علاقات » عربي

مفاوضات الكويت ..هل ستقدم جديدا للأزمة اليمنية ؟

في 2016/03/26

الزهراء عامر- شؤون خليجية-

بعدما فشلت المفاوضات اليمنية السابقة التي رعتها الأمم المتحدة، تحتضن الكويت جولة جديدة من المفاوضات بين طريفي النزاع  باليمن  ذلك بعد لقاءات عقدها الموفد الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في صنعاء خلال الأيام الثلاثة الماضية مع الحوثيين. وقد أعلن ولد الشيخ أنها كانت "إيجابية وبناءة"

وأعلن وسيط الامم المتحدة في اليمن اسماعيل ولد شيخ احمد أمس الأربعاء وقفا لإطلاق النار في كل انحاء البلاد في العاشر من ابريل واستئناف مفاوضات السلام في 18 منه في الكويت.

وأوضح أن المفاوضات المرتقبة "ستركز على خمسة نقاط أساسية، هي: الانسحاب، وتسليم السلاح، والترتيبات الأمنية، والحل السياسي، وإنشاء لجنة لإطلاق سراح السجناء والأسرى.

وأشار إلى أن النقطة الرابعة المتعلقة بالحل السياسي، تشمل استعادة الدولة لسيطرتها على جميع مؤسساتها، إلى جانب استئناف الحوار السياسي في البلاد.

وكان طرفا النزاع عقدا جولة مباحثات، في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، بين 15 و20 ديسمبر الماضي ، دون التوصل إلى نتائج.

لماذا تعقد المفاوضات اليمنية بالكويت؟

كشف  المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة، السفير خالد اليماني أن إجراء المحادثات في المنطقة وخصوصاً في دولة خليجية هو الأقرب إلى المنطق كون دول الخليج هي التي ستقوم بإعادة إعمار اليمن، مشيراً أيضاً إلى أن التوقيع على أي اتفاق نهائي للأزمة اليمنيّة سيكون في العاصمة السعودية، الرياض، التي رعت المبادرة الخليجية ورعت تطلعات اليمنيين لبناء دولة يمنية اتحادية جديدة.

وقال اليماني إن نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي هو من يرأس الوفد الحكومي للمحادثات السلمية، التي ستعقد في منتصف الشهر القادم في العاصمة الكويتية، بينما يمثل الوفد الحوثي، ناطقهم الرسمي، محمد عبد السلام.

رحبت دولة الكويت باستضافة محادثات السلام اليمنية القادمة، حيث أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارلله استعداد بلاده الكامل لتسهيل هذه المحادثات على أمل حقن الدماء بين الأشقاء.

حل صعب

يرى البعض أن الحل الوحيد للأزمة اليمنية يتمثل في تسوية سياسية، تقوم على أساس القرارات الدولية ذات الصلة ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية الخاصة باليمن، لو امتلكت جميع الأطراف ما يكفي من إرادة سياسية للوصول إلى تسوية سلمية للصراع بوسائل دبلوماسية

و أكد  المحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي، أن أخطر مرحلة في أزمة اليمن هي المرحلة المقبلة.. أي التفاوض! حيث تلوى الأذرع وتصاغ النصوص الفضفاضة ذات التفسيرات وترسم ملامح المستقبل، قائلًا: "إذا لم تؤد التسوية في اليمن إلى نزع سلاح الميليشيات وأولهم الحوثيون، فإننا نكرر غلطة اتفاق الطائف ونسمح بنسخة يمنية من حزب الله اللبناني".

وشدد "العقيلي"  في تغريدات له على أن إيقاف الحرب وعدم تزامنه مع تنفيذ قرار مجلس الأمن خطأ فادح، وسيصعب الضغط على الحوثي!، مضيفًا: "لكم بالفلسطينيين عبرة عندما أسقطوا خيار القوة".

وتساءل: "هل كان سفر يهود اليمن لإسرائيل يحتاج لصفقة مع الحوثي؟ أم هي تغطية لدعم الحوثي ومساعدته في الأزمة اليمنية ضد الأمن العربي"، وتعجب قائلًا: "الموت لإسرائيل واللعنة على اليهود" شعار حوثي!!! ذهب اليهود إلى (اسرائيل) بأموالهم وتوراتهم، وبقيت اللعنة لليمن والسعودية!.

ترحيب بوقف إطلاق النار

رحب مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وقف الأعمال العدائية في اليمن، اعتبارا من منتصف ليل العاشر من أبريل ، وبدء محادثات السلام في الكويت يوم 18 من الشهر ذاته.

ودعا المجلس في بيان وصل الأناضول نسخة منه أطراف الصراع إلى " الحد من العنف فورًا والامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى زيادة التوتر، من أجل تمهيد الطريق لوقف الأعمال العدائية وإلى الانخراط في محادثات سياسية بطريقة مرنة وبناءة، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ولا سيما القرار 2216، الصادر العام الماضي، ودون أي شروط مسبقة، وبحسن نية".

وحث البيان جميع الأطراف على "الوفاء بالتزاماتها لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك تدابير ضمان مزيد من وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق، مشددا على ضرورة امتثال جميع الأطراف للقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين".

وأكد أعضاء مجلس الأمن على أهمية إيصال البضائع التجارية والوقود للأغراض المدنية إلى جميع أنحاء اليمن كواجب إنساني، كما أكد التزام جميع أعضاء المجلس بسيادة ووحدة أراضي اليمن، وأعربوا عن دعمهم القوي للمبعوث الخاص وجهوده الدؤوبة في دعم وقف الأعمال العدائية واستئناف المحادثات.

السيناريوهات المتوقعة للمفاوضات

توقع خبراء أن تأتي المفاوضات اليمنية التى ستنعقد بالكويت الشهر المقبل بنتائج ملموسة، خاصة وإن شركاء الانقلابيين بدأوا "يتقافزون" بحثاً عن مخرج، وليس أمامهم سوى الالتزام بالشرعية الدولية، مؤكدين أن هذه الجولة ستكون الأمل الاخير في انقاذ اليمن وايقاف الحرب والمزيد من التدهور وأن على الجميع ان يستشعروا ذلك ويساعدوا في انجاح المفاوضات لانقاذ اليمن

وأعرب المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد تفاؤله بنجاح جولة المفاوضات اليمنية المقبلة ، نظراً لما لمسه من حسن نوايا وضمانات وتأكيدات من قبل الرئيس اليمني وانصار الله وحزب المؤتمر الشعبي،

وأكد في تصريحات له أن فشل جولة مفاوضات السلام اليمنية المقبلة تعني فشل الفرصة الأخيرة لإيقاف الحرب باليمن، وبالتالي فان الأمور ستزداد صعوبة، وسوء لا يمكننا بالتالي الا ان ننتهز هذه الفرصة لتحقيق سلام باليمن باعتبارها الفرصة الاخيرة".

وعن أولويات المرحلة المقبلة باليمن،قال أنها تتمثل في عدة خطوات تبدأ  بتسليم السلاح والانسحاب من العاصمة وتمكين الحكومة اليمنية من استعادة الدولة واستئناف عملها والقيام بدورها ثم الدخول في المرحلة الثانية المتمثلة باستئناف الحوار الوطني  بين القوى اليمنية لاستكمال الدستور والانتخابات وغيرها قبل أن الانتقال بعدها الى مايمكن وصفه بلنقطة الخامسة المتمثلة بتشكيل لجنة مشتركة للافراج عن السجناء والمعتقلين وتبادل كشوفات وتفاهمات بين الاطراف المتعلقة بتخفيف اجواء الحرب باليمن.

من جانبه قال المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة، السفير خالد اليماني إن مركب الانقلابيين بدأ بالغرق وإن شركاء الانقلابيين بدأوا "يتقافزون" بحثاً عن مخرج، مضيفاً أنه ليس أمامهم سوى الالتزام بالشرعية الدولية وتنفيذ القرار رقم 2216، هو أمر لا بد منه كونه الطريق الوحيد للسلام في البلد.

وأوضح  إن الحكومة اليمنية ستكون مرنة على طاولة المفاوضات من أجل تنفيذ القرار الأممي لأنها تتحمل مسؤولية تاريخية لرفع المعاناة عن الشعب اليمني، وتعمل من أجل إنهاء مظاهر الانقلاب وعودة السلام والوئام الاجتماعي إلى كل أنحاء اليمن.