الخليج الجديد-

اعتبرت أكاديمية ليبرالية كويتية أن اتجاه النساء في بلادها لارتداء الحجاب جاء بعد غزو العراق في 1990؛ حيث اعتبر البعض الغزو ابتلاءً من الله، وهي التصريحات التي أثارت جدلا واستهجانا واسعا بين أوساط المتابعين.

إذ رأى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في تصريحات تلك الأكاديمية تشكيكا في «تدين المرأة الكويتية»، و«إساءة لأخلاقياتها».

وفي التصريحات المتداولة، قالت أستاذة الفلسفة في جامعة الكويت، «شيخة الجاسم»: «ألاحظ أنه بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990، اتجه الناس للحجاب بحجة أن ما حدث هو غضب من الله، وأن الغزو العراقي بسبب آثامنا؛ لذلك انتشر، ليس فقط الحجاب، ولكن تغطية الوجه وهو النقاب».

وأضافت: «الآن في السنوات الأخيرة، ونحن عام 2018، رأينا العديد من الشخصيات البارزة اجتماعيا وثقافيا بدأت في خلع الحجاب، وهذا الشيء بدأ يثير المجتمع».

وتعد «شيخة» أحد رموز التيار الليبرالي بالكويت، وإحدى الناشطات في مجال حقوق الإنسان، وجاءت تصريحاتها تلك ضمن لقاء لها بإذاعة «مونت كارلو» الفرنسية.

https://www.facebook.com/thenewkhalij/videos/2058193471094742/

من ناحيته، استنكر الداعية الكويتي السلفي، «حاي الحاي»، تصريحات «شيخة الجاسم»، قائلا لموقع «هاف بوست» بنسخته العربية: «هذا كلام باطل ومخالف لتاريخ الكويت».

وأضاف أن الكويتيات ملتزمات بالحجاب منذ نشأة الحجاب، وثمة كتب لعلماء شريعة عراقيين زاروا الكويت في عام 1865، يؤكدون فيها أن الكويتيات كن يرتدين الحجاب، وتحدثوا عن انتشار المساجد بها.

وروى مشاهدته الشخصية، قائلا: «أنا كنت أرى الكويتيات في الخمسينيات يلتصقن بالجدار إذا رأين رجلا بالشارع».

بدوره، طالب المحامي «طلال العبيد»، «شيخة الجاسم» بتقديم أدلتها على ارتباط ظاهرة ارتداء الحجاب في الكويت بالغزو العراقي.

#المحامي_طلال_العبيد لـ د. شيخة الجاسم انت ظهرتي على قناة تدعين ان النساء لبسن الحجاب بالغزو لاحساسهن بالذنب وأن هناك منهن من نزعن الحجاب بحجة أن الخطاب الديني لم يكن مقنع بسنة ٢٠١٨
سؤالي لك كأكاديمية هل لديك دليل ؟ هل لديك احصائية ؟
أم أن الموضوع تعطش للشهرة على حساب الدين ؟

— المحامي طلال العبيد™ (@LawAngel100) March 9, 2018

أما «سعد السعدون» فاتهم «شيخة الجاسم» بالتناقض، قائلا: «شيخة الجاسم في لقائها عن الحجاب ‏قمة التناقض في الطرح. ‏تقول إن الحجاب انتشر بعد التحرير (تحرير الكويت من الغزو العراقي)، ‏وبعد ذلك تتكلم عن الخطاب الديني في السبعينيات والثمانينيات، ‏اضبطي علاقتك بالزمن!».

كما عبر استشاري طب وجراحة العيون، «عبد المطلب بهبهاني»، عن رفضه طرح الأكاديمية الكويتية، قائلا إن الحجاب لم ينتشر بعد الغزو العراقي عام 1991، «بل انتشر بشكله الحالي في الكويت والخليج نهاية السبعينيات، وكان العزوف عنه في الستينيات، ‏هذا تاريخ وواقع عشناه».

«شيخة الجاسم» ترد

وفي تصريح ردت فيه على ما تم تداوله من آراء حول تصريحاتها عن الحجاب، قالت «شيخة الجاسم» لـ«هاف بوست»: «أنا غير مسؤولة عما يفهمه الآخرون غير القادرين على الفهم». 

وأضافت أن الشعوب عندما تتعرض لكوارث أو حروب «تلجأ إلى الله، ويعتقدون أن هذا ابتلاء».

وأوضحت أنها لا ترى ضيرا في ذلك، فهذا توجه طبيعي، و«ما أقصده هو زيادة الأمر ( ظاهرة ارتداء الحجاب) عما كان عليه في الثمانينيات».

وقالت إن خلع الحجاب بات ظاهرة بين الكويتيات في الوقت الراهن؛ بعضهن مشاهير وأخريات غير مشاهير.

وأوضحت: «هناك مشاهير من الكويتيات في وسائل التواصل الاجتماعي خلعن الحجاب، وهذا جعل الكثيرات يقلدنهن».

وأضافت أن من سمتهم قادة الفكر الديني شعروا بأن عليهم أن يواجهوا هذا الأمر، معتبرة أن «الإنسان من حقه الاختيار، والطاعة يجب أن تكون عن رغبة».

واستطردت: «إذا أرادت الكويتية أن تخلع حجابها أو ترتديه فهذا قرارها، لم أهاجم الحجاب، ولكني أرسخ لمبدأ حقوقي، وهو حرية الاختيار». 

جدير بالذكر أن «شيخة الجاسم» سبق أن أثارت لغطا؛ عندما قالت، عبر لقاء تلفزيوني، إن من يعتقد أن القرآن أعلى وأهم من الدستور «خطر على الدولة».