عالم جليل، قضى حياته من أجل خدمة الإنسانية، تغرب واجتهد في تحصيل العلم، وأجاد في ترجمة العلم إلى عمل، فابتكر، وامتاز على أقرانه، وارتقى الدرجات حتى أصبح في المقدمة، فنال الجوائز التي خلدت اسمه وقدرت عطاءه لإنجازاته العلمية، وارتجت الدنيا لنبأ وفاته، باستثناء الجماعة الحاقدة الكارهة، شمتت في موته، وفي الموت يترحم الإنسان على أخيه الإنسان، ولا يذكر غير محاسنه، هكذا علمنا حبيبنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
إنه أحمد زويل، العالم الحائز على جائزة نوبل، المصري العربي المسلم، وللمسلم حقوق وامتيازات في التراث الذي خلفه لنا سلفنا الصالح، له مكانة في حياته ومكانة أكبر عند مماته، يوم يكون بين يدي خالقه ترفع الأقلام وتصمت الألسن وتستر الأخطاء وتدفن الخطايا، فهناك الحساب، وليس عند البشر، ولكن الخوارج أبوا إلا أن يكونوا وصمة عار حتى عند المصاب الجلل، الموت الذي لا يشمت فيه بشر.
إنني أدعو من في قلبه ذرة تعاطف مع تلك الجماعة إلى الدخول على «يوتيوب»، ومتابعة الحملة الممتلئة فرحاً وسعادة من أتباع الإخوان، أولئك الناطقين باسمهم في قنواتهم الرسمية وليس تحت مسميات أو حسابات وهمية، وليسمعوا، ثم ليفكروا في قذارة الوحل الذي غاصت فيه أرجل من يدَّعون أنهم مسلمون وأصحاب دعوة، وليطرحوا على أنفسهم كل الأسئلة التي تراودهم عن حق المسلم على المسلم إذا مات، وعن شماتة المسلم في أخيه المسلم إذا مات، وعن اختلاق القصص والحكايات على من أصبح بين يدي الحق سبحانه وتعالى، ذلك الذي أصبح غير قادر على الدفاع عن نفسه وعن الكذب والقذف والتشهير، وليبحثوا عن إجابات وليعرفوا من هي «جماعة الإخوان المسلمين» وهل تستحق أن توصف بالأوصاف التي يدعونها، أم هي بحق جماعة خارجة لا دين ولا ذمة لها؟!
أحمد زويل خدم الإنسانية، وكان وسيبقى رمزاً وفخراً للعرب والمسلمين، أما الإخوان فإن أفعالهم تفضحهم.
محمد يوسف- البيان الاماراتية-