علاقات » عربي

من الوزير إلى المرتزق الأجير: شطّبنا..!

في 2016/03/07

هاني الظاهري- عكاظ السعودية-

حملة الصراخ والعويل ضد السعودية وإعلامها التي يشنها التونسي محمد الهاشمي مالك الدكان الفضائي المفلس «قناة المستقلة» هي في حقيقتها محاولة تقليدية بائسة للارتزاق من المملكة في زمن أغلقت فيه أبواب دعم وسائل الإعلام «ذات الطبيعة التسولية» بالمال السعودي.

مشكلة كثير من المرتزقة العاملين في الإعلام العربي التقليدي الفقير ثقافيا ومهنيا وأخلاقيا أن بطونهم اعتادت على «الكبسة السعودية»، كما اعتادت ظهورهم على الاستلقاء فوق «سُرر» الفنادق الفاخرة في الرياض وجدة والطائف نظرا لاستضافتهم سنويا لحضور الاحتفالات الثقافية كمهرجان الجنادرية ومعرض الكتاب وسوق عكاظ وغيرها، وهو أمر دفعهم للاعتقاد بأن السعودية مهتمة بأصواتهم ولا تستطيع الاستغناء عنها، إنها حالة «بارانويا» تصيب ذوي النفوس اللئيمة عند إكرامها ويجسدها بيت الشعر العربي الشهير:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ظل الهاشمي لسنوات طويلة يرتزق بدكانه الفضائي عبر إشعال القضايا الطائفية وبث صرخات المضطربين هنا وهناك، ثم قرر بعد الثورة التونسية أن يرتزق لفترة من الأحزاب السياسية المتصارعة هناك، لكنه وتحت ضغط مرض «جنون العظمة» الذي عبث بجمجمته قرر فجأة أن يصبح رئيسا لتونس (هذه ليست مزحة)، فشكل حزبا بهلوانيا أسماه «تيار المحبة» ورشح نفسه لانتخابات الرئاسة عام 2014، وأخذ يتصل بالإعلام السعودي الحكومي والخاص متسولا الدعم لحملته الانتخابية، لكنه أصيب بصدمة وخيبة أمل كبيرة عندما تجاهله الجميع حتى أنه كشف بنفسه عبر حسابه في تويتر حينذاك أنه طلب من وكالة الأنباء السعودية نشر موقف تياره المتضامن - حسب زعمه - مع المملكة فتم تجاهله، وأضاف بحروف باكية: «تجاهلتني قناة العربية والقنوات السعودية كأنني غير موجود تماما».

والحق يقال إنه لو لم يكن من نتائج ما يسمى بـ«الربيع العربي» سوى جعله مثل هذا المرتزق يطمع في أن يحكم دولة عربية، لكفى ذلك لتبيان أنه خريف للجهل والتخلف وليس «ربيعا».

قبل تهجم الهاشمي على السعودية وإعلامها خرجت تصريحات مهمة من الرياض، أعتقد أنها كانت سببا مباشرا لتفجير حقد «المرتزق الدكاني» علانية رغما عنه.. هاجم الهاشمي السعودية بتاريخ 29 فبراير، وقبل ذلك بعشرة أيام فقط صرح وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عادل الطريفي (على هامش الاجتماع الاستثنائي الذي عقده وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون الخليجي) بأن السعودية لا تنوي الاستحواذ على مؤسسات إعلامية غربية أو شراء أسهم في بعض قنوات الإعلام الأجنبي وكشف أن توجه الوزارة لتوضيح السياسات السعودية يأتي من الإعلام السعودي ذاته ومن خلال الاستثمار في الإعلاميين والإعلاميات في وسائل الإعلام المحلية. وبين أن تطوير أداء الإعلام السعودي والاستثمار به يكون (عبر النهوض بأداء الكوادر الصحافية الوطنية)، ولكم أن تتخيلوا كيف يمكن أن تسقط هذه الكلمات على رؤوس المرتزقة «مدمني الكبسة السعودية» في الإعلام العربي الرخيص لتفهموا كل الحكاية.