وكالات-
انطلقت الأربعاء، في مدينة إسطنبول التركية، قمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة حول القدس، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويشارك في أعمال القمة التي دعا إليها الرئيس التركي، 16 زعيماً، إلى جانب رؤساء وفود الدول الأعضاء، وسط حضور الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بصفته ضيف يرفض ممارسات "إسرائيل"، فيما غاب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
واكتفت المملكة العربية السعودية بإرسال وزير الشؤون الإسلامية صالح بن عبدالعيز آل الشيخ، فيما حظر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.
وقال الرئيس أردوغان، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للمنظمة، في كلمته: إن "اتخاذ أي قرار بشأن مدينة تخضع للاحتلال (القدس) منعدم الأثر".
وأضاف أن "الجنود الإرهابيين (الإسرائيليين) يعتقلون أطفالاً بعمر عشر سنوات ويزجون بهم في أقفاص حديدية"، مشيراً إلى أن "إسرائيل حظيت بمكافأة على أعمالها الإرهابية كافة، وترامب هو من منحها هذه المكافأة (باعترافه بالقدس عاصمة لها)".
وقدم أردوغان الشكر "لجميع الدول التي لم تقبل بالقرار الأمريكي الباطل، الذي لم تدعمه سوى إسرائيل"، مشدداً على أن "القرار الأمريكي انتهك القانون الدولي، كما أنه وجَّه صفعة إلى حضارتنا الإسلامية".
وفي حين أعرب الرئيس التركي عن شكره لـ"الإخوة الفلسطينيين الذين لم يتوقفوا عن الكفاح"، أكد بالقول: "أعلنها مجدداً: القدس خط أحمر بالنسبة لنا".
وواصل حديثه قائلاً: "مع الأسف، إن مساحة فلسطين الآن بحجم إسرائيل عام 1947، صدِّقوني هذا التقسيم (الظالم) لا يصدر حتى من ذئب تجاه حمَل"، داعياً "الدول التي تدافع عن القانون الدولي والحقوق إلى الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمةً لدولة فلسطين".
وتابع: "نحن كدول إسلامية لن نتخلى أبداً عن طلبنا بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس"، موجهاً دعوته لـ"الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرارها حول القدس".
- عباس يطالب بموقف حاسم
من جهته، طالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، القمة باتخاذ موقف حاسم من القضية الفلسطينية.
وقال الرئيس الفلسطيني في كلمته: إنه "إذا مر وعد بلفور، فلن يمر وعد ترامب بعد ما رأيناه من كل شعوب ومنظمات ودول العالم".
وأضاف عباس أن "ترامب قدم القدس لإسرائيل وكأنه يقدم مدينة من مدن الولايات المتحدة"، معرباً عن اعتقاده أن "قرار ترامب لن يمر بعدما وقفت دول العالم وقفة واحدة ضد هذا القرار الظالم".
وأشار إلى أن "إسرائيل تهدف إلى تهجير أهلنا في القدس عبر سلسلة لا تنتهي من الإجراءات الاستعمارية؛ كمنعهم من البناء، وسحب هوياتهم، وفرض الضرائب الباهظة عليهم".
وأعرب عباس عن رفضه "القرارات الأمريكية الأحادية والباطلة التي صدمتنا بها الإدارة الأمريكية في الوقت الذي كنا فيه منخرطين معها في العملية السياسية من أجل الوصول لسلام عادل".
وقال: إن "واشنطن حوَّلت صفقة العصر إلى صفعة العصر، واختارت أن تفقد أهليتها كوسيط"، محذراً من أن "هذه الخطوات الأحادية ستشجع الجماعات المتطرفة وغير المتطرفة على تحويل الصراع من سياسي إلى ديني".
واستطرد قائلاً: "اتفقنا مع واشنطن رسمياً على ألا ننتمي إلى بعض المنظمة الدولية شريطة ألا تنقل سفارتها، وألا تمس مكتبنا بواشطن، وعدم وقف المساعدات ووقف الاستيطان، لكنها خرقت هذا وسنخرق التزامنا السابق".
وأكد أن "ترامب هو من يحمي إسرائيل ويدعم مواقفها المعادية للشرعية الدولية ويساعدها ضد انتهاكاتها للقانون الدولي".
وتطرق عباس إلى الشأن الداخلي وتأثيره على القضية الفلسطينية، موضحاً: "سنعمل على تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، ونقول: لا دولة في غزة ولا دولة من دون غزة".
ودعا الرئيس الفلسطيني "القمة لاتخاذ قرار بتحديد علاقات الدول الأعضاء (بمنظمة التعاون) بدول العالم في ضوء مواقفها من قضية القدس وقرار ترامب"، مشدداً بالقول: إنه "مطلوب اتخاذ مواقف سياسية واقتصادية تجاه إسرائيل وصولاً لإجبارها على إنهاء الاحتلال".
-القدس عاصمة فلسطين
من جهة ثانية، قالت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، إن من المنتظر أن ينص البيان الختامي للقمة الإسلامية على توجيه دعوة إلى كامل المجتمع الدولي للإعتراف بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين.
وأضافت المصادر للأناضول أن دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العالم للإعتراف بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين ستتدرج في البيان الختامي للقمة.
وستطالب الدول الإسلامية في البيان المجتمع الدولي، بالاستجابة لهذه الدعوة عبر التأكيد على القرارات المتعلقة بالقدس الشرقية.
وتبني القيادة الفلسطينية آمالاً على أن تخرج قمة إسطنبول بإجراءات تقود إلى إقناع الإدارة الأمريكية بالعدول عن قرارها، والالتزام بالقرارات الدولية التي تعتبر القدس الشرقية جزءاً أصيلاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعاصمة لدولة فلسطين التي ترسمها مفاوضات الحل الدائم مع إسرائيل.
ويشارك في القمة ممثلون لـ48 من الدول الـ57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بينهم 16 من القادة، ويغيب عنها قادة دول في مقدمتها مصر والسعودية، في حين يحضرها بصفة ضيف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.