لم يكن يوسف زيدان العربي الوحيد الذي أساء لعرب الجزيرة العربية، إذ سبقه إلى ذلك الكاتب والباحث المصري سيد القمني، في محاضرة قدمها في منتدى «منظمة أدهوك» بلندن، والذي يصف نفسه بأنه مدني حداثي تعددي دولي غير حكومي. وكان القمني قد تحدث في الندوة عن «أصول العنف»، حيث وصف فيها بيئة العربي في جزيرة العرب بأنها بيئة ضنينة، شحيحة بكل شيء.. ليس فيها ألوان.. فيها لون واحد، صفراء تتمطى في تثاؤب كسول على مد البصر. وأضاف القمني أنه لا يوجد في هذه البيئة أي مظهر من مظاهر الحياة، حتى المفردات لا يستطيع أن يشير بها إلى موجودات حية لأن مفرداته جافة جفاف الصحراء ومفاهيمه مغلقة على لون واحد هو لون الصحراء.
واتهم القمني عرب الجزيرة العربية بأنهم ينتمون إلى قبيلة، الفرد فيها ترس يحميها وتحميه، وأن أي شيء يتحرك في هذه الصحراء قابل للأكل، وعندما يموت يؤكل لأن الصراع هنا صفري.
ووصف القمني عرب الجزيرة العربية السابقين بأقذع الأوصاف، متسائلا «كيف يمكن أن تعزز هذه البيئة فلسفة لخلاص العالم؟».
وأضاف القمني، هذا البدوي العربي الصحراوي لا يستطيع تصور أن يقوم العراقي القديم أو المصري القديم ببناء كالهرم أو كحدائق بابل أو أي معلم تاريخي بمفرده لأن الفرد غير موجود بأشواقه وحبه وألمه ووجعه، هو موجود من أجل القبيلة والأسرة.
واتهم القمني عرب الجزيرة بأن الفرد لم يستطع أن يفهم معنى الأرض، فالأرض بالنسبة له شيء غير ذي قيمة. وكان القمني قد استغل هذه المقدمة التاريخية عن منشأ الإسلام والبيئة التي نشأ فيها لمهاجمة الإسلام الذي اعتبره الخطر الحقيقي على العالم كما هو متداول اليوم في العالمين العربي والإسلامي. ووصف القمني الإسلام بالوحش وطالب العالم بأهمية فهم كيف يفكر هذا الوحش؟!
وذكر القمني أن أي مسلم يعتقد أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان هو إرهابي بالضرورة. وجزم بأن أفضل قربى إلى الله في الإسلام هي الانغماس في العدو. واتهم القمني منظومة الإسلام في زمن النبوة بأنها منظومة لا علاقة لها بمنظومة الدول المتحضرة اليوم؛ لأنها منظومة قبلية تخلصت من القبيلة الصغيرة وجاءت بالقبيلة الكبيرة.
وكالات-