علاقات » عربي

الأردن يبحث عن الشراكة بدلا من الاستسلام للسعودية

في 2018/04/24

القدس العربي-

يبحث الأردن عن وسيلة آمنة تضمن الشراكة بدلًا من الاستسلام للمنطق السعودي الذي بدأ يعبر عن سعيه لتحويل الجغرافيا الأردنية إلى مجرد مساحة لوجستية في خدمة العلاقات مع (إسرائيل).

بدوره، اعتبر المفكر السياسي «عدنان أبوعودة» أن العهد السعودي الجديد مهتم بأولويات قد لا تناسب بقية الدول الصديقة والحليفة له، حسب «القدس العربي».

«أبوعودة» وغيره من محترفي السياسة الغائبين عن المشهد يطرحون تساؤلات حرجة عن الأولويات السعودية من زاوية تأثيرها الحساس على المصالح العليا الأردنية مع التيقن من أن الأردن ليس مطلوبا منه الاسترسال في علاقات تأزيمية مع السعودية بقدر ما هو مطلوب قراءة أعمق للمستجدات والأولويات.

وليس سراً أن الدول الاربع المهمة بالمنطقة وهي إيران وتركيا و(إسرائيل) والسعودية يوجد في الأفق السياسي الأردني مشكلات معها.

بعض صناع القرار في عمان يقرون بأن أولوية السعودية في حلتها الجديدة أكثر من واضحة وهي التصدي لإيران ونفوذها وضغوطها عبر التقارب الذي قد يصل إلى مستوى التوحد في بعض التفاصيل مع (إسرائيل).

مأزق استراتيجي آخر لأن الاتصالات بين (إسرائيل) والشركاء الأساسيين في النظام الرسمي العربي كانت تدار أصلاً عبر الرافعة الأردنية في الوقت الذي يتحدث فيه اليوم قادة وممثلون لدول الخليج مباشرة مع الكيان الإسرائيلي ودون وسيط.

وأنتج ذلك تحديات ليست سهلة أمام مصالح الدور الإقليمي الأردني وزاد ضغط هذه التحديات في ظل الوضع الاقتصادي المعقد والمالي المكشوف على شكل أزمة أكبر مما تبدو.

الحلقة الأهم في هذه التحديات تتعلق اليوم بالعمل ضمن استراتيجية منصفة وقابلة للصمود تمنع المنطق الذي يفترض بالرياض وتل أبيب أن عمان تنحصر وظيفتها الإقليمية اليوم في أنها تمثل جغرافيا تخدم العلاقات السعودية الإسرائيلية بشكل خاص.

على مستوى مربع العلاقة الأردنية السعودية، تكشف مصادر مطلعة النقاب عن سيطرة استثمارات وأموال سعودية على ما يزيد على 60% على الأقل من مشاريع الطاقة البديلة وإنتاج الكهرباء في الأردن، حسب صحيفة «القدس العربي».

ثمة تسريبات تشير إلى أن مجموعة سعودية نشطة بدأت تشتري عقارات في القدس أو تحاول تقديم المساعدة والمساندة لأندية وهيئات أهلية حول الضفتين، كل ذلك بطبيعة الحال قد يرحب به الأردنيون شعباً وحكومة ولا يثير الارتياب بل يشكل في بعض المفاصل مطلباً أردنياً.

لكن الإشكال يكمن في عدم وجود كيمياء للتواصل السياسي بين الجانبين تخدم الإطار نفسه في سياق مشروع شراكة سياسية واضح، الأمر الذي يضغط على العصب الحيوي المتعلق بإعادة إنتاج دور الجغرافيا الأردنية؛ لأن الاتصالات بين السعودية و(إسرائيل) تتنامى على حساب الاتصالات بين الأردن والطرفين.

الأردن بهذا المعنى وإن كانت نخبه تطلق تساؤلات بعنوان وظيفة الجغرافيا يحتاج إلى مقاربة جديدة تحمي دوره الإقليمي بمعنى إعادة إنتاج المشهد مع تل أبيب والرياض على أساس مصالح لشراكة وليس الوظيفة فقط دون إسقاط الحاجة الملحة لتحصيل مكاسب اقتصادية مقابل أي خدمة إقليمية.