علاقات » عربي

"وودوارد" يكشف تفاصيل دور "كوشنر" في التقارب السعودي الإسرائيلي

في 2018/09/14

هآرتس- ترجمة شادي خليفة -

ذكر الصحفي الأمريكي المخضرم "بوب وودوارد" في كتابه الجديد حول رئاسة "دونالد ترامب" أن "غاريد كوشنر" يعمل على تشجيع التحالف بين (إسرائيل) والسعودية، وفي بعض الأحيان ضد نصيحة كبار المسؤولين الآخرين في البيت الأبيض.

ووفقا لرواية "وودوارد" في كتابه "الخوف"، المنشور مؤخرا، فقد بدأت جهود "كوشنر" خلال الأشهر الأولى من إدارة "ترامب"، في أوائل عام 2017.

ويقول "وودوارد" إن صهر الرئيس وكبير مستشاريه هو من اقترح على الرئيس أن تتضمن رحلته الأجنبية الأولى، لأول مرة، محطتين، وهما المملكة العربية السعودية و(إسرائيل)، وكانت الفكرة هي إرسال رسالة حول التزام الولايات المتحدة بإقامة علاقات أوثق بين الدولتين، وهما عدوتان إقليميتان لإيران.

وكتب "وودوراد" أن "كوشنر" ناقش المسألة مع "ديريك هارفي"، وهو كولونيل عسكري متقاعد كان مسؤولا عن سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي خلال العام الأول لـ"ترامب" كرئيس.

وقال "هارفي" لـ"كوشنر" إن اختيار الرياض كأول عاصمة أجنبية يزورها الرئيس "يتلاءم تماما ما نحاول القيام به، حيث نؤكد من جديد دعمنا للسعوديين، وأهدافنا الاستراتيجية في المنطقة".

ويضيف "وودوارد" أن "جعل المملكة أول رحلة رئاسية قد يشير مبكرا إلى أن إدارة ترامب لديها أولويات جديدة"، وكان لدى السعوديين والإسرائيليين، أعداء إيران منذ فترة طويلة، علاقات مفتوحة ومهمة في القنوات الخلفية.

"بن نايف" أم "بن سلمان"؟

ويصف "وودوارد" خلافا بين "كوشنر" ومسؤولين أمريكيين كبار آخرين، حول من هو الشخصية الأكثر أهمية للعمل معها في السعودية.

ويدعي "وودوارد" أنه في الوقت الذي اعتقد فيه كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية أن السعودي الأكثر تأثيرا كان ولي العهد آنذاك ووزير الداخلية "محمد بن نايف"، فقد كان لـ"كوشنر" قراءة مختلفة للوضع.

ويقول "وودوارد" في كتابه: "أخبر كوشنر هارفي أنه كان لديه معلومات مهمة وموثوقة مفادها أن مفتاح المملكة هو ولي ولي العهد، محمد بن سلمان البالغ من العمر 31 عاما"، لكن بعض رؤساء الاستخبارات في العاصمة لم يوافقوه على ذلك.

وكان لـ"بن نايف" الفضل في تفكيك تنظيم القاعدة في المملكة من خلال منصبه كوزير للداخلية، ووفقا لرجال الاستخبارات الأمريكية، فقد رأوا أن إظهار المحاباة لـ"بن سلمان" الأصغر سنا من شأنه أن يسبب الاحتكاك في العائلة المالكة.

ولا يحدد "وودوارد" المصادر الاستخباراتية التي اعتمد عليها "كوشنر" في تقييمه أن "بن سلمان" كان أكثر بروزا من ولي العهد الفعلي، "بن نايف"، ومع ذلك، فهو يقول إنه، بناء على اتصالاته الخاصة في الشرق الأوسط، بما في ذلك مع الإسرائيليين، اعتقد "هارفي" "أن كوشنر كان على حق، فقد كان بن سلمان هو المستقبل".

ويزعم "وودوارد" أن "كوشنر" و"هارفي" دفعا باتجاه عقد قمة كبرى في المملكة خلال زيارة "ترامب"، كطريقة لإعادة العلاقات الأمريكية السعودية إلى مركز السياسة الخارجية الأمريكية، وأن "بن سلمان" أصبح نقطة الاتصال الرئيسية لتنظيم تلك القمة واستقبال الرئيس الأمريكي.

وأضاف "وودوارد" أن وزير الدفاع "جيمس ماتيس" كان متشككا بشأن اقتراحات "كوشنر"، وكذلك كان هناك مسؤولان آخران في الإدارة العليا، هما وزير الخارجية "ريكس تيلرسون"، ومستشار الأمن القومي آنذاك، "إتش آر ماكماستر" (الذي كان رئيسا رسميا لـ"هارفي")، وكلاهما كان لديه خبرة واسعة في العمل في الشرق الأوسط.

لا أحد يدعمه

وحذر "تيلرسون"، الذي عمل مع القيادة السعودية خلال أعوام عمله كمدير تنفيذي لشركة "إكسون موبيل"، من رغبة "كوشنر" في التفاوض على عدد من الصفقات الكبيرة مع "بن سلمان"، وكتب "وودوارد" أن "تيلرسون" اعتقد أيضا أن "التفاعل مع "بن سلمان" يجب أن يكون مشروطا.

ويضيف "وودوارد" أن "لا أحد كان يدعم فكرة عقد قمة" في ربيع عام 2017، عندما عرضها "كوشنر".

لكن "كوشنر" حصل في النهاية على طريقه، وبدعم من الرئيس، وعلى الرغم من اعتراضات كبار المسؤولين الآخرين، دفع "كوشنر" الرئيس لزيارة المملكة، ودعا "كوشنر" في المقابل "بن سلمان" إلى الولايات المتحدة، وتم استقباله في البيت الأبيض، كما كتب "وودوارد"، وتمت الزيارة في مارس/آذار 2017، قبل شهرين من رحلة "ترامب" إلى الشرق الأوسط.

ويشير "وودوارد" إلى أن "بن سلمان" تناول الغداء مع "ترامب" في غرفة الطعام في البيت الأبيض، والتي عادة ما تكون مخصصة للاجتماعات بين الرئيس والقادة الأجانب من الدرجة الأولى.

وكتب "وودوارد": "انتهك هذا البروتوكول، وأقلق المسؤولين في وزارة الخارجية والاستخبارات، فقد كان غداء الرئيس في البيت الأبيض مع ولي ولي العهد، كقائد من رتبة متوسطة، أمرا لم يكن من المفترض القيام به".

وبعد شهرين، وصل "ترامب" إلى الرياض، وانتقل من هناك إلى "تل أبيب"، ما جعل السعودية و(إسرائيل) أول محطتين في جولته الخارجية الافتتاحية كرئيس.

ووفقا لتسلسل الأحداث التي استعرضها "وودوارد"، فإن الأمور جرت بالضبط كما خطط لها "كوشنر".

ويختتم "وودوارد" هذا الفصل بالإشارة إلى أنه "في الشهر التالي، عين الملك سلمان، البالغ من العمر 81 عاما، نجله كولي عهد جديد".

وتبقى الجهود الرامية إلى تقريب (إسرائيل) من المملكة العربية السعودية هدفا رئيسيا لفريق "ترامب" للسلام بقيادة "كوشنر"، رغم أن المسؤولين السعوديين عبروا مؤخرا عن شكوكهم حول خطة الإدارة للسلام.

وانتقد السعوديون قرار "ترامب" بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقالوا إنه جعل من الصعب على المملكة الضغط على الفلسطينيين لقبول خطة الإدارة.