علاقات » عربي

حقيقة العلاقات الخليجية الإسرائيلية

في 2016/03/02

شؤون خليجية -

بدأب شديد يواصل الكيان الصهيوني تطوير علاقاته بالدول الخليجية مستخدما كل الأساليب الممكنة سواء إنشاء دبلوماسيات له في الدول الخليجية أو جر الخليجيين نحو التطبيع بالأساليب الترفيهية كالمباريات وغيرها، متجاهلا غضبة الشعوب على حكامها، مسربا التقارير والتصريحات التي تفضح العلاقات "الخليجية الإسرائيلة" التي دوما ما تنفيها الحكومات وتتستر عليها وتخشى من خروجها للعلن في حين تفضحها إسرائيل وتتباهي بها كإنجاز يحسب لاستخباراتها ودبلوماسياتها.

علاقات سوبر بين إسرائيل والخليج

وما بين المزاعم الإسرائيلية والنفي الخليجي تضيع الحقيقة، وقد أفرزت العلاقات الخليجية الإسرائيلية، وما سبقها إنشاء سفارات رسمية لإسرائيل في بعض البلدان، وإقامة مكاتب تمثيلية ذات علاقات اقتصادية وسياحية، لكن مع تسارع وتيرة الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الانتفاضة الثانية تحديدا، اتخذت بعضا منها موقفا حاسما في تعليق العلاقة مع إسرائيل تارة، وإغلاق مكاتبها تارة أخرى.

وقد زعم تقرير بثته القناة العاشرة الإسرائيلية، مساء أمس الأول الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي يمتلك علاقات "سوبر" مع دول الخليج ومصر. وتحدث عن زيارة بعثة إسرائيلية لدول الخليج، وأن "إسرائيل" ترتبط بعلاقات مع النواب في مصر، وليس فقط الإعلامي المصري المحسوب على سلطات الانقلاب توفيق عكاشة الذي استقبل السفير الإسرائيلي في منزله.

وزعم المختص في الشؤون العسكرية في القناة ألون بن دافيد، أن "العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل من جهة، ودول الخليج ومصر من الجهة الأخرى، تهدف لمواجهة المحور الشيعي"، ملمحا إلى وجود ما "يشبه الحلف الوثيق ما بين مصر ودول الخليج وإسرائيل لموجهة التطرف الإسلامي السني والشيعة في المنطقة"، - بحسب قوله-.

واعتبر أن دوام العلاقة ما بين إسرائيل والدول العربية، يتطلب أن تتدخل الأخيرة "لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وتحدث بن دافيد، عما قال إنه دليل على وجود "العلاقة الساخنة"، بين إسرائيل والدول العربية، وهو "وجود بعثة إسرائيلية رفيعة المستوى وكبيرة، من خلف الكواليس في الرياض بالسعودية منذ وقت قريب" -بحسب زعمه- .

وأضاف: "لا نستطيع أن نعطي المزيد بسبب الرقابة الأمنية على وسائل الإعلام"، لكنه قال إنه "بعدما أدارت أمريكا ظهرها للمنطقة؛ أصبح الملك السعودي بحاجة إلى المساعدة".

تنسيق وتعاون سعودي إسرائيلي

ولم يكن التقرير الإسرائيلي هو الأول من نوعه، فسبق أن نشر موقع "ميداه" الصهيوني منتصف العام الماضي، دراسة له حول طبيعة العلاقات السعودية "الإسرائيلية" خلال الفترة الراهنة، مؤكدًا أن العلاقات بين الرياض وتل أبيب وصلت خلال الشهور القليلة الماضية -النصف الأول من العام الماض، إلى درجة غير مسبوقة من التعاون والتنسيق.

وأوضح أنه على ضوء الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وسقوط العديد من الأنظمة العربية خلال السنوات الماضية، تغيرت سياسات دول المنطقة وبدأت تتخذ مسارًا جديدًا في علاقاتها الإقليمية والدولية، مضيفًا أن هذه التغيرات ساهمت في التقارب السعودي «الإسرائيلي»، الذي ظهر جليًا خلال الشهور الأخيرة.

اختراق إسرائيلي للخليج

وتحت عنوان "الاختراق الإسرائيلي لمنطقة الخليج، نشر موقع الداعية السعودي الشيخ سلمان العودة، تقريرا عن مركز أبعاد للدراسات، يشير إلى أن دول الخليج من منظور الاستراتيجية الكونية منطقة حيوية، فهي قلب العالم الحيوي بسبب ما تحتويه من موارد الطاقة التي يمثلها البترول والغاز الطبيعي ، ففي منطقة الخليج أكبر احتياطي بترولي عالمي وأكبر احتياطي للغاز الطبيعي ، وتمثل منطقة الخليج شريان الحياة للحضارة الغربية قاطبة ولحلفائها مثل اليابان في منطقة آسيا، وبالإضافة على ذلك فهي تقع في منطقة هامة من الناحية الاستراتيجية والجيوبوليتيكية.

وكشف التقرير عن إقامة قطر لعلاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" عبر المكتب القطري التجاري في تل أبيب، لافتا إلى أن في أول أبريل عام 1984 كشفت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن تسرب كميات من السلع الإسرائيلية بصورة مكثفة إلى الأسواق الكويتية، وفي ديسمبر عام 1999 نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن صحفية إسرائيلية تدعى "أورلي أزولاي" أنها قامت بزيارة للسعودية لإجراء حوارات مع مسؤولين سعوديين.

وأشار إلى أن الإمارات قامت بإغلاق مركز زايد للدراسات وتسريح موظفيه وباحثيه خضوعا للضغوط الصهيونية، متحدثا عن ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن مسؤول شؤون منطقة الخليج في وزارة الخارجية الإسرائيلية بروس كاشدان قام بزيارة سرية إلى البحرين في إطار توثيق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، موضحا أن حجم المبادلات التجارية بين سلطنة عمان والكيان الصهيوني عام 1997م بلغ ما قيمته نصف مليون دولار.

دلالات التقارب السعودي الإسرائيلي

وفي تقرير سابق لـ"شؤون خليجية" تحت عنوان خطوات على طريق التفاهم المشترك، أوضح التقرير أن الفترة الأخيرة شهدت خطوات حقيقية في إطار التقارب السعودي – الإسرائيلي، بدأت بمناشدة اللواء السعودي المقرب من الديوان الملكي "أنور عشقي"، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، القبول بمبادرة السلام العربية مقابل الاعتراف المتبادل والتعاون في جميع المجالات، وتأكيده خلال لقائه العلني مع المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية "دوري غولد"، على وجود "مصالح مشتركة لإسرائيل والمملكة العربية السعودية في مواجهة إيران"، يضاف إلى ذلك المشاركة في غرفة عمليات مشتركة تتواجد فيها "إسرائيل" لإدارة الأزمة السورية.

كما سبق وأن عقد ممثلون للسعودية والكيان الصهيوني، خاصة خلال فترة حكم الملك عبدالله- حسب الكاتب الأمريكي إيلي ليك في وكالة بلومبرج الإخباري – 5 لقاءات سرية منذ بداية 2014، عقدت في الهند وإيطاليا والتشيك، لمناقشة ما يتعلق بتطورات الملف الإيراني.