ترجمة: سامر إسماعيل- شؤون خليجية-
نشرت صحيفة "ذا موسكو تايمز" الروسية مقالا للمحلل السياسي الروسي "فلاديمير فرولوف" رئيس " LEFF Group" المتخصصة في العلاقات العامة والحكومية، أشار فيه إلى أن انغماس روسيا في الشرق الأوسط أفقدها صورتها كوسيط أمين يمكن الثقة فيه.
وتحدث عن أن السعودية قطعت علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إيران على خلفية مهاجمة سفارتها في طهران على يد من يبدو أنهم مرتبطين بالحكومة الإيرانية.
وحذر من أن التطورات تهدد باشتعال مواجهة هي الأخطر بين البلدين في الشرق الأوسط غير المستقر بالفعل، فضلا عن إشعال التوترات الطائفية بين السنة والشيعة إلى مستويات عنف خطيرة.
وأضاف أن اعتبارات داخلية في البلدين لعبت دورا في هذا التصعيد، فالمملكة استعرضت قوتها للقضاء على أي إشارة لوقوع اضطرابات داخلية، كما أن إيران تستعد لانتخابات تشريعية الشهر القادم عزم المتشددون على الفوز فيها على المتعدلين بقيادة الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وذكر أنه من غير المرجح نشوب صراع عسكري مباشر بين إيران والسعودية، فالجانبين سيخسرا كثيرا من تلك الحرب، وإيران التي تخرج من عزلتها الدولية سيكون عليها أن تتجنب ذلك، لكن ساحات الحرب في اليمن والعراق وسوريا ولبنان التي تخوض فيها السعودية وإيران حروبا بالوكالة هي التي ستتأثر بالتطورات الأخيرة في العلاقة بين الرياض وطهران.
وأضاف أن سوق النفط سيكون ساحة أخرى للصراع مع روسيا كشكل من أشكال الأضرار الجانبية للصراع بين المملكة وإيران.
وتحدث عن أن روسيا ربما لا يبدو أنها جزء من المواجهة بين الرياض وطهران، لكن في الحقيقة هي متورطة إلى حد كبير فيه.
وأشار إلى أن التحركات التصعيدية الأخيرة من قبل الرياض تمثل إشارة ورسالة لروسيا كما أنها رسالة لطهران، والرسالة واضحة ومضمونها –إما أن تبقوا محايدين أو أن تخرجوا من المنطقة.
وأضاف أنه من المؤسف أن روسيا ليست محايدة في الانقسام الكبير بين السنة والشيعة، فبدخولها في الحرب بسوريا، سمحت لنفسها بأن تتورط في التحالف الشيعي مع إيران والذي يضم نظام بشار الأسد وحزب الله اللبناني والحكومة الشيعية في العراق والميليشيات الشيعية التي تتقاضى المال من إيران.
واعتبر أن وقوف روسيا مع التحالف الشيعي ليس وضعا مناسبا لها سواء داخليا أو خارجيا، فأغلب مسلمي روسيا من السنة كما أن غالبية المسلمين في العالم كذلك من السنة.