قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» في مقال بعنوان «السعودية تقترب من إتمام صفقة مع جيبوتي لبناء قاعدة عسكرية»، إن جيبوتي بصدد إبرام اتفاق مع السعودية للسماح للملكة ببناء قاعدة عسكرية في القرن الإفريقي مع مسعى السعودية للعب دور أكبر في أمن المنطقة.
وتقول الصحيفة إن جيبوتي، ذات الموقع الاستراتيجي على البحر الأحمر وخليج عدن، يوجد فيها بالفعل منشآت عسكرية أمريكية وفرنسية.
وقال وزير خارجية جيبوتي «محمد علي يوسف» إن أول قاعدة صينية خارج الصين يجري بناؤها في بلاده ومن المزمع افتتاحها العام الحالي.
وبحسب الصحيفة فإن وزير الخارجية الجيبوتي قال إن السعودية وقعت اتفاقا أمنيا مع حكومة بلاده العام الماضي واتبعتها باتفاق للتعاون القضائي ضمن الاستعدادات لإنشاء القاعدة.
وتضيف إن سواحل جيبوتي على البحر الأحمر تقع قبالة اليمن حيث يقود تحالف بقيادة السعودية حربا ضد الحوثيين.
كما نقلت الصحيفة عن «يوسف» قوله في مقابلة «لا أستطيع أن أعطيكم تفاصيل لإنهاء أمور عسكرية سرية، ولكنكم سترون الأمر عندما يتم». ولم يعلق مسؤولون سعوديون على الأمر.
وتابعت أن «توثيق العلاقات بين السعودية وجيبوتي يأتي في وقت تسعى فيه السعودية إلى جمع الدول السنية في تحالف كبير إظهارا للقوة وللحد من الاعتماد على الدعم العسكري الغربي».
وتضيف أيضا أن السعودية تسعى أيضا إلى مواجهة ما تعتبره «التدخل الإيراني في النزاعات في العالم العربي من سوريا إلى اليمن».
وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة تستخدم قاعدتها في جيبوتي كمقر لقواتها في افريقيا ولعملياتها لمكافحة الإرهاب في المنطقة. وتضيف إن القاعدة الأمريكية يوجد بها قوة عسكرية قوامها أربعة آلاف شخص كما أن بها مطار للطائرات بلا طيار.
وتقول الصحيفة إن الإمارات، المهتمة أيضا بدعم وتوطيد قوتها العسكرية والتي تعد حليفا وثيقا للرياض، وطدت نفوذها العسكري في المنطقة بقاعدة عسكرية في إريتريا.
وكان الرئيس الجيبوتي «إسماعيل عمر غيلة»، صرح في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأن علاقات بلاده مع السعودية تاريخية ومتينة وتقوم على أسس راسخة من الثقة والتفاهم والتنسيق العالي.
وقال إن البلدين الشقيقين وقعا في الآونة الأخيرة اتفاقية للتعاون الأمني، وسيبرمان قريبا اتفاقية أخرى للتعاون العسكري.
واعتبر أن من حق العرب أن يتصدوا للدور الهدام الذي تلعبه إيران في المنطقة بشتى الوسائل الممكنة.
وأوضح «غيلة» أن الحضور العسكري لعدة دول في بلاده ليس استقطابا أو تنافسا بين هذه الدول على مصالح اقتصادية واستراتيجية وإنما هو موجه في المقام الأول لمكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية وحماية الملاحة الدولية في هذا الموقع الاستراتيجي المهم من العالم.
وقطعت «جيبوتي» علاقتها بطهران التي تدعم المتمردين «الحوثيين»، وانضمت لـ«التحالف العربي» الذي تقوده السعودية لمساندة الشرعية في اليمن، ودخلت أيضا في «التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب».
وتتسابق دول حول العالم على إنشاء قواعد عسكرية لها في جيبوتي، نظرا لموقعها الاستراتيجي والجغرافي الواقع على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب، الواصل بين البحر الأحمر وبحر العرب.
وتسعى كل من المملكة العربية السعودية، والصين إلى دخول سباق إنشاء القواعد العسكرية في جيبوتي، فيما تحتضن قواعد للولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وإيطاليا، واليابان، وتقع على أهم الطرق التي تفضل السفن التجارية العالمية العبور منها.
وتركز الدول أنظارها على جيبوتي البالغ عدد سكانها بنحو 830 ألف نسمة، والتي تعد باب التجارة على دول شرق أفريقيا بفضل موانئها، بسبب الأهمية الاستراتيجية لموقعها الذي يتيح التدخل في الأحداث بدول المنطقة كما هو الحال في اليمن والصومال.
ويشكل تأجير القواعد العسكرية واحدا من أهم مصادر الإيرادات لجيبوتي، حيث تحصل سنويا على قرابة 160 مليون دولار سنويا لقاء ذلك.
«فاينانشيال تايمز»-