علاقات » عربي

تصنيف «حزب الله»

في 2016/03/05

د. حسن عبدالله عباس- الراي الكويتية-
ماذا يعني تصنيف دول الخليج الاسبوع الماضي «حزب الله» على أنه منظمة إرهابية؟

ليس الحديث هنا حول الإجراءات القانونية والعقوبات المالية ضد الحزب وأتباعه ضمن منظومة الدول الخليجية، بل عن أبعاد هذا القرار سياسياً واستراتيجياً.

قرار مجلس التعاون جاء بعد الهجوم الناري الذي شنه أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية الثلاثاء الماضي عندما هاجم المملكة السعودية. هذا الكلام الثقيل لم تتحمله دول مجلس التعاون، فاتخذوا قرارهم بتصنيف الحزب بأنه إرهابي وتبعهم بعد ذلك وزراء الجامعة العربية من باب التضامن العربي.

قرار تصنيف الحزب على أنه إرهابي كان مفاجئاً ليس لأنه اتُّخِذ بعد هجوم السيد حسن نصرالله على المملكة السعودية، بل لأن منظومة الخليج أقدمت أساساً على قرار خطير بهذا الحجم. كلام أمين عام الحزب لم يكن مخالفاً للمواقف التي كان دائماً يتبناها تجاه المملكة تحديداً، فالسيد ظل ثابتاً ومنذ سنين طويلة لم يتغير وبنفس الدرجة من التحدي والندية. لذلك نقول الغريب ليست الخطبة النارية للحزب، بل موقف مجلس التعاون من لبنان بشكل عام والحزب تحديداً.

سؤال مستحق الآن وهو لماذا يعتبر الموقف الخليجي خطأ استراتيجيا بتصنيفه للحزب على أنه إرهابي، ومن قبله وقف المساعدات المليارية للجيش اللبناني؟. نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» يوم الأربعاء الماضي تحليلا للكاتب آن برنارد جاء فيه «إن المملكة نازلت إيران عقوداً طويلة، وفي السنوات الخمس الأخيرة ساعدت الثوار وزجت بالمجاهدين إلى العمق السوري لإسقاط حليفها نظام الأسد، كما نزلت هي بثقلها بشكل مباشر وشاركت بطيرانها وجنودها في حرب حقيقية كي تمنع التمدد الإيراني في اليمن. لكنها لم تستطع فقط أن تحقق نجاحاً بعد كل هذه الجهود، بل انسحبت وتركت لبنان وحكومتها وجيشها طُعمة سهلة للحزب أو القوة العسكرية والسياسية الأوحد بالبلد والحليف الاستراتيجي لإيران».

يعتقد البعض أن الموقف الخليجي سيُحرج الدولة اللبنانية وبشكل خاص الجناح السياسي للحزب. هذا الكلام ينفيه النائب وليد جنبلاط العالم بتفاصيل الوضع اللبناني في مقابلته مع تلفزيون المعارضة السورية «أورينت تي في» بقوله «حزب الله لن ينسحب من سورية فهي معركته المصيرية ويعدها حياة أو موتاً بالنسبة له».

لذلك أغلب الظن فإن الموقف السعودي ومن ورائه الخليجي والعربي أقرب إلى التململ والتذمر تجاه لبنان عن الإحراج والضغط السياسي. فتقرير «نيويورك تايمز» يقول إن موقف الخليج بمنع المساعدات وتصنيف الحزب ليس موجها إلى حليف إيران فحسب، بل هي عقوبة جماعية لكل لبنان بما في ذلك تيار المستقبل الذي اشتكى أعضاؤه بعدم تسلم رواتبهم بصورة منتظمة كما أنها عقوبات ستشمل أكثر من نصف مليون لبناني يعملون في الخليج.