علاقات » عربي

ما أبعاد زيارة نتنياهو إلى الأردن وعلاقتها بـ"صفقة القرن"؟

في 2018/06/20

الخليج أونلاين-

في زيارة مفاجئة وخاطفة إلى الأردن، التقى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ليبحثا جهود "حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، وسط رفض شعبي لهذه الخطوة، ومخاوف من تمرير "صفقة القرن".

الجانبان بحثا عدداً من القضايا الثنائية، من ضمنها مشروع ناقل البحرين (البحر الأحمر – البحر الميت)، "الذي ستنعكس آثاره الإيجابية على الأردن والضفة الغربية وإسرائيل"، وفق ما ورد في بيان نشرته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).

إلا أن صحفاً إسرائيلية أكدت أن هذه الزيارة مخطط لها، وهي مؤشر جدي لتمرير "صفقة القرن" التي تؤيدها السعودية والإمارات، وجاءت قبل جولة أمريكية لمنطقة الشرق الأوسط تسعى لبحث الأوضاع في قطاع غزة، والجهد الأمريكي لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، وفق ما أعلن البيت الأبيض.

وقالت صحيفة" إسرائيل اليوم"، في عددها الصادر الثلاثاء، إن لقاء نتنياهو وملك الأردن "مؤشر على أن خطة السلام الأمريكية تدخل مرحلة حاسمة".

وبعد نتنياهو بساعات، بدأ كبير مساعدي الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص للاتفاقيات الدولية جيسون غرينبلات، زيارة إلى المنطقة بدأت بالأردن، وتشمل "إسرائيل" والسعودية وقطر ومصر.

وبينت القناة العاشرة العبرية أن الزيارة جاءت بشكل سري، ولم يعلن عنها إلا بعد انتهائها وعودة نتنياهو، وكان لافتاً أن الاجتماع لم يتم تصويره.

- خدمة لأمريكا و"إسرائيل"

زيارة نتنياهو المرفوضة شعبياً لها أبعادها، وفق ما يرى النائب الأردني صالح العرموطي، والذي بين أنها "جاءت بوقت صعب يمر به الأردن، وفي ظل ما تتعرض له مدينة القدس من ضغوط، بالإضافة إلى محاولة نزع السيادة الأردنية على المقدسات".

وأوضح العرموطي لـ"الخليج أونلاين"، أن هذه الزيارة تعد "خدمة للمشروع الصهيوني والأمريكي لتمرير جميع الاتفاقيات، سواء كانت صفقة القرن أو ضمّ مدينة القدس أو تهويد المقدسات أو إيجاد وطن بديل، فوجود نتنياهو يعد ضرراً لا يخدم القضية الفلسطينية ولا يعالج أي وضع اقتصادي في الأردن".

وأكد أن هذه الزيارة لم تكن إلا لمصلحة "إسرائيل"، إذ إن نتنياهو "لن يدعم اقتصاد عمّان إيجاباً، وهو من ضمن الجهات التي تضغط للتضييق على الأردن اقتصادياً، كما يضغط على الدول التي كانت تساعده لتمرير صفقة القرن وغيرها، ليضغطوا بدورهم على المملكة"، لتبقي زمام الأمور في يد الاحتلال.

وشدد النائب الأردني على أن "الأردن لن يمرر صفقة القرن؛ لأن تمريرها يعد إنهاءً لدوره وتصفية للقضية الفلسطينية"، مطالباً أصحاب القرار ألا يقبلوا بمثل هذه الزيارات.

- تدهور العلاقات

وتأزمت العلاقة بين الأردن و"إسرائيل" إثر رفض عمّان تمرير "صفقة القرن" التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ بداية ولايته في العام 2017، وتهدف لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتوطين الفلسطينيين في وطن بديل، كما رفضت إعلان "إسرائيل" عاصمة لدولة الاحتلال، وإثر ذلك تعرضت عمّان لضغوط شديدة للقبول بهذه الصفقة التي تقضم حق القدس لحساب الاحتلال، وفق ما أكد العاهل الأردني.

وتدهورت العلاقات بينهما بشكل أكبر بعد أحداث مقتل أردنيين اثنين برصاص ملحق أمني إسرائيلي بالسفارة الإسرائيلية في الأردن (يوليو 2017)، وطالبت المملكة بمحاكمة هذا الحارس، ما جعل "إسرائيل" تضغط على عمّان من خلال توقيف دعمها لمشروع "ناقل البحرين" (سعت الأخيرة له منذ أكثر من 10 سنوات، لتعزز مواردها المائية بربط البحر الأحمر بالبحر الميت) مقابل التراجع عن المطالبة بالتحقيق مع الضابط الإسرائيلي.

وعقب هذه الحادثة، أغلقت السفارة الإسرائيلية في عمّان، لتعود للعمل تدريجياً ببداية العام 2018، بعد التوصل إلى تسوية تشمل دفع حكومة الاحتلال تعويضات لذوي القتيلين الأردنيين، والتعهد بمتابعة الإجراءات القانونية ضد حارس الأمن الإسرائيلي.

وفي سياق متصل، أبدى العرموطي في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، استغراباً من استقبال نتنياهو، الذي اعتبر الملحق الأمني الإسرائيلي الذي قتل الأردنيين "بطلاً قومياً".

وقال إن نتنياهو يعد "شريكاً بالجريمة"، مشيراً إلى أنه كان عليه قبل أن يأتي أن "يتخذ قراراً ضد الحارس الذي قتل الأردنيين".

وفي تأكيده لسعي تل أبيب لتحقيق أهدافها من زيارة نتنياهو إلى الأردن، قال العرموطي لـ"الخليج أونلاين": إن مشروع "ناقل البحرين" الذي ذكره البيان الأردني ضمن المباحثات التي تمت، هو "خدمة للمشروع الصهيوني، ومعظم نصوص اتفاقيته غير دستورية، ولم يوقع عليها مجلس الأمة".

وأوضح أن "ناقل البحرين كان مشروعاً أردنياً بحتاً، إلا أنه في الفترة الأخيرة ونتيجة ضغوط عديدة تم توقيع اتفاقية مع الكيان الصهيوني كان من ضمنها أنه يحق للأخير زيادة كمية المياه دون موافقة الأردن وبالسعر الذي يريده، وهذا الشرط يعني إذلالاً وإذعاناً وفرض سيادة".

ويمر هذا المشروع في الأراضي الفلسطينية وهو يشكل إرباكاً للسلطة التي ليست شريكاً فيه، وهو بحسب خبراء اقتصاديين "مرفوض تماماً"، وفق ما بين النائب الأردني.

وجدير بالذكر أن مشروع "ناقل البحرين" يتم بدعم دولي وإسرائيلي، ويعتمد بشكل كبير على دعم "إسرائيل" له، واستغلت تل أبيب هذا الاعتماد بابتزازها للأردن في العديد من القضايا، كما توصلت لاتفاقيات تخدم مشاريع لها.