يصل إلى بيروت اليوم وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، حاملاً معه... لا شيء. ليس في جعبته سوى الأفكار السعودية المعاد تدويرها، والتي لا تتضمّن ما يمكن أن يحلّ الأزمة الرئاسية المستعصية. فباب قصر بعبدا يُفتح بكلمتين سحريتين: عون رئيساً. وقولهما لا يحتاج بالضرورة إلى ناطقين باللغة الفرنسية
تستعين الدبلوماسية الأميركية بالصواريخ والعقوبات المالية لتحقيق أهدافها، فيما تستعين الدبلوماسية الإيرانية بحرس ثوريّ يصل إلى حيث لا يجرؤ الآخرون، أما الدبلوماسية السعودية فتتكل على التكفيريين من جهة والدبلوماسية الفرنسية من جهة أخرى.
ففي ظل اعتياش جزء من الاقتصاد الفرنسي على المكارم الوهابية، سواء كانت عقود تسليح أو بقشيشاً في مقاهي الشانزليزيه ومتاجره، ما عاد يمكن التعامل مع الدبلوماسية الفرنسية سوى باعتبارها مبعوثاً سعودياً يحاول أن يأخذ بالسلم ما يعجز السعوديون عن أخذه بالحرب. ولا قيمة بالتالي لزيارة وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرولت إلى بيروت اليوم سوى أنها مناسبة لمعرفة ما إذا كان يوجد أو لا يوجد تغيير في السياسة السعودية تجاه لبنان. فوزير خارجية السعودية لا يستطيع زيارة بيروت ولقاء جميع الأفرقاء، فيما وزير خارجية فرنسا قادر على ذلك. ولغة آل سعود لا تساعدهم في إيصال أفكارهم بسلاسة، فيما اللغة الفرنسية تتيح اللعب على الكلام، علماً بأن الأزمة اللبنانية لا تحتاج إلى وسطاء أو مؤتمرات أو غير ذلك؛ في حال كان الرئيس سعد الحريري يعجز عن النطق بكلمتَي السر الضروريتين للحل ـــ وهما: عون رئيساً ـــ يمكنه أن يرسل بدر ونوس أو أي آخر من فريقه السياسي إلى الرابية لا أن يعذب وزير خارجية فرنسا.
غسان سعود- السفير اللبنانية-