وكالات-
غابت الجزائر للمرة الثانية عن التحالفات العسكرية التي تقودها السعودية، مرجعة ذلك إلى خصوصية الموقف الجزائري حيال أزمات المنطقة.
وكتبت صحيفة الجزائر الأربعاء، أن الجزائر انضمت لإيران وسوريا والعراق، في رفضهم الانضمام إلى التحالف العسكري الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية، مرجعة ذلك إلى اختلاف في توجه البلاد فيما يتعلق بمهام التحالف في المنطقة.
وأعلنت الجزائر غيابها عن حضور إطلاق التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب في الرياض، وهو التحالف الثاني الذي تقوده المملكة بعد التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن، ويجمع الحلف الأخير الدول السنية في وقت غابت الدول المتهمة بالوقوع تحت النفوذ الإيراني الشيعي كالعراق وسوريا.
وبالرغم من حضورها القوي في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية، رفضت الجزائر الانضمام للتحالف الجديد، وتنتهج الجزائر منهجا سياديا فيما يتعلق بمحاربتها الإرهاب خارج الحدود، وذلك بعد رفضها محاولات فرنسا والولايات المتحدة إرسال قواتها في ليبيا والساحل الأفريقي.
ففي الوقت الذي تعتبر السعودية وحلفاؤها حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن تنظيمات إرهابية، لا توافق الجزائر على هذا الموقف، وتواصل علاقاتها مع طهران على نفس الخط الذي تبني فيه علاقات جيدة مع الرياض.
وبحسب الصحيفة، فقد وصف العقيد الجزائري المتقاعد عبدالحميد العربي الشريف التحالف الجديد، بأنه تحالف عدواني، فيما أكد الخبير الأمني العربي الشريف أن التحالف ما هو إلا توظيف لصراع مصالح محتدم في المنطقة ترفض الجزائر أن تكون في سلة واحدة مع بقية الدول المشاركة.
وأشار الخبير الأمني أحمد عظيمي، في تصريح له إلى أن التحالف الإسلامي لا يعني أي شيء لنا على اعتبار أن الدول المشاركة فيه فاقدة للقرار وخاضعة للنفوذ الغربي.
وأضاف عظيمي: إذا كان الهدف هو تحرير الدول العربية والدفاع عنها فأهلا به، لكن في إطار مواجهة دول إسلامية فلا يمكن للجزائر أن تبارك التحالف".
وفي 14 ديسمبر/كانون الأول 2015، تم الإعلان عن تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب بقيادة السعودية، بمشاركة 41 دولة؛ أهمها دول خليجية وتركيا وباكستان وماليزيا ومصر.
ويعمل التحالف على مواجهة الإرهاب الذي يهدد الدول الإسلامية وغيرها، ويحاول تشويه صورة الإسلام الحقيقية، حسب القائمين عليه.