علاقات » عربي

الولايات المتحدة و(إسرائيل) تقيّمان ما إذا كان ولي العهد السعودي يستطيع الوفاء بوعوده حول السلام وإيران

في 2018/11/06

صحيفة "واشنطن بوست"-

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين يعربون عن قلقهم من احتمال تراجع قدرة ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان"، على مواصلة تدفئة العلاقات بين (إسرائيل) وجيرانها العرب، جراء التداعيات السياسية الناجمة عن مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".

جاء ذلك في مقال نشرته الصحيفة الأمريكية تحت عنوان "الولايات المتحدة و(إسرائيل) تقيّمان ما إذا كان ولي العهد السعودي يستطيع الوفاء بوعوده حول السلام وإيران".

وقالت الصحيفة إن "مصير ولي العهد، الحاكم الفعلي للمملكة، يحمل تداعيات على اتفاق السلام العربي-الإسرائيلي الذي تصيغه إدارة دونالد ترامب، وعلى جهود التعاون بين خصوم إيران".

وذكرت الصحيفة ما قاله السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، "رون ديمر"، أمام حشد الأسبوع الماضي في إشارة إلى مقتل "خاشقجي" بأنه "يجب ألا نسمح بمرور حادث من هذا القبيل دون رد... لكن علينا أن نكون حذرين أيضاً بألا نتخلى عن علاقة ذات قيمة استراتيجية".

وأضاف "ديمر": "أعتقد أن الإدارة الأمريكية، عندما تعلم كل الحقائق، ستحتاج إلى أن تقرر كيف يمكنها من ناحية أن توضح بأن هذا الفعل غير مقبول، ولكن أيضاً ألا تتخلى عن الأمير".

وأشارت الصحيفة إلى وصف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" للسعودية بأنها مفتاح للاستقرار الإقليمي ومشتر قيّم للأسلحة الأمريكية، لكنه لم يتحدث بشكل علني عما قد يعنيه الدور المتناقض للمملكة أو "بن سلمان" بالنسبة لـ(إسرائيل) أو السلام العربي الإسرائيلي.

وأكدت "واشنطن بوست" أن مبعوث "ترامب" الرئيسي للشرق الأوسط، "غاريد كوشنر"، ناقش مع دبلوماسيين وآخرين كيف قد يؤثر موقف ولي العهد في خطط الولايات المتحدة.

ولفتت الصحيفة إلى أن التفسيرات المتغيرة للمملكة أثارت قلق وغضب بعض مسؤولي إدارة "ترامب" الذين يقولون بأن هذه الحادثة قد تقوض نفوذ الأمير وتحد من قدرته على قيادة التغييرات السياسية والثقافية الصعبة.

دفاع إسرائيلي

وأوضحت أن المسؤولين الإسرائيليين أصبحوا أكثر صخباً في الدعوة إلى فصل جريمة قتل "خاشقجي" عن القيمة الاستراتيجية للمملكة السعودية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" الجمعة الماضي، إن "ما حدث في قنصلية إسطنبول كان مروعاً ويجب التعامل معه على النحو الواجب، ولكن في الوقت نفسه، أؤكد أنه من الهام بالنسبة لاستقرار العالم والمنطقة أن تبقى المملكة العربية السعودية مستقرة".

وتابع "نتنياهو": "أعتقد أنه يجب إيجاد طريقة لتحقيق كلا الهدفين، لأنني أعتقد أن المشكلة الأكبر هي إيران".

وقد دفع ذلك بوزير الخارجية البحريني، "خالد بن أحمد آل خليفة"، أن يكتب في تغريدة قائلا إن "نتنياهو أظهر رؤية واضحة لاستقرار المنطقة ودور المملكة العربية السعودية في الحفاظ على هذا الاستقرار".

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن "بن سلمان" كان يقود استراتيجية مبدئية ومحفوفة بالمخاطر لزيادة الانفتاح والتعاون الإسرائيلي-السعودي السري أو الضمني.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المسؤولين الأمريكيين كانوا يأملون علاقات جيدة بين (إسرائيل) والدول العربية، من شأنها أن تدعم برنامج "ترامب" للسلام.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الحكومة السعودية قوله: "يتصور الإسرائيليون أن محمد بن سلمان يخدم أهدافهم الخاصة بشكل أفضل بكثير من أي زعيم سعودي آخر".

وأضاف المسؤول السعودي: "ذكر الأمير عدة مرات أنه يرغب في رؤية شرق أوسط مختلف ولم يكن متعاطفاً مع الفلسطينيين كما كانوا يتوقعون أن يكون".

ولفت المسؤول إلى أنه فيما يتعلق بإيران فإن "محمد بن سلمان منح (إسرائيل) المزيد من الأمن عندما وضع إيران في خانة التهديد الأكبر".

صفقة القرن

وقالت "واشنطن بوست" إن كبير مفاوضي  "ترامب" ، المحامي "جيسون غرينبلات"، جاء إلى (إسرائيل) هذا الأسبوع وسط دلائل على أن الخطة (صفقة القرن)، التي تم تعليقها بشكل متكرر في الأشهر الأخيرة، قد تطلق قريباً.

وأشارت إلى أن "ترامب" قال في وقت اجتماعه الأخير مع "نتنياهو"، في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، إن الخطة ستعلن في غضون شهرين إلى أربعة أشهر، وقد قُتل "خاشقجي" بعد أسبوع من ذلك الاجتماع، ولم يتضح بعد ما إذا كان قد تم تغيير الجدول الزمني للبيت الأبيض.

وشددت الصحيفة على أن الضغط السعودي على الفلسطينيين لقبول التسوية يعتبر أمرا حاسما في نجاح الخطة إمكانية والوصول إلى صفقة شاملة للتسوية بين (إسرائيل) والدول العربية المجاورة.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أجنبي مطلع على جوانب تفكير البيت الأبيض أن الصفقة مرت بعدة تنقيحات، بما في ذلك خطة لتهدئة الأرضية لإجراء محادثات وزيادة الضغط على الفلسطينيين لقبول الاتفاق.

وقال الدبلوماسي إنه كان من المفترض أن يكون ولي العهد شخصية رئيسية في هذا النهج، لكنه "قُطعت أجنحته" إلى حد ما، بسبب حادثة القنصلية عندما أضافت قضية "خاشقجي" أسئلة جديدة حول نفوذه.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول في الحكومة الإسرائيلية قوله إن "السعودية تلعب بالفعل دورا رئيسيا من خلال السماح أو تشجيع خطوات دبلوماسية صغيرة على مدار الشهر الماضي".

وأضاف أن "السعودية وهي أقوى دول الخليج أرسلت إشارات إلى عمان والإمارات والبحرين لتتغاضى عن التقارب الدبلوماسي مع (إسرائيل)".

وأكد المسؤول أن "كل الخطوات الحالية بين (إسرائيل) والدول العربية ولا سيما دول الخليج لم تكن ممكنة دون دعم السعوديين".

ورأى أن "تغيير قناعات السعوديين تجاه (إسرائيل) له علاقة كبيرة ببن سلمان"، مضيفا أنه "فتح الباب لعلاقات أكثر وضوحا مع دول المنطقة".

وختمت الصحيفة بإعادة التذكير بكلمة السفير الإسرائيلي في واشنطن "رون ديمر" الذي قال إنه "لأول مرة منذ 70 عاما.. تعترف الحكومات العربية بأن (إسرائيل) ليست العدو، بل هي شريك محتمل في مواجهة إيران، وفي مواجهة الإسلام السني الراديكالي".