لا علماء للغة العربية في السعودية، ولا حضارة في الجزيرة العربية قبل الإسلام".! لا تتعجلوا الحكم فهذه العبارة ليست صادرة عن أجنبي أو عدو أوغريب، لا يعرف التاريخ العربي، وإنما هي ما تفوه به الكاتب العربي يوسف زيدان، والذي يصح فيه القول: "إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم".
فعبارات كهذه يمكن تجاهلها أو اعتبارها زلة لسان لو كانت صادرة عن شخص أهبل أو معتوه، لم يمتهن البحث، ويلج محراب الفلسفة، أما أن تصدر عن شخص يسمي نفسه مفكراً عربياً، أو يرى فيه الناس كذلك، فهو أمر يدعو للغرابة والأسف، فالمدعو يوسف زيدان كاتب و(فيلسوف) مصري كما يرغب أن يسمي نفسه، ومتخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه، له العديد من مؤلفات وأبحاث علمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي.
ومن الغرابة بمكان ثقافي يصدر عن شخص عاقل مثل هذه الترهات، التي أفضل رد عليها هو تجاهلها، لكننا من باب التذكير بالشيء ليس إلا سنحاول تذكير هذا الفيلسوف ببعض من التاريخ العربي، الذي يبدو مع الأسف أنه لم يجد قراءته جيداً، فأي متتبع ولو محايد للتاريخ العربي عامة، لتاريخ الجزيرة العربية بشكل خاص، سيكتشف بغير عناء ما عجز ذلك الفيلسوف عن اكتشافه أو فهمه؛ لأن التاريخ يؤكد أن العرب كانوا أصحاب حضارة عريقة سبقت الإسلام بقرون، واستشهد القرآن بكثير من الآيات الكريمة بهذه الأمكنة.
والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى، فالقصور الضخمة الّتي أقاموها في مختلف نقاط ومناطق الجزيرة العربية، والعلاقات التجارية الّتي كانت تربط بينهم وبين الشعوب الأخرى، شواهد قوية على تمدنهم وحضارتهم الغابرة، وإنه من الظلم بمكان، عد هؤلاء العرب بأنهم لا يملكون إرثاً حضارياً، كما زعم زيدان، ويكفي للدلالة على هذه الحضارة أن نذكر أنه كان للعرب آداب وأخلاق ناضجة ولغة راقية، ليس مثل هذه اللغة المنحطة!.
وكما هو معلوم فإن الآداب واللغة من الاُمور الّتي لا تأتي عفوياً، وهي تتخذ دليلا على ماض طويل وعريق، لم يستطع أو لم يرد المدعو يوسف زيدان رؤيته، ولو أردنا تأكيد الحضارة العربية في الجزيرة العربية لما نقصتنا الحيلة، لكننا نود تذكير (الفيلسوف المذكور) بأن هناك أمورا تكفي للدلالة على الحضارة لعل أهمها:
1 ـ وجود لغة راقية، أثبتت حيويتها واستطاعت الصمود مئات بل آلاف السنين رغم كل ما اعترى الأمة من نكبات وصعاب.
2 ـ وجود علاقات مع الأمم الأخرى، ولا سيما التجارية منها، ناهيك عن وجود شواهد وآثار وأوابد ومخطوطات ومدافن، توقف عندها المؤرخان المسيحيان المعروفان «هيردوتس» و«ارتميدور» اللذان كانا يعيشان قبل المسيح بقرون، وتجاهلها مع الأسف رجل عربي يمتهن الفلسفة كيوسف زيدان، وهذا ينم عن حسده وحقده الأعمى، كما أنه لا شك أنّ وجود علاقات تجارية مع الأمم والشعوب الراقية هو الآخر دليل على الحضارة والمدنية، ناهيك عن أن الحياة العربية برمتها كانت تعبر عن تنظيم حضاري، ومجتمع قسمت فيه المهام بانتظام شديد، نابع عن بعد حضاري؛ حيث كان لكلّ قبيلة تاريخها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها، ومنظومة اجتماعية للقبيلة يرؤسه رجل يَتمُّ اختياره من بين أفراد القبيلة، ويُشترط أن تتوفّر فيه بعض الصفات، كالشجاعة والحكمة والصبر والكرم وسعة النفوذ والمعرفة والبصيرة، ويتولّى واجبات؛ أهمّها: قيادة الجيش، وأمر المفاوضات مع القبائل الأخرى، وفضّ النزاعات، والحُكم في الخلافات، وإعانة الضعفاء وكلها أمور تدل على وعي حضاري يصر زيدان مع الأسف على إنكاره، أما عن موهبة الشعر عند العرب فكانت فطرية، وكان للشاعر الجاهلي مكانة محترمة، وهو ما يؤكد على قيمة اللغة عند العرب، الذين اتصفوا أيضاً بمكارم الأخلاق إذ أنه من أبرز صفات العربي في الصحراء هي صفة الكرم التي لا يعرفها "زيدان"، كما كان حب الضيافة عند العرب من الخصال الحميدة يعتزون بها فكانوا يوقدون النار ليلا لمساعدة الضالين في الصحراء، بهدف الوصول إليهم فيطعمونهم حتى وإن كانوا أعداءهم وفي هذا السياق يقول الشاعر عوف بن الأحوص:
(ومستنبح يخشى القواء ودونه
من الليل باب ظلمة وستورها
رفعت له ناري فلما اهتدى بها
زجرت كلابي أن يهر عقورها)
صحيح أن العربي القديم كان علوقا بالأرض كافح من أجل البقاء، لكنه كان فارساً جباراً وذكيا استطاع أن يتأقلم رغم شظف العيش وقسوته، وإنه رغم هذه الظروف القاسية ترك لنا دواوين شعر وكتابات نصية رائعة ماتزال تدرس حتى يومنا هذا وأن لفظة "العرب" اليوم إنما أطلقت على سكّان بلاد واسعة، يكتبون ويؤلفون بلغة واحدة، نقول لها لغة العرب أو لغة الضاد أو لغة القرآن الكريم.
وأخيراً وليس آخرا ً نقول لزيدان وأمثاله :إن الهوية الثقافية العربية كلغة وثقافة كانت موجودة قبل وجود الدعوة الإسلامية.
وأن الإسلام هو هو الذي أخرج الثقافة العربية من الدائرتين: العرقية والجغرافية إلى الأفق الحضاري الواسع وشذبها الذي اشترك في صيانته ونشره مسيحيون عرب ومسلمون من غير العرب، وبالتالي خرجت الهوية الثقافية العربية من دائرة العنصر القبلي أو الأثني، ومن محدودية البقعة الجغرافية (شبه الجزيرة العربية) إلى دائرة تتسع في تعريفها لـ"العربي" لتشمل كل من يندمج في الثقافة العربية بغض النظر عن أصوله العرقية. فهل أعاد السيد زيدان قراءته للتاريخ؛ لأنه إن فعل سيعتذر حتماً عما ساقه من اتهامات لا أساس لها من الدقة والصحة، وتصل حتى إلى درجة الافتراء!
وقد لاقى كلامه هذا المتحامي والمغرض ردود أفعال قوية من خليجيين وعرب أدباء ومثقفين وباحثين، يفندون هذا الكلام الفارغ العاري عن الصحة والموضوعية والإنصاف.
الأستاذ الكاتب الأديب الإماراتي حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب قال لـ "الرياض": إن المملكة العربية السعودية غنية بتاريخها العريق وحضارتها المشرقة مبدياً أسفه الشديد تجاه الآراء التي صرّح بها، أخيراً، الروائي والباحث يوسف زيدان حول حضارة شبه الجزيرة العربية، فضلاً عن النعوت التي تكاد تكون عنصرية التي أطلقها على شعوب عربية بأكملها، ووصف هذه الآراء بأنها مرتجلة وغير مسؤولة، وقال الصايغ في بيان استلمت "الرياض" نسخة منه لسنا في وارد الدفاع عن الحقيقة؛ لأنها ناصعة إلى الدرجة التي يصبح معها أي إنكار أو تشويه نوعاً من العمى أو الجهل أو سوء النية المبيّت، والذي لا يجدي معه أي حوار، لكننا بحاجة إلى أن نتوقف عند ظاهرة مرضية أخذت تستشري على نحو ما في الوسط الثقافي العربي، وتحدث نوعاً من البلبلة الخطرة في ظرف نحن أحوج ما نكون فيه إلى الحكمة والتبصر، واصفاً الظاهرة بالـتهريج يراد به لفت النظر بأي طريقة من الطرق، ولو جاء ذلك على حساب الحق والحقيقة، ولو كان ثمنه التضحية بروح الأخوة التي تربط بين شعوب أمتنا العربية، وهي آخر ما تبقى لنا في زمن التشرذم والضعف وانهيار القـيم. وكان يوسف زيدان قد وصف عرب شبه الجزيرة العربية بأنهم سرّاق إبل، وأن المنطقة لم تكن فيها حضارة في يوم من الأيام، وأن المراكز الحضارية تقتصر على القاهرة وفاس وبغداد ودمشق. جاء ذلك في حديث له في إحدى فعاليات مهرجان ثويزا بمدينة طنجة المغربية، وأثارت هذه التصريحات استهجان الكثير من المثقفين والكتّاب والأدباء والفعاليات العربية، نظراً لما تضمنته من مغالطات تاريخية، ولما توحي به من تعصب وضيق أفق.
وأضاف حبيب الصايغ لـ"الرياض": « ما نحتاج إليه هو التحلي بحس المسؤولية في البحث والتحليل وقراءة التاريخ، وعدم الانجرار وراء المغالطات التي تم الترويج لها من قبل أنظمة وتيارات وقوى تخوض شعوبنا الآن أشرس معاركها ضدها، لاسيما ما يتصل منها بنظرية الهوامش والمراكز التي تجاوزها الزمن، وكانت تعبيراً بغيضاً عن نزعات استعمارية عنصرية لم تجلب سوى الويلات والكوارث». ودعا الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب إلى ضرورة التصدي لأي قضية تتعلق بالتاريخ في إطار علمي منهجي محكم، وضمن قواعد رصينة من التحليل، لا عبر تصريحات أو آراء مرتجلة بغرض إثارة الإعجاب أو لفت النظر. وقال: «نعتقد أنه قد حان الوقت كي يتجاوز بعض المثقفين العرب مرحلة الارتجال إلى مرحلة البحث، وأن يدركوا أن مسؤولياتهم تتخطى طموحاتهم الشخصية الضيقة لتصبح مسؤولية سياسية واجتماعية وأخلاقية، لاسيما في هذه المرحلة التي نبحث فيها عما يجمع لا عمّا يفرق، دون أن نضحي بالحقيقة، والحقيقة في موضوعنا ثابتة وفوق كل الشبهات.
وقال الأستاذ حبيب الصايغ لـ"الرياض": على أن احترام الآخر والحرص على عدم التعدي عليه، وتجنّب كل ما من شأنه أن يؤذيه في تاريخه وهويته، مبدأ لا يجوز في حال من الأحوال التساهل فيه، فكيف إذا كان الطعن في الذات التي ينتمي إليها الشخص، فتاريخ شبه الجزيرة العربية لا ينفصل عن تاريخ أي مدينة أو عاصمة عربية أخرى، ونحن عندما نتحدث عن حضارة عربية لا نتحدث عن حضارات في الخليج أو العراق أو الشام أو مصر أو المغرب، بل عن وجود متكامل متصل، يغذي بعضه بعضاً، ويدعمه، ويمنحه شخصيته وهويته العربية التي نعتز بها جميعا كعرب وخليجيين، وتاريخ وحضارة المملكة أصيلة وضاربة أطناب التاريخ منذ عهود وقرون لا تحتاج شهادة من أحد.
هيئة السياحة والتراث الوطني ترد
فيما أكدت هيئة السياحة والتراث الوطني في بيان لها أن مكة المكرمة، هي البوتقة التي انصهرت فيها لغات الشمال والجنوب، ونتج منها لغة القرآن الكريم، التي يفهمها أهل اليمن والشمال وما حولها، كما أن الدراسات العلمية الرصينة في أرقى جامعات العالم أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن قوة التواصل الحضاري للجزيرة العربية كانت منذ 3000 سنة قبل الميلاد مع الحضارة ببلاد الرافدين والشام ومصر، وأن وسط الجزيرة العربية كان همزة الوصل بين الشرق والغرب، فمنه تعبر القوافل التجارية وحضارة كندة خير شاهد.
جاء ذلك رداً على مزاعم الروائي والباحث المصري يوسف زيدان في ندوة عقدت بالمغرب، قال فيها إن الجزيرة العربية والخط العربي لا حضارة أو أصل لهما، وهو ما دفع هيئة السياحة والتراث الوطني للرد عليه عبر حسابها الرسمي على توتير.
وقالت الهيئة عبر هاشتاق #أخبروايوسفزيدان إن من يشكك في ثقافة أبناء الجزيرة العربية وعمق تاريخهم "يجهل أو يتجاهل سبقهم في تطوير الحرف العربي المميز الذي لا نزال نكتب به حتى الآن".
وأوضحت أن أرض المملكة العربية السعودية مصدر الرسالة الإسلامية ومهبط الوحي الشريف، ومنها انتشرت الحضارة الإسلامية إلى كل بقاع الأرض التي نهلت منها الإنسانية المعرفة والتقدم وساهمت في تأسيس كثير من العلوم والمعارف الإنسانية المختلفة، مما أكسبها قيمة حضارية حتى الوقت الحاضر.
وأشارت إلى أن العمق الحضاري للمملكة لا يقل أهمية عن مراكز الحضارات القديمة كونه يعود لأكثر من مليون سنة، وتؤكد ذلك الشواهد الأثرية المنتشرة على امتداد النطاق الجغرافي للمملكة، كما أن المواد الأثرية المكتشفة في المملكة العربية السعودية تدل على أن الاستيطان على أرضها يعود لأكثر من مليون سنة، وقد كشفت أعمال التنقيب الأثري عن مستوطنات من العصر الحجري القديم إضافة إلى النقوش والرسوم الصخرية التي تنتشر بكثافة في المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية، ولعل أكبر مثال على ذلك مواقع الرسوم الصخرية بجبه والشويمس بمنطقة حائل وموقع بئر حمى بمنطقة نجران.
وبينت الهيئة أن العلاقات الخارجية للجزيرة العربية إبان فترة حضارة العبيد ما بين 6000-3500 سنة قبل الميلاد، ذات مغزى مهم؛ حيث تمثل التواصل الحضاري بين الجزيرة العربية مع الحضارات المجاورة لها خارج حدودها الجغرافية، كما ساهم إنسان الجزيرة العربية في تطور الكتابة العربية؛ حيث بدأ ونشأ في هذه البقعة الجغرافية ثم استمر في التطور حتى ظهر بشكله الحالي.
وتطرقت الهيئة في إيضاحها إلى الحركة الثقافية في الجزيرة العربية التي ازدهرت قبل الإسلام، فكانت تقام الأسواق في مناطق عدة من الجزيرة العربية من أبرزها سوق عكاظ الذي يعد أشهر أسواق العرب في تلك الفترة، فهو إلى جانب كونه سوقاً ذا أهداف اقتصادية؛ كان منبراً خطابياً وثقافياً تتداول فيه القضايا الاجتماعية والسياسية والفكرية، وعلى أرضه ألقيت أشهر القصائد ووقف به فطاحلة الشعر والفصاحة العربية.
وأضافت أن ظهور الإسلام منعطف حاسم في تاريخ شبة جزيرة العرب؛ حيث تحقق بفضل ذلك الوحدة الشاملة لأجزاء شبة الجزيرة العربية المختلفة، وبالتالي بداية ظهور الدين الجديد من غار حراء وما شهدته مكة المكرمة من أحداث سياسية أثناء ولادة الدين الحنيف وما تلاه من إعلان للدولة الإسلامية في فترة صدر الإسلام بالمدينة المنورة التي امتدت لأربعين عاماً ومن ثم امتدادها لكل بقاع الأرض التي وصل إليها الإسلام.
وأبرزت الهيئة في إيضاحها أن تسجيل مواقع "الدرعية، ومدائن صالح، وجدة التاريخية، والرسوم الصخرية بجبه والشويمس" في قائمة التراث العالمي اعتراف عالمي للقيمة الاستثنائية لتراث المملكة وعمقها التاريخي. ولفتت الهيئة إلى أن للجزيرة العربية تاريخا عريقا وضاربا في جذور التاريخ، وفي محاضرته التي ألقاها في جامعة أكسفورد أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن المملكة العربية السعودية ليست طارئة على التاريخ، وأن المكانة التي تحظى بها اليوم بين دول العالم، على المستويات الدينية والسياسية والاقتصادية والحضارية، إنما هي امتداد لإرث حضاري عريق، وأن الدين الإسلامي العظيم الذي خرج من هذه الأرض المباركة قد خرج إلى العالم من أرضٍ غنية بتاريخها وحضارتها واقتصادها.
وفي تصريح لقناة العربية التي استضافت الأديب والروائي المصري يوسف القعيد؛ حيث في سؤال للمذيعة عن الدافع وراء إطلاق زيدان لتصريحات أن الجزيرة العربية لم تشهد حضارات وأن اللغة العربية لم تخرج منها، وقبلها تصريحات عن عدم وجود المسجد الأقصى، وقد رد عليها القعيد بأن هذا السؤال يجب أن يوجه لزيدان نفسه؛ حيث إنه لا يستطيع أن ينوب عنه ولا يعرف ما يجول بخاطره والدافع من هذه التصريحات؛ وأردف القعيد قائلاً: "أختلف مع زيدان تماماً حول التشكيك في وجود المسجد الأقصى، والتشكيك في وجود حضارات في الجزيرة العربية؛ حيث إنها تصريحات ليست مبنية على أسس علمية، وليست لها أبعاد قومية عربية باعتبارنا أبناء حضارة عربية واحدة".
وفي هذا الصدد قال الدكتور عزيز بن فرحان العنزي الباحث في الشؤون الدينية لـ"الرياض": في الواقع أنني دهشت حينما استمعت إلى مثل هذا الكلام الذي يحمل أغاليط ودعاوى فارغة يدرك سقوطها وتهاويها بمقدمات العقول قبل أواخرها والتي لا يمكن أبدا أن تصدر من شخص يزعم أنه مفكر ومثقف وعربي ولو أنها صدرت ممن هو دونه لكان سقوطا مريعا فكيف به، ولذلك هذا الكلام يفتقد إلى أبسط درجات الأمانة العلمية، بل والالتزام الأخلاقي والأدبي حينما ينسف تاريخ أمة تمثل أس الحضارات، ولو أنه تأمل في آيات القرآن الكريم فقط لوقف على حشد كبير من الآيات تشير إلى الحضارات العمرانية في منطقة الجزيرة العربية ناهيك عن التراث المتنوع والذي كان الشرارة الأولى القادحة لكثير من الحضارات في هذا العالم.
وكالات-