وكالات-

في زيارة كلمح البصر لم تتجاوز الساعات التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، في تونس، أمس الثلاثاء، في ظل احتجاجات شعبية عارمة ضد هذه الزيارة.

واكتفت الرئاسة بدعوة المصورين ولم تنظم مؤتمراً صحفياً، على عكس التقليد السائد في مثل هذه الزيارات، في محاولة على ما يبدو لتجنب إحراج الضيف السعودي، وفق ما أفاد موقع "بي بي سي"، اليوم الأربعاء.

وفي محاولة لتحسين سمعته في ظل الغضب العالمي بعد تورطه في جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، منح الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ولي العهد السعودي وساماً مرموقاً، ما اعتبرته وسائل إعلام محلية تونسية تحدياً كبيراً للشعب التونسي.

وقال موقع "شبكة تونس الآن": "في تحد للشعب التونسي، السبسي يمنح المجرم "أبو منشار" الصنف الأكبر من وسام الجمهورية".

واحتج الشعب التونسي ومسؤولون وإعلاميون خلال الأيام الماضية على زيارة بن سلمان إلى تونس، والتي جاءت ضمن جولة خارجية بدأت الخميس، توجه بها إلى الإمارات والبحرين ومصر، وأعقبها بتونس، وتعد الأولى منذ تفجر أزمة مقتل خاشقجي.

ورفع المحتجون شعارات ضد "جرائم الحرب" في اليمن، وشعارات أخرى تنتقد بن سلمان وتصفه بـ"القاتل" و"أبومنشار"، وتقول إنه "غير مرحب به".

وكان الرئيس التونسي في استقبال بن سلمان بالمطار حين وصوله من القاهرة، واحتفى به في ظل وجود عرض عسكري متجاهلاً احتجاجات الشعب التونسي.

وعقد الاثنان محادثات في قصر قرطاج الرئاسي، بحسب ما أعلنته الرئاسة التونسية.

ونقل التلفزيون التونسي عن بن سلمان قوله: "علاقاتنا مع تونس ممتازة منذ وقت طويل، ولا يمكن أن أزور شمال أفريقيا دون زيارة تونس"، ووصف الرئيس التونسي بأنه "مثل والدي".

من جانبه قال السبسي إن ولي العهد السعودي "ليس مجرد ضيف على تونس بل إنه في بيته هنا"، وأضاف أنه يأمل أن تكون هذه الزيارة انطلاقة جديدة لدفع العلاقات بين البلدين.

وأوضحت الرئاسة التونسية، في بيان أصدرته لاحقاً، أن بن سلمان والسبسي ناقشا سبل تحسين التعاون الثنائي في مجالات "الاقتصاد والتمويل وتشجيع الاستثمار، والتعاون الأمني والعسكري لمكافحة التطرف والإرهاب".

ووضع نشطاء تونسيون لافتة كبيرة على طول مبنى نقابة الصحفيين، عليها صورة بن سلمان وهو يمسك منشاراً، في إشارة إلى الأداة التي قطعت بها أوصال خاشقجي، بعد قتله في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي.

وعقب هذه الزيارة توجه بن سلمان إلى الأرجنتين لحضور قمة مجموعة العشرين، بحسب التلفزيون السعودي.