هاجمت الوكالة الرسمية الفلسطينة (وفا) التي تعبر عن سلطة الرئيس «محمود عباس» في رام الله، الكاتب الصحفي «جهاد الخازن» بعد مقال نشره على صحيفة الحياة اللندنية، نقل فيه عن مسؤول خليجي هجوما على السلطة الفلسطينية ووعلى قرار تجميد أموال إماراتية حولتها أبوظبي لمؤسسة «سلام فياض».
وقالت وكالة «وفا»: «كتب الصحفي جهاد الخازن في صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ (12|6)الجاري، مقالا يطفح بالبذاءة التي تأنف منها العيون والآذان، نسبها إلى من قال إنه مسؤول خليجي بارز، ادعى أنه التقاه وتلقى منه تلك البذاءات مباشرة، ودون أن يفصح عن اسمه أو بلده، وإن اتضح من حديثه أنه يقصد مسؤولا كبيرا من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، قبل أن يدعي عند مراجعته أن هذا المسؤول الخليجي هو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي»، بحسب الوكالة.
وتساءلت الوكالة عن «سر التوقيت الذي اختاره الخازن، أو من يدفعه أو يدفع له، لإطلاق هذه البذاءات الموجهة، وعن علاقة ذلك بارتفاع وتيرة التحريض والاستهداف الإسرائيلي للقيادة الفلسطينية التاريخية».
وقالت الوكالة، «نتوقع وجوبا – والحال هذه – أن نسمع نفيا باتا من جانب دولة الإمارات العربية والشيخ محمد بن زايد الذين زج الخازن باسمهم في بذاءات عيونه وآذانه».
إلى ذلك، توجهت الوكالة بتساؤل لجريدة (الحياة اللندنية): «هل يجوز لصحيفة محترمة ومسؤولة أن تسمح بمثل هذا الكلام البذيء على صفحاتها؟ وهل يحق لجهاد الخازن أو غيره أن يقول ما يريد بلا ضوابط، وأن يتطاول على الناس وعلى المسؤولين العرب من دون حساب؟».
وكان «الخازن» قال في مقاله المنشور في صحيفة الحياةاللندنية الأحد أنه «كنت في البحرين، وأتيحت لي فرصة أن أرى مسؤولاً خليجياً بارزاً، تجمعني معه صداقة وثقة، فانتقلت إلى بلده، وكانت لنا جلسة استمرت ساعة وثلاثة أرباع الساعة وسمعت منه ما سجلت في الفقرة السابقة والفقرات التالية، وعدت في الصباح إلى لندن».
ونقل الخازن عن مسؤول خليجي قوله « إن الدول العربية مستعدة للتعاون مع الإدارة الأمريكية المقبلة على أساس مبادرة السلام العربية، إلا أنه احتفظ بأقسى نقد له للسلطة الوطنية الفلسطينية، وقال: إنها (أي السلطة) تمكن بنيامين نتانياهو أن يقول إن لا شريك فلسطينياً في المفاوضات».
ويظهر من مقال «الخازن» أن محدثه هو ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد».
وأضاف «الخازن»: «قلت له إن نتنياهو إرهابي يقود حكومة إرهابية والسلام معه مستحيل، فقال لي إن قيادة السلطة الوطنية كلها يجب أن تتقاعد، فلا ثقة فيها».
وأضاف «هو سألني هل سمعت عن تعامل السلطة مع الإمارات العربية المتحدة. قلت له إنني سمعت بالتأكيد وطلبت منه إيضاحا، فقال إن الإمارات بقيت أربع سنوات تساعد السلطة بحوالى 500 مليون دولار في السنة، وإنه شخصياً كان يحمل زرا عن كوفية فلسطينية تضامنا مع الفلسطينيين».
وأضاف نقلا عن المسؤول الخليجي «قال إن الأخ سلام فياض جاء إلى أبو ظبي وقال إنه قرر إنشاء جمعية غير حكومية، واختار المسؤولون في أبو ظبي أن يدعموا جمعيته بعشرة ملايين دولار».
وتابع «هم فوجئوا بالمدّعي العام الفلسطيني يجمِّد تحويلاً بمبلغ 700 ألف دولار إلى جمعية سلام فياض، ويتهم الإمارات بمحاولة تبييض أموال عن طريق الأراضي الفلسطينية».
وقال المسؤول والغضب بادٍ عليه: «هل تصدق أن الإمارات تختار تبييض أموال عن طريق الأراضي الفلسطينية وأن المبلغ هو 700 ألف دولار فقط».
وأضاف: «هو قال إن التهمة سقطت والمدعي العام اعترف بأن أبو مازن أمره بتلفيقها، والإمارات الآن تطالب الرئيس الفلسطيني بالاعتذار علنا، وقد أوقفت كل المساعدات إلى السلطة».
ويأتي هذا السجال الإعلامي بينما تشير تقارير عدة عن مخطط تقوده الإمارات بالاتفاق مع مصر والأردن وبالتنسيق مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى تتويج القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان والإطاحة برئيس السلطة محمود عباس.
حيث كشف موقع «ميدل إيست آي» النقاب عن تحرك عربي تقوده دولة الإمارات العربية لنفس الغرض.
وأوضح الموقع البريطاني أن مصادر أردنية وفلسطينية أكدت له بشكل منفصل الأنباء بشأن هذا الخطة، التي تحظى بقبول مصري وأردني.
ويعمل «دحلان» كمستشار أمني لولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد»، فضلا عن صلاته القوية بالنظام المصري الحالي، حيث ربطته علاقات شخصية باللواء «عباس كامل» أحد مساعدي«السيسي» المقربين.
وقال «ميدل إيست آي» إن الإمارات أطلعت تل أبيب بالفعل على الخطة الساعية إلى إحلال «دحلان» بدلا من «عباس»، فيما سيقوم «دحلان» والدول العربية الثلاث بإطلاع السعودية على الخطة حين اكتمالها.
وهو ما رجحه تقرير للقناة العاشرة في تليفزيون الاحتلال الإسرائيلي عن مخطط لوزير الحرب الصهيوني الجديد «أفيغدور ليبرمان» يهدف إلى تهيئة الظروف أمام إحلال «محمد دحلان»، الذي طردته حركة فتح من صفوفها، مكان رئيس السلطة الفلسطينية الحالي «محمود عباس».
الخليج الجديد-