة الجيوسياسية مازالت تشير إلى أن المواجهة وليس التعاون هي التي ستقود العلاقات الروسية الخليجية.