توقعت صحيفة كويتية، «حدوث انفراجة قريبة في العلاقات السعودية-المصرية، بعد جهود كبيرة قامت بها الكويت والإمارات والأردن لتقريب وجهات النظر بين البلدين».
وقالت صحيفة «الرأي» الكويتية، نقلا عن مسؤول عربي، إن موضوع الخلاف السعودي-المصري كان في صلب تحركات وزيارات المسؤولين الإماراتيين إلى عدد من الدول العربية، إضافة إلى الرسائل المتبادلة بين خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز» وأمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد»، ولقاءات المسؤولين الأردنيين مع عدد من المسؤولين العرب.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الخلاف لم يكن مستعصيا على الحل، لكنه لم يكن في الوقت نفسه أزمة عابرة، بل هناك الكثير من الأمور الجدية التي وجب التوقف عندها بواقعية وصراحة، تمهيدا لمعالجتها في إطار من المصلحة المشتركة.
وأشار إلى أن الملف صار اليوم في عهدة ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، وأن تحركا مواكبا يقوده ولي عهد أبو ظبي الشيخ «محمد بن زايد» مع وزيري خارجيتي الكويت الشيخ «صباح الخالد»، والأردن «ناصر جودة»، من أجل إنهاء الأزمة بين البلدين.
وحذر المسؤول العربي، من أن أي خلاف جدي بين المملكة ومصر يعني إضعافا للأمن القومي العربي، خصوصا في هذه المرحلة التي ترسم فيها خرائط جديدة للمنطقة سياسيا وجغرافيا، ويتمدد النفوذ الإيراني حتى سواحل البحر الأبيض المتوسط، ويحاول إيجاد موطأ قدم ثابت في الخليج عن طريق التدخل في اليمن.
وترتكز جهود الوساطة على ضرورة بقاء التنسيق بين دول الخليج ومصر في ما يخص الأزمة السورية التي يرسم غير العرب مصائرها حاليا، والوضع في العراق لتأييد الحرب ضد الإرهاب مع الحفاظ على النسيج المجتمعي والوحدة الوطنية وعدم شعور أية فئة أنها مهمشة أو مهددة، والقضية الفلسطينية التي تحتاج إجماعا عربيا مطلقا بعد قرار مجلس الأمن الأخير المتعلق بالاستيطان، وأزمة اليمن التي تستنزف الكثير من الموارد والجهود ويهدد عدم حسمها بالمزيد من المآسي لليمنيين والقلق لدول الجوار، وفق الصحيفة.
كانت العلاقات السعودية المصرية توترت مؤخرا على صعيد العديد من ملفات المنطقة، وكان آخرها تصويت القاهرة في «مجلس الأمن» لصالح مشروعي القرار الروسي والفرنسي بشأن سوريا في وقت واحد، ومماطلة القاهرة في تسليم جزيرتي «تيران» و«صنافير» للسعودية.
وتهدد دوائر سياسية وإعلامية في مصر، بالورقة الإيرانية في معركة التراشق بين الجانبين المصري والسعودي، وسط تقارير عن استعداد إيران لتزويد مصر بالبترول، وفق شروط ميسرة، وإيفاد 10 ملايين حاج إيراني سنويا لزيارة المزارات الدينية في مصر.
وكان مساعد رئيس الجمهورية الإيراني «علي أكبر صالحي»، التقى مطلع الشهر الجاري الرئيس الجديد لمكتب رعاية المصالح المصرية في طهران «ياسر عثمان».
وبحث اللقاء، العلاقات الثنائية بين القاهرة وطهران، بحسب وكالة «فارس» الإيرانية.
ويعد اللقاء أول إشارة من القاهرة على جدية تحركاتها نحو استئناف علاقاتها مع طهران العدو اللدود للمملكة العربية السعودية.
والعلاقات بين مصر وإيران متوترة منذ أواخر السبعينات، ولا توجد سفارة مصرية في طهران، لكن من المؤكد أن لقاء «صالحي» و«عثمان» تم بضوء أخضر من الخارجية المصرية، في ظل استمرار التوتر مع الرياض، وتوقف إمدادات شركة «أرامكو» النفطية لمصر للشهر الرابع على التوالي، وتجميد الاتفاقيات الموقعة مع الرياض.
كان وزير الخارجية المصري، «سامح شكري»، التقى نظيره الإيراني، «جواد ظريف»، في سبتمبر/آيلول الماضي؛ بهدف بحث القضايا الإقليمية والدولية المختلفة، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي أكتوبر/ تشرين أول الماضي، عرضت دور سينما في العاصمة المصرية فيلم «باديجارد» (الحارس) الذي مول إنتاجه الحرس الثوري الإيراني، وتدور قصته حول شخصية قائد فيلق القدس الجنرال «قاسم سليماني».
وشهدت شوارع القاهرة منذ أشهر حملة دعائية لقناة فضائية تضمنت تعليق صور مرشد إيران «علي خامئني»، في إعلان كبير بموافقة الرقابة المصرية، ويظهر «خامئني» وهو يلتقط صورة «سيلفي» وخلفة معالم لدول خليجية.
وكالات-