علاقات » عربي

«الخارجية»: من يدعم أو يتعاون أو يؤيد «حزب الله» فسيتعرض للمساءلة

في 2016/03/18

الراي الكويتية-

أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أن «من يدعم ومن يتعاون ومن يحتضن أو يؤيد منظمة حزب الله سيتعرض للمساءلة»، كما نفى ما نشرته صحف محلية عن تهديد السعودية بقطع علاقاتها مع الكويت بسبب تصريحات النائب عبدالحميد دشتي، واصفا ذلك الخبر بانه «غير صحيح إطلاقاً وشابته مبالغات».

وشدد الجارالله في تصريحات على هامش مشاركته في افتتاح مؤتمر المواطنة والتنمية على متانة العلاقات بين الكويت والمملكة، معتبراً أنها «علاقات راسخة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وستستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا يمكن أن يؤثر فيها تصريح أو تلميح، فالكويت والسعودية قلب وقالب».

وعن احتمال تجميد أرصدة المنتمين إلى حزب الله وإبعادهم من البلاد على غرار ما قامت به بعض دول الخليج، قال «إن بيان دول التعاون واضح باعتبار ميلشيات حزب الله منظمة إرهابية و بالتالي فإن من يدعم هذه المنظمة الإرهابية فسيتعرض إلى تبعات سواء في الكويت او أي دولة خليجية».

وعن التطورات المتعلقة بالموقف الذي اتخذ على مستوى مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، قال الجارالله «هناك بيان صادر من مجلس دول التعاون ونحن جزء من هذه الدول ونتضامن معها قلبا وقالبا وبالتالي نحن ملتزمون بما صدر عن دول التعاون ولا يمكن أن نترك أي دولة من هذه الدول منفردة لأن الأمن الجماعي واحد ومستقبلنا ومصيرنا واحد».

وعما تحمله المشاورات الحالية بين الكويت ودول الخليج، قال «إن التنسيق بين الكويت ودول التعاون مستمر ولم يتوقف وهذه طبيعة دول مجلس التعاون وهذه المشاورات والتنسيق والتعاون لن تتوقف على الاطلاق وهو مؤشر على حيوية دول المجلس».

وبشأن توقيف قوات أمن مطار الكويت لأشخاص من الجالية اللبنانية لهم علاقات بحزب الله، قال «هذا الإجراء يندرج ضمن البيان الصادر باعتبار ميلشيات حزب الله منظمة إرهابية».

وبخصوص إعلان روسيا سحب قواتها من سورية وما إن كانت هذه الخطوة مؤشراً لقرب حل الأزمة السورية، قال الجارالله «إننا قلنا منذ البداية ان التدخل الروسي سيعقد الازمة في سورية، وهذه الخطوة تعتبر تطوراً ايجابياً نأمل أن يساهم في تهيئة الأجواء التي تدفع بالعمل السياسي والحل لهذا الصراع الدامي، وبالتالي قراءتنا لهذا الانسحاب قراءة إيجابية ونأمل أن تنعكس على مستقبل المفاوضات التي تجري حاليا في جنيف».

وفي ما يتعلق بعمليات القتل التي حصلت لمواطنين كويتيين في لبنان أخيراً، أعرب عن أسفه لتعرض 3 كويتيين لجرائم قتل في غضون أقل من أسبوع «وهو ما يؤشر إلى أن الأوضاع في البلد الشقيق تمر في ظروف صعبة واستثنائية الأمر الذي نؤكد فيه مجدداً تحذيرنا لمواطنينا بعدم الذهاب إلى لبنان والمغادرة لمن يتواجد على الأراضي اللبنانية»، مشيرا الى «تجاوب السلطات اللبنانية واهتمامها بمواصلة التحقيقات الخاصة بالكشف عن الفاعلين الحقيقيين، علماً أن جميع المؤشرات توحي بأن دوافع السرقة تقف وراء تلك الجرائم».

وعن موقف الكويت مما أعلنه العراق في شأن حزب الله، قال الجارالله «كنا نتمنى أن يكون هناك إجماع وتوافق عربي في الجامعة العربية حيال هذا الموضوع، لكن للأشقاء في العراق رأيهم و تصورهم للموقف وفق حساباتهم التي لا نتفق معهم حيالها»، نافياً حصول أي توتر خلال اجتماع جامعة الدول العربية الأخير، خاصة وأن الموضوع كان بسبب اعتراض الوفد السعودي على بعض العبارات التي وردت على لسان وزير خارجية العراق ولكن الوفد السعودي عاد لاستكمال مناقشات جدول الأعمال وأكمل الاجتماع بشكل طبيعي.

وعلق الجارالله على زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما إلى السعودية وعقد قمة خليجية على هامشها، بالقول «إن الكويت ستشارك في هذا الاجتماع بناء على الدعوة من الاشقاء من المملكة العربية السعودية».

وذكر عن زيارة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى الكويت أنها «جاءت للتشاور والتنسيق ضمن إطار دعم الكويت للشرعية في اليمن»، مشيراً إلى «تطورات عديدة و كثيرة على الساحة اليمنية على مستوى الحرب وجهود السلام، خاصة وأن الكويت استقبلت قبل ايام ايضا المبعوث الدولي الى اليمن وتحدثنا معه بشكل معمق عن جهود السلام و تطورها في اليمن، وبالتالي زيارة الرئيس اليمني زيارة مهمة».

وأكد أن «الكويت سبق وابدت استعدادها لاستقبال مشاورات السلام اليمنية وما زالت عند موقفها بهذا الشأن ونتمنى أن تحتضن الكويت هذه اللقاءات لكي نسهم في تحقيق السلام و حقن الدم بين الاشقاء في اليمن».

وفي كلمة راعي المؤتمر، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، والتي ألقاها الجارالله جاء أن «تعزيز مبادئ المواطنة الحقيقية يشكل مصدر قوة المجتمعات والبوتقة التي تنصهر فيها ارادات الافراد ومصالح الجماعات لنحصل في نهاية المطاف على مجتمع متماسك وهوية تعمل يدا واحدة لبناء شامخ»، معتبراً أن «اهمية ترسيخ مفهوم المواطنة لدى الانسان الكويتي ومع بزوغ فجر الاستقلال في عام 1961 تبنى دستور الكويت المبادئ والقيم التي تحفظ حقوق الانسان وتصون كرامته وقدسية الحريات والمعتقدات التي تعكس روح وتقاليد الشعب الكويتي المؤمن بالمساواة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وأرسى قواعد الحياة الديموقراطية في دولة الكويت الفتية ونظامها المنسجم مع تقاليد هذا الشعب والمتناغمة مع مبادئ المواطنة».

ولفت إلى أن «التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم وتداعياتها وبالاخص في منطقتنا وعالمنا العربي جعلت ترسيخ مفهوم المواطنة يندرج كرافد اساسي من روافد تعزيز الأمن الوطني ما يؤكد على اهمية التنوية بقيم المواطنة والتوعية بها».

واقتبس من كلمة حضرة صاحب السمو بقوله «إن المواطنة الحقيقية تقاس بما يقدم للوطن من عطاء وإخلاص وولاء وتضحية وفداء وتفان للحفاظ على أمنه واستقراره ورفع شأنه»، مشيداً باهتمام المؤتمر بالقضايا المتعلقة بتطوير التعليم والارتقاء به لتعزيز مفاهيم المواطنة إيمانا بأن التنشئة الوطنية هي عماد التماسك الاجتماعي ومصدر لتكوين الشخصية والانتماء والهوية الوطنية.

من جهة أخرى، عبر الجارالله عن سروره بالمشاركة في افتتاح فعاليات مؤتمر المواطنة والتنمية ممثلاً عن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، قائلاً «إننا عندما نتحدث عن المواطنة والدراسات و البحوث التي تضمنها هذا المؤتمر ندرك مدى اهميتها كونها تتناول جانبا مهما جداً من حياتنا الاجتماعية ولا شك ان المواطنة هي اساس وجودنا و ارتباطنا و انتمائنا لهذا الوطن العزيز».

وأكد انه «في حال عدم وجود مواطنة حقيقية فلن يكون هناك وطن وانجاز وتنمية والتزام بكل القيم التي يتمتع بها المجتمع الكويتي المنفتح المتطور والذي يسعى دائما إلى الارتقاء بهذا الوطن»، مثمنا دور الدكتورة ميمونة الصباح في تنظيم هذا الملتقى.