علاقات » عربي

الحرب في اليمن تأخذ أبعادا جديدة!

في 2018/07/11

محمد صالح المسفر- الشرق القطرية-

لا ينكر منصف بان الحرب في اليمن من أجل استرداد سيادة السلطة الشرعية اليمنية بقياة عبدربه منصور هادي من يد المنشقين عليها من (الحوثيين وانصارهم) فشلت فشلا ذريعا في تحقيق اهدافها المعلنة بعد ان استمرت لعامها الرابع دون تقدم حاسم يعيد الشرعية ويدحر المنشقين.

تحالف عربي كبير قيل لنا في باديء الأمر مكون من اكثر من عشر دول مزودة باحسن واحدث انواع الاسلحة الامارات والسعودية على وجه التحديد صرفا على التسليح أكثر مما يصرفان على تطوير التعليم او الصحة العامة. وخبرة مصرية قتالية لكنها جهود وخطط عسكرية غير مجدية.

كارثة حلت بالخليج العربي والوطن العربي كله عندما احُتلت الكويت من قبل دولة شقيقة العراق عام 1990 ومن المؤسف ان العرب والخليجيين لم يسارعوا لحل ذلك الاشكال بالطرق السلمية، عادت السلطة الشرعية الكويتية من منفاها الى وطنها بعد ان حٌرر من الاحتلال العراقي وهذا انجاز نرحب به.

لكن مقابل ذلك اُحتِل العراق بقوة السلاح من قبل امريكا وبريطانيا عام 2003 ودمر تدميرا شاملا لن يعود الى ما كان عليه الحال قبل عام 1990، واليوم اصبح العراق بيد ايران وكذلك سوريا ولبنان، واليمن على قائمة الانتظار.

ما اريد قوله في هذا الشأن هو التذكير بان ما حل بالكويت في تلك الحقبة من الزمن وما نتج عنها يماثل ما يحل باليمن اليوم والنتائج ستكون وخيمة على الكل.

في هذا السياق والتفاتا الى قضايانا القومية فان الشكر والتقدير للكويت شعبا وحكومة وبرلمانا واعلاما، واجب قومي، لمواقفهم الشجاعة والصادقة في قضايانا القومية واولها موقف الكويت من حصار دولة قطر من قبل اشقاء وشركاء لنا في الحاضر والمستقبل والمصير، ورفض الكويت المطلق لذلك الحصار غير الاخلاقي.

لقد رمت القيادة السياسية بكل ثقلها من اجل رفع الحصار عن قطر والدعوة الى حوار صادق بين الاشقاء للخروج من هذا المنزلق الرهيب، وما برحت تحاول في جهودها السلمية لرفع الحصار يعاونها في ذلك ويثني على جهودها في هذا الشأن المجتمع الدولي.

ولابد من الاشادة ايضا بجهود اهلنا في الكويت لموقفهم الرافض لـ"صفقة القرن" ومسألة القدس ومأساة قطاع غزة. إن موقف الكويت في مجلس الامن والجمعية العامة والبرلمان الدولي اثار عليها الاشقاء قبل الاعداء.

لقد وصلت حملة التحريض على اهلنا في الكويت من قبل الاشقاء الخليجيين الى الاعلام الامريكي لكي يستعدوا الرئيس الامريكي وحاشيته ضد الكويت لقد نشرت صحيفة "نيويورك بوست"مقالا لكاتبين امريكيين محسوبين على اشقاء خليجيين يتضمن تحريضا صريحا على الكويت بقولهما: "الكويت عقبة في سبيل بناء ترامب لجبهة موحدة بين الخليج واسرائيل لمواجهة ايران".

ويذهبان الى القول إن: "الكويت لا تريد ان تعترف باسرائيل كشريك في الحرب على ايران وان النظام الكويتي نظام معادٍ لاسرائيل ويسمح للسلفيين والاخوان المسلمين بممارسة نشاطهما المعادي لليهود".

إن هناك حربا اعلامية قذرة تشن على اهلنا في الكويت يشنها جماعة الضغط على ترامب شخصيا لاجباره على اتخاذ موقف معادٍ للكويت. الى جانب تلك الضغوط الخارجية بتحريض خليجي ضد الكويت، فتحت السعودية من جديد "الملف الحي الميت" ملف الحدود المشتركة بين الدولتين..

والتي توقفت عن العمل بقرار سعودي مفاجئ عام 2014 ويوحي هذا الاجراء السعودي حول هذه المسألة وكانت الرياض تضغط على الكويت مطالبة اياها بموقف يتماشى ومزاج الدبلوماسية السعودية في القضايا انفة الذكر.

في هذه الأجواء التي تعصف بنا طلبت دولة الكويت من بريطانيا نشر قوات بريطانية مسلحة، واكد السفير البريطاني مايكل دافنيورت في الكويت تلك الرواية قائلا ان حكومة بلاده تدرس ذلك الطلب، معنى ذلك إن القيادة السياسية تتوجس خيفة من جوارها لذلك راحت تأخذ الاحتياطيات اللازمة بتقوية تحالفاتها العسكرية لمواجهة أي عارض كان.

يؤسفني القول بان العسكرية السعودية لم تحقق اي انجاز عسكري يعتد به في حربها الضروس في اليمن، اللهم إلا نشاطها الجوي الذي يهمن على سماء اليمن إلا انه لم يستطع تحييد الصواريخ البالستية فتلك الصواريخ ما برحت تطلق على الاراضي السعودية بشكل أسبوعي.

الملاحظ ان العسكرية السعودية راحت تفتح جبهة جديدة في محافظة المهرة شرق اليمن، وتشير التقارير الواردة من اليمن الشقيق الى أن القوات السعودية انزلت معدات وآليات عسكرية ثقيلة منها مدرعات عسكرية وعربات مكافحة الشغب في يوم 6 يوليو/تموز الجاري وطائرات آباتشي الى مطار الغيضة الدولي الذي حولته القوات السعودية الى قاعدة عسكرية لها.

تقول صحيفة "المهرة بوست" الالكترونية ان راجح باكريت محافظ المهرة المتواجد في الرياض، طلب من السعودية تكثيف تواجدها العسكري في المهرة لتعينه على فرض سيطرته على المحافظة بشكل كامل.

في الوقت نفسه تجري مظاهرات واعتصامات سلمية من مواطني المهرة رافعة شعار التأكيد على السيادة الوطنية ومطالبها بخروج جميع القوات من مطار الغيضة وميناء نشطون وتسليم منفذي صرفيت وشحن لقوات الجيش اليمني.

سؤالى للعسكرية السعودية لماذا تم فتح جبهة عسكرية جديدة وانتم لم تنجزوا المهام العسكرية في محافظة صعدة ذات الحدود البرية المشتركة مع السعودية وهي معقل الحوثيين، ولم تنجزوا المهام في تعز وتحريرها من قبضة الحوثيين ولم تنجزوا المهام في الحديدة، ومناطق اخرى متعددة، وسؤال اخر ألم تعتقدوا بان هذا السلوك يستفز سلطنة عمان؟

آخر القول: اتمنى من الله عز وجل ان تعيد القيادة السعودية النظر في مواقفها السياسية والعسكرية من اليمن ومحيطها الخليجي، ولا تجعل الخليج واليمن يرتمي في احضان قوى خارجية تُلحق بكم وبنا أضرارا بالغة الخطورة.