علاقات » عربي

لماذا تجاهل الإعلام الخليجي موقف مصر الرافض للتدخل السعودي بسوريا؟

في 2016/02/18

هدى التوابتي- شؤون خليجية -

يتعامل الإعلام الخليجي بشكل عام، والسعودي بشكل خاص، بانتقائية شديدة مع القضايا المتعلقة بأمن الخليج والمملكة، والدول المحيطة والمتحالفة معهم، وظهر ذلك بشكل واضح في تجاهل الإعلام الخليجي الواضح، لتصريحات رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري؛ بشأن رفضهم التدخل السعودي البري في سوريا لمحاربة الإرهاب، في حين أنهم أيدوا من قبل الغارات الجوية الروسية التي ادعيا أنها  للغرض نفسه.

وعلى الرغم من موقف النظام المصري القريب من الموقف الروسي والإيراني في سوريا، والرافض للتدخل السعودي ضد تنظيم الدولة "داعش"، لم يلق هذا الموقف أي رد فعل من قبل الإعلام الخليجي، في حين أثار عدد من القضايا المتعلقة على سبيل المثال بدولتي قطر وتركيا ردود أفعال سلبية وضخمة من قبل الإعلام.

موقف النظام المصري من التحركات السعودية في سوريا

كان رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، قد أكد في تصريح له موقف بلاده الرافض للتدخل العسكري ضد نظام بشار الأسد، والداعي للحل السلمي في سوريا والحفاظ على سلامة أراضيها. وجاء تصريح السيسي تعليقًا على الاستعداد التركي السعودي التدخل في الأزمة السورية بشكل عسكري.

وسبق تصريح السيسي بساعات تصريح لوزير خارجيته سامح شكري، علق فيه على اقتراح سعودي بإرسال قوات برية لسوريا، قائلًا: إن "الحل العسكري للأزمة في سوريا أثبت عدم جدواه، وأنه لا بديل عن التسوية السياسية هناك".

تناقضات الإعلام الخليجي

جاء تناول الصحف الخليجية وأبرزها الوطن والرياض وعكاظ بالسعودية، وجريدة البيان والخليج بالإمارات، متجاهلين بشكل كبير لتلك التصريحات التي تمس الأمن الخليجي، خاصة أنها جاءت من أبرز الحلفاء لدول الخليج، والذي حصل على دعم كبير منذ انقلابه العسكري على أول رئيس مدني منتخب في يوليو عام 2013 وحتى الآن.

كما لم تتناول الصحف الخليجية تعارض موقف النظام المصري مع وعوده السابقة، بحماية الدول العربية وأمنها، ووعد رئيس نظامه الشهير "مسافة السكة"، خاصة أن التهديدات التي تسعى السعودية لمواجهتها في سوريا، تمس أمنها القومي، خاصة أنها تسعى لصد الزحف الإيراني الذي يهدد أمنها وأمن الخليج ككل.

ويبرز التناقض في تناول الصحف نفسها لتحركات الحليف الأكبر في مواجهة النفوذ الإيراني حاليًا وهي تركيا، حيث تناولت تلك الصحف بشكل موسع الأزمة (التركية - العراقية) أول ديسمبر الماضي، وطالبت تلك الصحف من خلال مقالاتها وأخبارها بموقف خليجي تجاه تلك الأزمة ضد تركيا، واعتبارها من مهددات الأمن الخليجي.

 كما سبق وتناولت الصحف نفسها حادث احتجاز أسرة سعودية نهاية أغسطس الماضي، عقب خلاف جرى في مطار أتاتورك مع موظفي المطار، بسبب وقوف الأسرة في مكان المعاقين، وسارعت الصحف المذكورة بشن هجوم على تركيا، واتهامها بالاعتداء على الأسرة، دون انتظار نتيجة التحقيقات.

ويعد الموقف التركي والقطري من انقلاب 30 يونيو 2013 في مصر من أبرز المواقف، التي استدعت هجوم خليجي واسع، على الحكومة التركية، حيث أفردت الجرائد الخليجية والسعودية صفحاتها لهجوم موسع، بوصف الموقف التركي والقطري تدخلًا في الشأن المصري، واعتباره دعمًا للإرهاب.

ويبرز كذلك التناقض في التناول الخليجي، وخاصة الإماراتي للانتخابات التركية، وفوز رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية فيها، والتي لا تتعلق بأمن الخليج بشكل عام، بهجوم شديد، معتبرين إياه استمرارًا لـ"ديكتاتورية أردوغان" ودعم الإرهاب، على حد وصفهم، في حين تجاهلت نفس الصحف موقف تركيا الداعم لحرب الخليج على الإرهاب، والمتناقض مع الموقف المصري الذي خذل أمن الخليج.