علاقات » عربي

قد تُغضب أمريكا.. السعودية تستعد لإطلاق دفعة من معتقلي غوانتانامو

في 2017/11/30

مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية-

كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن السلطات السعودية تستعد لإطلاق دفعة جديدة من معتقلي غوانتانامو اليمنيين ممن يخضعون لبرنامج مناصحة مكثف في مركز "محمد بن نايف" للاستشارات والرعاية، ما قد يُغضب الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي حذرت سابقاً من مغبة إطلاق سراح أي منهم.

وبحسب المجلة الأمريكية، فإن هذه الدفعة هي الأولى من المحتجزين غير السعوديين التي سيفرَج عنها بعد برنامج مكثف خضعوا له في المركز الذي بدأ العمل منذ 13 عاماً لمكافحة التطرف..

الإفراج عن تسعة يمنيين من معتقلي غوانتانامو محتجزين بالسعودية، يأتي في وقت حرب تخوضها الرياض، خاصةً أنه من الممكن أن يتسبب في توتر العلاقة بين واشنطن والرياض.

مسؤول بمركز محمد بن نايف، قال في مقابلة مع "فورين بوليسي"، إن اليمنيين لم يطلَق سراحهم إلى اللحظة، وأنه من المقرر أن تجري عملية الإفراج عنهم خلال أيام، في وقت أشار مسؤول سعودي آخر إلى أن عملية الإفراج ستكون مع بداية العام، حيث سيطلَق أربعة منهم أولاً ثم بعد ذلك تجري عملية الإفراج عن الثلاثة الآخرين.

ومن غير المرجح أن يرحب الرئيس ترامب بهذه الخطوة وهو الذي قال إنه يجب ألا تكون هناك أي إفراجات عن معتقلي غوانتانامو، واصفاً إياهم بـ"الشعب الخطير"، ولا يجب السماح لهم بالعودة إلى ساحة المعركة.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي قال في مؤتمر صحفي سابق، إن بلاده تدعم جهود السعودية في مكافحة التطرف، ولكنها لا تزال تشعر بالقلق إزاء معتقلين سابقين في غوانتانامو وإمكانية انخراطهم بأنشطة متطرفة في المستقبل.

البرنامج الذي دشنته السعودية لمكافحة التطرف، كان بمثابة برنامج إصلاحي من الطراز الأول، إلا أن المركز الذي يحمل اسم محمد بن نايف، ابن عم ولي العهد السعودي، قد يكون تعرَّض هو الآخر لانتكاسة بعد أن عُزل بن نايف من ولاية العهد ووزارة الداخلية قبل أشهر.

في مركز محمد بن نايف، هناك 13 يمنياً كانوا محتجزين بسجن غوانتانامو الأمريكي أكثر من عقد من الزمن، وحتى الآن تم الإفراج عن مواطنين سعوديين متهمين بقضايا إرهابية، حيث يفتخر المركز بأن 86% من خريجيه، البالغ عددهم 3300، نجحوا في الاندماج بالحياة المدنية.

ومع ذلك، فإن للمعتقلين اليمنيين خصوصية كبيرة؛ لكونهم يمثلون أكثر الحالات صعوبةً؛ نظراً إلى الصدمات النفسية التي عانوها خلال سجنهم الأمريكي، فضلاً عن أن التقييمات الأمريكية ما زالت تضعهم في خانة الخطر.

يقول "أبو عوف"، وهو اسم مستعار لأحد اليمنيين الذين سيفرَج عنهم: إن "الحديث عن غوانتانامو لا يمكن أن ينتهي بصفحة أو صفحتين، إنه بحاجة إلى موسوعة كاملة، إنها 15 عاماً مليئة بالألم والحزن".

قبل صعود بن سلمان، ولي العهد السعودي، كان بن نايف ولياً للعهد ووزيراً للداخلية، وهو أول من دشن برنامجاً لمكافحة التطرف وأنشأ مركزاً خاصاً لهذا الغرض، وكان شريكاً أمنياً موثوقاً به في نظر الولايات المتحدة الأمريكية، ففي عام 2004 دشن المركز ودافع عن برامجه، ولكن بن سلمان عزَل بن نايف ووضَعه تحت الإقامة الجبرية بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي.

يقول آدم كوغل، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمنظمة "هيومان رايتس ووتش"، إن "السعوديين سيعيدون تسمية المركز، على ما أعتقد".

ساعد محمد بن نايف في إحباط العديد من المؤامرات ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وكان محارباً شرساً ضد تنظيم القاعدة، حتى إنه تعرض لمحاولة اغتيال من قِبل التنظيم.

ومع إزاحة بن نايف من المشهد السياسي بالسعودية، فإن البعض في واشنطن بات يتخوف على آليات مكافحة الإرهاب التي كانت تنتهجها السعودية.

يقول برودس ريدل، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي ومحلل وكالة الاستخبارات المركزية، إن انتزاع بن سلمان السلطة أثار عدة أسئلة عن استقرار المملكة نفسها.

ويضيف مؤلف كتاب "الملوك والرؤساء"، الذي صدر مؤخراً: إن "كل الجهود السعودية لمكافحة الإرهاب الآن باتت في مهب الريح، إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية قلقة جداً".

وأضاف: "السعودية كانت دوماً دولة بوليسية وملكية مطلقة ودولة دينية، ولكن الآن يبدو أنها ستكون الأقل استقراراً وأكثر الأماكن تقلباً".