خالد كريزم - الخليج أونلاين-
ثماني سنوات مضت على تحفظ دولة قطر على شخصية الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي كان حينها وزير الخارجية المصرية، وأفسد القمة العربية الطارئة في الدوحة الخاصة بنصرة الشعب الفلسطيني.
وفي تذكيرهم لمواقف أبو الغيط، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً مسجلاً لأحمد أبو الغيط، يكشف اعترافه بإفساد القمة العربية الطارئة التي عقدت أواخر عام 2008 بالدوحة لنصرة الشعب الفلسطيني، والتي كانت تتزعمها قطر آنذاك؛ بسبب عدم رغبة مبارك في تولي قطر الأمور من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني، حيث كشف سر عدم اكتمال نصاب القمة في حينه، وهو الأمر الذي كان أمير دولة قطر السابق قد تحدث عنه في مستهل القمة، دون أن يشير إلى الدولة التي تمنع اكتمال النصاب. (لمشاهدة الفيديو اضغط)
لم تخف قطر تحفظها على شخصية أبو الغيط الذي عين رسمياً أميناً للجامعة العربية يوم الخميس، إذ قال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: إن "موقف بلاده المتحفظ على أحمد أبو الغيط كمرشح (قبل فوزه به) لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، يعود لأسباب تتعلق بشخصه وليس اعتراضاً على كونه مصرياً".
وأضاف الوزير القطري في تصريح له: "نتمنى أن يكون هناك شخص توافقي، ونتطلع أن يقوم بالاضطلاع بمسؤولياته بحيادية، وأن تكون له إجراءات من شأنها إزالة التحفظات"، في إشارة إلى عدم أهلية أبو الغيط الذي استبق أي فشل ووصف الوضع العربي الحالي بـ"الصعب وغير المُواتي"، مشيراً في تصريح له إلى أنه "يتولى الأمانة العامة للجامعة في ظرف دقيق من تاريخ الأمة العربية".
وفي المقابل، تظهر مواقف أبو الغيط كرهاً منقطع النظير لدولة قطر، إذ رصد مراسل "الخليج أونلاين" عدداً من المقابلات تشير إلى ذلك مع الرجل، الذي سيبلغ الرابعة والسبعين من عمره في يونيو/ حزيران المقبل، وصديق وزيرة القضاء الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، التي أعلنت الحرب على غزة من القاهرة في عام 2008، في حين أعلن هو بوضوح قطْعه "كل رجل تطأ أرض مصر"، في إشارة إلى غلق معبر رفح ورفضه دخول الفلسطينيين أثناء شن الاحتلال حربه عليهم.
وقال أبو الغيط في إحدى مقابلاته: إن "قطر رأس الحربة الأمريكية في تنفيذ أي سياسة مطلوبة، وإنها انقلبت على معمر القذافي في ليبيا وبشار الأسد في سوريا"، مشيراً إلى وجود خلاف شخصي بين أمير قطر الأب والرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
ولم يرق لأبو الغيط وجود قطر كدولة مؤثرة ومحورية في المنطقة، متهماً إياها بتحريك الأبواب المغلقة وعقد وساطات بين الأطراف والخصوم في المنطقة عبر الأموال.
وتساور قطر الشكوك من تعيين أبو الغيط الذي سيحمل دلالات عدة؛ أهمها انحيازاته السياسية، فهو أحد أعمدة الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، بالإضافة إلى علاقاته الوطيدة بدوائر حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وموقفه تجاه القضية الفلسطينية وحركة حماس.
وتتجه حركتا فتح وحماس إلى البحث عن وسيط جديد لرعاية ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية المتوقف؛ بسبب تجاهل الوسيط المصري ورفع يده بالكامل عنه، ومن بينها قطر التي باتت ترعى مؤخراً لقاءات بشأن تنفيذ ذلك، في وقت تريد مصر أن تبقى الملفات الفلسطينية حبيسة جهاز المخابرات المصري الذي كان يرعى الاتفاقات السابقة.