علاقات » عربي

كيف يرى «أوباما» الملك «سلمان» و«بن زايد» و«السيسي»؟

في 2016/03/22

مجلة «ذي أتلانتك»- الخليج الجديد-

نشر الكاتب الصحفي الأمريكي، «جيفري جولدبرج»، تحليلا لأفكار ومعتقدات الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما»، عن عدد من قادة وزعماء العالم، جاء من بينهم العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، وولي عهد أبوظبي، الشيخ «محمد بن زايد»، والرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي».  

التحليل نشرته مجلة «ذي أتلانتك» الأمريكية، تحت عنوان: «كيف ينظر أوباما إلى قادة العالم من الرجال والنساء.. دليل إرشادي لعلاقات الرئيس مع القادة والزعماء»، وأعده «جولدبرج»، كما يقول، بالاستناد إلى مقابلات أجراها، على مدار سنوات، مع مسؤولين كبار في إدارة «أوباما»، ومع الرئيس نفسه.

وفيما يلي نستعرض جانبا مما ورد في التحليل بشأن عدد من القادة في منطقتي الخليج والشرق الأوسط:

- الملك «سلمان بن عبد العزيز»

يقول «جولدبرج»: ليس سرا أن أسرة «آل سعود» ربما تكون الأسرة الأقل تفضيلا على كوكب الأرض بالنسبة لـ«أوباما».

ويلفت الكاتب الأمريكي إلى أن «أوباما»، وفي أول خطاباته بشأن سياسته الخارجية، عام 2002، أشار إلى السعودية على أنها «ما تسمى حليف» للولايات المتحدة.

ويكشف أن بضعة مسؤولين في إدارة «أوباما» يعتقدون أن العائلة الحاكمة في السعودية، التي يتهمونها بالمسؤولية عن نشر الراديكالية حول العالم، لن تبقى في السلطة لمدة تزيد عن 10 أو 15 عاما.

- «محمد بن زايد»

يرى «جولدبرج» أن الشيخ «محمد بن زايد»، ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي لدولة الإمارات، ينظر إلى «أوباما» على أنه شخص «غير جدير بالثقة»؛ وذلك يعود، على ما يبدو، إلى ما يعتبره بعض القادة الخليجيين تخليا من إدارة «أوباما» عن حليفهم الرئيس المصري الأسبق، «حسنى مبارك»، خلال الثورة الشعبية التي قامت ضده في يناير/كانون الثاني 2011، وقادت إلى تنحيه عن السلطة في نهاية المطاف.

على العكس من ذلك، حسب الكاتب الأمريكي، يعتقد «أوباما» أن «بن زايد» هو أحد القادة العرب القلائل الذين يتمتعون بالموضوعية والتفكير الإستراتيجي، كما يراه الرئيس الأمريكي الزعيم الخليجي «الأكثر تأثيرا».

ويشير «جولدبرج» إلى أن كثير من المسؤولين في إدارة «أوباما» يعتبرون دولة الإمارات لاعبا حاسما في مجلس التعاون الخليجي «غير الفعال».

- «عبد الفتاح السيسي»

يرى «جولدبرج» أن «أوباما» ينظر إلى «السيسي»، الذي وصفته «الرجل المصري القوي»، كنظرته إلى الرئيس المصري الأسبق «حسني مبارك»، لكنه يراه «أقل ذكاءا، وأكثر وحشية».

ويضيف: «السيسي» جنرال خائف يواصل السير في نفس الحلقة المفرغة من القمع الذي استخدمه «مبارك» طيلة فترة بقاءه الطويلة في السلطة، وحتى تنحيه في عام 2011.

ويكشف الكاتب الأمريكي سرا عن «أوباما»، مشيرا إلى أن مسؤول في الإدارة الأمريكية قال له إنه «إذا أردت تعكير مزاج أوباما فكل ما عليك هو أن تدعوه إلى غرفة اجتماعات حول مصر».

- «محمود عباس»

يعتقد «أوباما» أن الأمر متروك للإسرائيليين، باعتبارهم الطرف الأقوى، لاتخاذ خطوات أكثر جرأة من أجل تحقيق السلام، حسب تحليل «جولدبرج».

ويلفت الكاتب الأمريكي إلى أن «أوباما» سبق أن وصف الرئيس الفلسطيني، «محمود عباس»، بأنه الزعيم الأكثر اعتدالا في تاريخ فلسطين.

ويكشف أن «أوباما» قال له، ذات مرة، إن «عباس» «صادق بشأن رغبته في الاعتراف بـ(إسرائيل) وحقها في الوجود، وكذلك الاعتراف بالاحتياجات الأمنية المشروعة لـ(إسرائيل)».

لكن مسؤولين في إدارة «أوباما» يرون، أيضا، في «عباس» شخصا ضعيفا وغير فعال.

 من جانبه، يرى «عباس » أن «أوباما» يكتفي بانتقاد للسياسات «الإسرائيلية» في الضفة الغربية دون أن يفعل شيئا لتغيير تلك السياسات.

- «بنيامين نتنياهو»

يقول «جولدبرج» إن رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، «بنيامين نتنياهو»، هو أكثر زعيم يسبب إحباطات مستمرة لـ«أوباما».

وحسب الكاتب الأمريكي، يعتقد «أوباما» أنه يفهم المعضلات الوجودية لـ«إسرائيل»، التي وصفها بأنها «الحليف الأقرب للولايات المتحدة في الشرق الأوسط»، بشكل أفضل من «نتنياهو» نفسه.

وبينما يرى «نتنياهو» «أوباما» «ساذجا»، يعتقد «أوباما» أن «نتنياهو» يسعى جاهدا لإفشال الصفقة النووية مع طهران، حسب تحليل الكاتب.

ويضيف: «أكبر شكوى لـ«أوباما» هي عدم امتلاك «نتنياهو» الشجاعة السياسية، وعدم تحمله مخاطر التوصل إلى حل الدولتين (إسرائيلية وفلسطينية).

- «علي خامنئي»

يكشف «جولدبرج» أن مصادر في إدارة «أوباما» أخبرته بأن الأخير ينظر إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، «علي خامنئي»، على أنه «شخص طاعن في السن ومعاد للسامية».

كذلك يرى الرئيس الأمريكي أن «خامنئي» يعوق الإصلاح في إيران، متوقعا أن يواصل الأخير إحباط مشاريع الإصلاحيين، ومن بينهم الرئيس «حسن روحاني»، طالما ظل مرشدا للثورة الإيرانية.

وخلافا للبعض في إدارته، لا يتوقع «أوباما» حدوث الكثير من التغيير الحقيقي في السياسات الخارجية لإيران طالما  بقى «خامنئي» في السلطة.

كما لا يتوقع «أوباما» إجراء زيارة إلى طهران قبل نهاية رئاسته أوائل العام المقبل، على عكس الزيارة التي أجراها، مؤخرا، إلى كوبا بعد سنوات طويلة من العداء.

- «رجب طيب أردوغان»

يقول الكاتب الأمريكي في تحليله إن «أوباما» خاب أمله في الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان».

ويوضح أن «أوباما» عندما جاء إلى السلطة كان يأمل في أن يكون الزعيم التركي، الذي يصفه بـ«الإسلامي المعتدل»، جسرا بين الولايات المتحدة والمسلمين.

لكن العاهل الأردني الملك «عبد الله الثاني»، كان من بين أخرين، حذروا «أوباما» من أن «أردوغان» «ديمقراطي زائف».

وحسب رواية «جولدبرج»، أبلغ الملك «عبدالله» «أوباما» بأن «أردوغان» قال  ذات مرة أن الديمقراطية بالنسبة له كاستقلال الحافلة حيث يتركها عندما يصل إلى المحطة.