علاقات » عربي

ماذا يفعل هذا الوفد الأمني الإماراتي في "تل أبيب"؟

في 2018/08/13

الخليج أونلاين-

تعيش دولة الإمارات فترتها الذهبية وغير المسبوقة في تاريخ علاقاتها مع "إسرائيل"، التي بنت معها خلال شهور قليلة فقط أكبر جسور التطبيع التي تمهد للوصول إلى مرحلة جديدة تكون فيها دولة الاحتلال حليفاً قوياً.

موقف دولة الإمارات من فتح باب العلاقات على مصراعيه مع "إسرائيل" لم يعد خفياً، فجهودها وتحركاتها ولقاءاتها الأخيرة، وحتى تصريحات مسؤوليها، تؤكد أنها ماضية بخُطا ثابتة للدخول بنفق التطبيع العلني، رغم كل النداءات التي تخرج من الفلسطينيين والمساندين لقضيتهم للابتعاد عن هذا النفق المظلم الذي دخلته مصر والسعودية والبحرين من قبلها.

تطورات العلاقات التي تكبر تدريجياً بين دولة الاحتلال والإمارات تجسدت حين تم الكشف عن زيارة وفد أمني استخباراتي إماراتي رفيع المستوى إلى "تل أبيب" قبل أيام، وإجرائه لقاءات مع مسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين، بحسب ما صرحت به مصادر مطلعة من رام الله لـ"الخليج أونلاين".

- علاقات قوية

وأكدت المصادر أن الوفد الأمني الإماراتي الذي زار "إسرائيل" نهاية الأسبوع الماضي، وكان يرأسه رئيس جهاز الاستخبارات في أبوظبي، علي محمود الشامسي، إضافة إلى أربع شخصيات أمنية إماراتية أخرى، أجرى العديد من اللقاءات والجولات داخل دولة الاحتلال برفقة وفود إسرائيلية رفيعة المستوى.

وزادت: "الوفد الإماراتي أجرى العديد من الزيارات لمواقع عسكرية إسرائيلية سرية وهامة، وعقد كذلك لقاءات مع مسؤولين عسكريين وأمنيين لمناقشة تبادل الخبرات وكذلك توسيع دائرة العلاقات العسكرية والزيارات المتبادلة بين الطرفين".

ولفتت المصادر المطلعة ذاتها إلى أن الوفد الإماراتي قد زار "إسرائيل" قبل أشهر، وهناك اتفاق رسمي بين الطرفين على الزيارات المتبادلة المنتظمة ونقل الخبرات العسكرية من "تل أبيب" إلى "أبوظبي"، والتوقيع على شراء عتاد وأسلحة كبيرة، تشمل طائرات كبيرة، ومن دون طيار، وصواريخ، وأجهزة اتصالات، وجيبات عسكرية متطورة.

وذكرت أن تلك الصفقة الكبيرة وغير المسبوقة في تاريخ العلاقات بين الدول العربية و"إسرائيل" ستعلن قريباً جداً وستكون مدوية، خاصة من جهة أن دولة عربية تشتري أسلحة من دولة الاحتلال بشكل مباشر، رغم كل الأزمات الحاصلة في المنطقة، وخاصة ما يجري من تطورات عسكرية وتصعيد داخل الأراضي الفلسطينية.

وفي سياق متصل كشفت المصادر ذاتها لـ"الخليج أونلاين"، أن "إسرائيل" قدمت طلباً رسمياً، في شهر يوليو الماضي، لدى دولة الإمارات لزيادة عدد ممثليها وبعثتهم الدبلوماسية داخل دولتهم، وقد تمت الموافقة على الطلب بشكل فوري.

- صفقات مدوية

وختمت حديثها بالقول: "هناك اتصالات قوية للغاية بين المسؤولين الإسرائيليين والإماراتيين، وهذه الاتصالات والعلاقات التي تتغنى بها دولة الاحتلال ستترجم خلال الأيام المقبلة بصفقات مدوية وكبيرة تكشف وتفضح الدور العربي وما يجري داخل الغرف المغلقة".

وفي 6 يوليو الماضي، نقل موقع قناة "آي 24" الإسرائيلية عن مصادر، لم يحددها، أن قاعدة جوية إسرائيلية استضافت مؤخراً وفداً عسكرياً من دولة الإمارات، للاطلاع على عمليات الطائرة الأمريكية المتقدمة من طراز "F35".

ووضع الموقع هذه الزيارة ضمن إطار المساعي الإماراتية لشراء أسطولها الخاص من طائرات "F35"، وفي سياق التقارب مع "إسرائيل" ضمن تحالف إقليمي يجري إرساء دعائمه ضد إيران.

يذكر أن سلاح الجو الإسرائيلي كان أول من حصل على هذه المقاتلات الأمريكية بعد سلاح الجو الأمريكي، وكان ذلك العام الماضي. وتعتبر المقاتلة F35 أحدث طائرة في الترسانة الجوية الأمريكية.

ورسمياً ترتبط "إسرائيل" بعلاقات دبلوماسية فقط مع الأردن ومصر، لكن الفترة الأخيرة شهدت تقارباً غير مسبوق من جهة السعودية والإمارات والبحرين، الذين يسيرون في طريق التطبيع العلني مع الاحتلال.

وتحرص "إسرائيل" بشكل دائم على إخفاء أسماء الدول العربية التي تُقيم علاقات سياسية واقتصادية أو أمنيّة معها؛ خوفاً من المواقف الشعبية والرسمية الرافضة للاحتلال.

وفي ذات السياق، يقول المختص بالشأن الإسرائيلي، مؤمن مقداد، إن الإمارات من أكثر الدول العربية جرأة في تقربها للاحتلال خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف لـ"الخليج أونلاين": بعض الدول العربية كالسعودية والبحرين، وحتى مصر، تُخفي العلاقات المتطورة والسرية مع "إسرائيل"، لكن دولة الإمارات لم تعد تخفي شيئاً، وتعلن عن الزيارات المتبادلة، وكذلك تطور العلاقات السياسية والأمنية وخاصة العسكرية.

وذكر أن الإمارات تمر بعصر ذهبي بالنسبة لها في تاريخ علاقتها وتطبيعها الذي تجاوز كل الحدود مع "إسرائيل"، مؤكداً أنها أخذت الضوء الأخضر من مصر والسعودية لاستكمال هذا الطريق الذي بات عنوانه الأبرز أن دولة الاحتلال حليف رغم كل الدماء الفلسطينية التي تسيل، بحسب تعبيره.